المتآمرون.. (الإعلام – الحكومة – النخبة)/ مجدى نجيب وهبة

** أغرب الظواهر السياسية التى كشفت عنها نكسة 25 يناير .. هى ظهور قطاع من المنتفعين والمضللين والكذابين والعملاء والخونة ، فى قطاعات عديدة من مؤسسات الدولة فى كل قنوات الإعلام المرئى الخاص والحكومى .. ورئيس الحكومة حازم الببلاوى ومسئولين ووزراء ومستشارين ، ثم من يطلقون على أنفسهم "النخبة" أو المجمموعة السياسية أو جبهة الإنقاذ الكارتونية .. والتى ينبثق منها أحزاب لم نسمع عنها ، وليس لها أى تواجد شعبى أو إعلامى مثل حركة 6 إبريل ، أو الوطنية للتغيير ، أو حزب الكرامة ، أو حركة كفاية ، أو حزب الغد .. كل هؤلاء ينتسبون لما تسمى "النخبة السياسية" الفاسدة ..
** هذه النخبة لا تسعى إلا لمصالحها الشخصية طبقا لأهوائهم .. وفى النهاية نكتشف أن الجميع يبحثون عن السبوبة أو حصد الغنائم وتقسيمها ، ويتناسى الجميع مصلحة الوطن ، والمخططات التى تهدف إلى إسقاط هذا الوطن ..
** ولكن فى النهاية يخضع الجميع لأجندات خارجية ، ومصالح شخصية .. يقودها ويحركها بعض الإعلاميين فى القنوات المختلفة والصحافة ، وهى تدق على وتر المصالح الخاصة ، فتخلق جوا من الضبابية حول المصالح العليا للوطن .. حتى تتوه الحقائق فيصبح المواطن عاجزا أو حائرا ومشوشا ، يفتقد البوصلة .. تغرقه التفاصيل .. وتتخاطفهم المصالح والإتجاهات ، فهذا الوضع يكاد يدخل الوطن فى حالة توهان وإغتراب وأنفاق مظلمة ..
** فى ظل هذه الفوضى الممنهجة ، وعدم وجود المسئول ، تحول الإعلام إلى أحد الأدوات الجهنمية لتحقيق سيناريو المؤامرة والفوضى والتدمير فى المؤسسات الوطنية والعسكرية ، والتى يعلمها الجميع .. وأعلنت عنها أمريكا والدول الأوربية ، وقطر ، وتركيا ، وهى إسقاط الدولة المصرية وتدمير الجيش وإسقاط الشرطة والقضاء .. لتحقيق المكاسب المادية لأصحاب هذه القنوات بإستخدام بعض الإعلاميين الموجهين لتنفيذ هذا المخطط ..
** على سبيل المثال لا الحصر .. قناة النهار ، و"محمود سعد" مقدم برنامج أخر النهار .. فهو يحاول بكل الطرق تصيد أخطاء رجال الشرطة المصرية العظام ، للتحريض عليها ، وخلق حالة من الإحتقان بين الشرطة والشعب ، محاولا بكل الطرق التقليل من شأن الجيش المصرى والسخرية من الشعب ، وثورة 30 يونيو .. يدافع بإستماتة عن شباب 6 إبريل ، والإخوان ، وثورة 25 يناير ، ومن يطلقون على أنفسهم ثوار .. والسؤال هنا الذى مللنا من تكراره .. من المسئول عن ظهور هذا الإعلامى ، ومن المسئول عن توجهاته .. ولمصلحة من يعمل ؟ .. هذا السؤال نبحث عن إجابة له ، ليس من مالك القناة أو زملاءه ، بل نريد إجابة واضحة من جهاز الأمن القومى المصرى وأمن الدولة !!...
** مثال أخر .. قناة "أون تى فى" .. فمن المسئول عن عودة يسرى فودة ، بينما هو يصر على التحريض ضد الجيش والشرطة ، ومن المسئول عن وجود الإعلامية "ليليان داوود" ، وأخرين يدعمون الإرهابيين فى سوريا فى كل برامجهم ، ويدعمون إسقاط الجيش السورى وبشار الأسد ، بل يصفون الإرهابيين بالجيش الحر !! .. هذا ناهيك عن الإعلامى "يوسف الحسينى الذى يتصيد أخطاء بعض ضباط رجال الشرطة وجنودها ..
** الإعلامى "معتز الدمرداش" .. والذى تحول من مجرد إعلامى وطنى إلى مهرج فى برنامجه ، وهو يستضيف كل المعارضين للدولة والجيش والشعب ، فرأينا منذ بضعة أيام إستضافته للناشطة أسماء محفوظ ، والعديد من الأسماء التى تحرق الدم ، بل ويرفضها الشعب ..
** فى ظل هذه الفوضى .. تحول جهاز الإعلام المرئى إلى أخطر جهاز يدمر فى الوطن ، ولا يوجد من يحاكمه أو يحاسبه .. والحل هو هدم مدينة الإنتاج الإعلامى على من فيها ، حتى يتعلم هؤلاء الإعلاميين وأصحاب القنوات ما معنى كلمة وطن ، وما معنى سقوط الدولة المصرية وتقسيمها وإشتعال الحروب الأهلية والطائفية .. وما معنى أن الجيش المصرى فى حالة حرب مع قوى خارجية ، وعملاء ، وخونة داخليين .. فقد تحول الإعلام فى ظل هذه الفوضى والإنفلات الأمنى إلى مرتع لكل من هب ودب لهدم أركان الدولة .. فقد أصبح الظهور أمام الشاشة الصغيرة أسهل من تناول طبق كشرى ..
** فى ظل هذه الفوضى والصراع من أجل المال .. أخذ الإعلام دورا خطيرا فى طمس الحقائق وتقديم الخونة المأجورين فى دور الأبطال والثوار والوطنيين لتشويه الحقائق ،  وتضليل جموع الشعب المصرى وحرق دمهم وإحباطهم ..
** إنه تحالف قوى الظلام مع جهابذة الإعلام والبلهاء السياسيين فى ظل حكومة متواطئة ومقاعسة عن حماية الوطن والمواطن .. فهذا الثلاثى الغبى الذى بلينا به فى ظل هذه الظروف الصعبة التى يمر بها الوطن ، عاد ليطل علينا برأسه وأنفاسه السامة ليمتص دماء الشعب .. إنهم نخبة من البشر خرجوا علينا كما تخرج الأفاعى والحيات من الشقوق والجحور ، وسرعان ما توحشت وفاقت كل سلالة الكونت دراكولا .. الفارق الوحيد أن سلالة دراكولا كانت تمارس نشاطها فى الظلام ، أما الأن فهذه السلالة تمارس نشاطها بكل بجاحة فى وضح النهار ، وتحت وهج الشمس ، وتحت ضوء القمر فى كل لحظة ..
** هذا هو دور الإعلام التخريبى فى محاولة هدم مصر ، فى الوقت الذى تخوض فيه مصر والجيش المصرى والشرطة المصرية حرب ضروس ضد أمريكا والدول الغربية ، وقطر ، وتركيا ، والإرهاب الدولى ..
الحكومة المؤقتة :
** لقد كتبنا عنها كثيرا عندما شعرنا أننا أمام مؤامرة وليست حكومة إنتقالية .. هذه الحكومة المؤقتة تكره ثورة 23 يوليو ، وتكره جمال عبد الناصر ، والسادات ، ومحمد حسنى مبارك .. هذه الحكومة لا تعترف بنصر أكتوبر 1973 ، ولا تعترف بثورة 30 يونيو 2013 .. هذه الحكومة تفضل حكم الإخوان عن حكم العسكر كما يطلقون .. وكما صرح حازم الببلاوى فى دولة الإمارات .. هذه الحكومة تضم كل عناصر الطابور الخامس ، والجميع يعلم ذلك .. بل الجميع يعلم أن مصر تمر بحالة إستثنائية ولا مكان لوجود الخونة والعملاء .. ولكن الجميع مصابون بالشلل .. فالشعب يتحرك والجيش والشرطة يدافعون عن تراب هذا الوطن ، والقضاء يعمل ليلا نهارا لمحاكمة العناصر الإرهابية والرئيس المعزول المعتوه "محمد مرسى العياط" وعصابته .. والحكومة تحاول أن تجهض كل ذلك .. فما هو الحل ؟ .. هل يخرج الشعب تجاه مجلس الوزراء ، ويخرج هؤلاء الخونة ، ويجرجرهم إلى ميدان التحرير ، ليحاكموا علانية على جرائمهم ضد الوطن منذ توليهم السلطة عقب ثورة 30 يونيو 2013 ، وإستمرارهم فى التحريض على التخريب والفوضى فى الشارع المصرى حتى الأن .. بل السؤال الذى يطرحه أكثر من 90 مليون مواطن مصرى حر شريف ، ما هو الحل ونحن نرى أننا نواجه حكومة تعمل لإشعال الفوضى الهدامة ، وإحراق البلد بالحروب الأهلية والفتن الطائفية ، تنفيذا للتعليمات الأمريكية .. هل سيظل الجميع صامت ، وكل يوم له ثمن ، وكل لحظة تدبر ملايين الدسائس والمؤامرات حول الوطن ..
** للأسف .. هذا المقال كنت أود عدم كتابته بعد الإستفتاء على الدستور ، ولكن بعد ظهور نغمة "إن الشباب لم يشاركوا فى الإستفتاء على الدستور" ، وهى الأكذوبة الكبرى التى تبناها خالد يوسف ، وتلقفتها الحكومة المتواطئة ، وروجتها وسائل الإعلام العاهرة ، وأصبحنا أمام حملة تدعو لتشويه الإستفتاء على الدستور ، هذه الأكذوبة يسأل عنها خالد يوسف ، وكل من روج لهذه الأكاذيب .. بل المفترض إذا كان هناك من يسعى لإنقاذ هذا الوطن .. فيجب أن يقدم خالد يوسف للمحاكمة الجنائية لأنه يقصد أن يضر الأمن القومى المصرى لترويج هذه الإشاعات التى يتلقفها العدو وإعلام الجزيرة للنفخ فيها وتضخيمها ..
النخبة السياسية والنشطاء والثوار :
** هذه المصطلحات والكوارث التى بليت بها مصر منذ إندلاع نكسة 25 يناير .. لا حل لهم إلا منعهم من الظهور الإعلامى فى الفضائيات ، وكل القنوات الإعلامية .. هذه النخبة السياسية هى كارثة بكل المقاييس ، فمعظم هؤلاء يطلون علينا عبر القنوات الفضائية ، يتحدثون عن عالم أخر وعن دولة أخرى غير الدولة المصرية ، وبعضهم ينضم للصحافة المقروءة التى أصبحت على كل لون ياباطستا .. ففى الجريدة الواحدة نجد من يدافع عن الوطن ، وفى الصفحة نفسها نجد مقال يدافع عن الإخوان ويحرض على الدولة المصرية ، والجيش ، والشرطة ، والكل فى حالة توهان .. فالإعلام والصحافة والحكومة والنخبة السياسية فى وادى ، ولا يسمحون لمن يكشفون الحقائق ويدافعون عن الوطن للظهور على الشاشة .. والشعب والجيش والشرطة والقضاء فى وادى أخر ..
** هذه النخبة التى تطلق على نفسها شباب الثوار أو مفجرين الثورة ، هم فى الحقيقة مجموعة من العملاء والمتآمرين والخونة .. والجميع يعلم ذلك ، بل أن الجميع سمع التسجيلات بين شباب 6 إبريل وبعض السياسيين .. وعندما طفح الكيل بالشعب المصرى لم يجد أمامه إلا النزول بالملايين فى الشوارع والميادين لإسترداد الوطن الذى إنكسر ، وإسترداد الوطن الذى هزمه الثوار وأسقطه الأحزاب ، وحكمه الإخوان ..
** ولأن المصالح تتصالح .. فنجد الحكومة المؤقتة تدافع عنهم ، ويشاركهم بعض الكتاب الذين للأسف صدقهم الشعب فى يوم من الأيام .. بل أن الكارثة أن الجميع يتكلمون بإسم الشعب .. والشعب منهم برئ .. ولم يوكلهم ، ولا يعرف الشعب المصرى عنهم أى شئ ..
** الشعب المصرى هو صاحب الثورة الحقيقية فى 30 يونيو 2013 .. الشعب المصرى هو صاحب الفضل الأول فى إستعادة هذا الوطن ، بفضل وقوف الجيش المصرى العظيم بجواره والشرطة المصرية ..
** هذه النخبة صدعتنا بشباب الثورة والثوار ، وثورة 25 يناير .. وإذا كان البعض يرى أنها ثورة مجيدة ، فعلينا الإعتراف بفضل حماس والإخوان والجهاديين التكفيريين الذين ساهموا بقدر كبير فى إسقاط الشرطة المصرية وتهريب السجناء ، وخلق حالة من الفوضى التى مهدت لتنحى مبارك عن الحكم ، بعد أن حاول بكل الوسائل أن يمنع سيناريو الفوضى الهدامة ، ولكن الجميع أصروا على رحيل الرئيس مبارك وحدث كل ما توقعه الشرفاء والمخلصين والشعب المصرى .. بل أن من يدعون أن 30 يونيو هى إمتداد لثورة 25 يناير ، وهو ما يدعو للسخرية .. وأعود وأكرر أى ثورة تتحدثون عنها بعد كل ما عاشته مصر منذ 25 يناير حتى 30 يونيو .. هذا هو رأينا ..
** لكل المتنطعين الذين يؤيدون ثورة 25 يناير ، ويعتبرونها ثورة مجيدة .. أقول لهم هل تناسيتم المليونيات التى كانت تخرج كل يوم جمعة ، وكل مليونية تحمل إسم مختلف .. فمرة مليونية إسترداد الثورة ، ومرة مليونية الخروج الآمن ، ومرة مليونية تسليم السلطة .. وهكذا .. وكان يشارك فى هذه المليونيات شباب 6 إبريل ، والوطنية للتغيير ، وحزب الغد ، وحركة كفاية ، وجبهة الإنقاذ ، والعديد من الشباب والإشتراكيين الثوريين .. كل هؤلاء ساندوا وساعدوا الإخوان فى الوصول للحكم .. والأن يعود هؤلاء الكذابين بعد أن سقط الإخوان ووضعوا فى السجون ، ولم يصلوا إلى مراكز أو أى مناصب فى زمن الإخوان ، وهو ما جعلهم ينقلبون عليهم ، ويتنصلون من تواطئهم مع الإخوان بعد إن إنكشف خداعهم وسقطت أقنعتهم .. ويمكنكم سؤال حمدين صباحى الذى نزل مجلس الشعب ووضع نفسه على قوائم الإخوان .. ويمكنكم سؤال السيد جورج إسحق .. ويمكنكم سؤال الإستشارى ممدوح حمزة الذى كان يأمل فى تعيينه وزيرا للإسكان فى حكومة هشام قنديل ..
** أما قصة مرشح الثورة وهى الأكذوبة والضحكة المأساوية الكبرى التى يعيش فيها حمدين صباحى ، فقد أصابته حالة لوثة عقلية أفقدته توازنه ، وصار يردد كلمة "ثورة " ألاف المرات .. على غرار كلمة الشرعية التى رددها محمد مرسى العياط قبل عزله فى خطابه الأخير ..
** يقول "حمدين صباحى" فى برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة .. "لا أطمع فى أى منصب ولكننى أرغب فى تحقيق أهداف الثورة ، وأتمنى ألا يعود نظامى مبارك ومرسى" ..
** وتابع "لعب الجيش المصرى دورا فى ثورته شرف له ، لكن سعيه للحكم خطر وليس فى صالح الثورة" .. وأضاف "أبلغت الفريق السيسى بأنه لو ترشح السيسى سأدعوه ولكن أبلغته أيضا بأننى سأترشح للرئاسة ومستمر فى حملتى الإنتخابية حتى يتخذ قراره النهائى ، وأتمنى من الله أن يهديه ويختار القرار الصواب فيما يخص قرار الترشح للرئاسة" .. "أنا سأترشح لمنصب رئيس الجمهورية فى الإنتخابات المقبلة بشرط التوافق عليه من قبل شباب الثورة" ..
** هذه بعض مقتطفات من حوار السيد حمدين صباحى ولاحظوا كم مرة تكررت كلمة ثورة .. وسؤالنا لكل المتنطعين ولحمدين صباحى ولكل من يزعم أنه جنرال وقائد .. أين هى هذه الثورة .. هل تعتقدون أن مجموعة الشباب الذين خرجوا وسط الشعب فى بعض الميادين هم من حققوا النصر على الإخوان وإجبارهم على التخلى عن السلطة .. هل هؤلاء الشباب كانوا يستطيعون القضاء على الإخوان بمفردهم ؟ ..
** أعتقد أنكم تعلمون الإجابة جيدا .. فلولا الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى الشارع المصرى ومساندة الجيش المصرى العظيم ، والشرطة المصرية ، لما تحقق سقوط نظام الإخوان الإرهابى ، فعلينا أن يعلم الجميع قدرهم وحجمهم الطبيعى ..
** أما الشئ المضحك فهو خروج الأخت "إيمان المهدى" عضو حركة تمرد .. تطالب بترشيح وزير الإسكان لرئاسة الحكومة .. لأنه على حد قولها أن إبراهيم محلب وزير الإسكان أدان التدخل السافر فى حياة النشطاء الشخصية ، وأن كل من يقلل من شأن ثورة يناير ، وإعترف محلب خلال إجتماع القوى الثورية أمس الاول أن هناك فجوة بين الشباب والحكومة ، وأعلنت المهدى أنه قدم إعتذارا للشعب عن الأخطاء السابقة موضحا أنه مستعد ينزل يقبل جبين كل واحد منا .. حزنا على ما وصلنا إليه بعد الثورة ..
وسؤالنا .. هل هذا الوزير يصلح لهذا المنصب بعد هذه المسخرة ..
** فى النهاية .. هكذا إجتمع المتآمرون الثلاثة .. الإعلام وإنفصاله عن الشعب المصرى وحصر ضيوفه على من يطلقون على أنفسهم النخبة .. والحكومة التى تعمل فى ظل ظروف عكس ما تعيشه مصر من مؤامرات رهيبة وتحالفات لإسقاطها .. والنخبة السياسية التى فقدت عقلها وأصبحوا يتبولون لا إراديا بعد ثورة 30 يونيو 2013 ..
** رحم الله مصر من المتآمرون الثلاثة .. وأسكنهم قبورهم المظلمة حتى يحاكموا على أعمالهم !!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: