في بداية سنة 2014 لا بد من توجيه تحية إجلال وتعظيم لكل شهداء الربيع العربي، مشاعل النور والأمل والتحول التاريخي نحو الديمقراطية الحقيقية. هم شهداء الكرامة والحرية وانطلاق المجتمع المدني من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي. وفي مقدمتهم شهيد ثورة الأرز الأبية ابن طرابلس اللبنانية الاستاذ محمد شطح. الذي اغتالته عصابات الحرس الايراني الصفوية بالتنسيق التام مع مخابرات بشار الهمجية.
على أمل ان تحمل هذه السنة لكل الدول العربية بشائر الخير والسلام والاستقرار والأمان واليقظة والحذر من مؤامرات ملالي الفتنة والخراب والحقد الاسود والظلام.
وأيضا تحية لبنانية للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وملكها الجليل وشعبها الأصيل في دعم الجيش اللبناني بهبة سخية من ثلاث مليارات دولار بالتنسيق مع فرنسا صديقتنا التاريخية الوفية.
قلبنا يعتصر ألما على أطفال غزة الغالية، كما يعتصر الما على أطفال سوريا الحبيبة. فغزة العزة تئن اليوم ألما على وقع الغارات الإسرائيلية وحلب الثورة والعنفوان وسوريا كلها تنزف دما على وقع البراميل المتفجرة الروسية الصنع الإيرانية البشارية في تحالف شرير ضد الإنسانية.
وكما غزة عالقة بين السندان الحمساوي الإخواني والمطرقة الإسرائيلية، (ولولا تحريض ملالي ايران وإذكائهم لنار الفتنة بين الفلسطينيين، لما وصلت غزة الى الحالة الكارثية التي هي عليها الآن)، ايضا سوريا عالقة بين السندان الإيراني التكفيري والمطرقة البشارية.
فهذا السندان مثله مثل ظلام طالبان واجرام داعش وارهاب الاخوان فهو يجلد ويرجم ويرهب ويعدم، ويغتال سرا ويقتل علنا، ويفرض ويكفر ويفعل وينكر، ويمارس نفس الممارسات المستهجنة الظلامية الشاذة؛ الا انه اكثر ليونة أي تلاعبا، ودهاء أي شطارة، وحنكة أي نفاقا، ومكرا أي نذالة، وخبثا أي خسة، ودبلوماسية أي كذبا، وذكاء أي شيطنة، من تشدد وتحجر وتطرف وتهور وغباء وجهل جماعة القاعدة وداعش وطالبان.
وأيضا لبنان عالق بين السندان الإيراني الارهابي والمطرقة البشارية. ف"حزب الله" بالتعاون مع مخابرات بشار مارس وما زال سياسة الارهاب الاجرامية الدنيئة بالاغتيالات والتفجيرات وخلق الأزمات، والبلطجة الميليشياوية للهيمنة على كل الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية بقوة السلاح. هذا السلاح الفارسي الغيرشرعي والذي تحول بعد حرب تموز من وجهته المعلنة الاصلية الى سرطان خبيث يعمل على قمع ارادة الشعب اللبناني وافقاره بتهجيره وخنق الحرية، وتعطيل الحياة السياسية وافراغها من قيمها بتدمير ممنهج للديمقراطية والميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك، وضرب كل مقومات الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية.
وايضا العراق عالق بين السندان الإيراني الاجرامي ومطرقة المالكي الطائفي حتى النخاع وميلشياته الحاقدة الشيعية. لقد كشر المالكي عن انيابه الطائفية في تأجيج فاضح للحرب الأهلية بقوله إن المواجهة الحالية هي «استمرار للمواجهة بين أنصار الحسين وأنصار يزيد». هذا الكلام الفتنوي الحاقد لا يمكن الا ان يكون صادرا عن خامنئي ببوق عراقي يدعى المالكي.
فالمالكي اليوم وكل الشيعة الموالية لولاية الفقيه هم أبواق رخيصة لملالي الفتنة والشيطنة والمكر في ايران.
لقد حولت الميليشيات الشيعية مع نظيرتها القاعدية السنية العراق الى مسرح للقتل والاجرام وكل ذلك بدعم مادي ومخابراتي لكلا الطرفين من جمهورية مرشد جمهورية الحقد والانتقام. وإلا كيف ستنجح الملالي في السيطرة على العراق وسوريا ولبنان؟ انه شعار فرق تسد التي تطبقه ملالي الانتقام في دولنا .
وهل قامت القاعدة السنية بعملية واحدة ضد ملالي ايران الشيعية؟
هذا دليل آخر على ان القاعدة هي دمية سنية متطرفة بيد بشار والملالي. لقد ضربت القاعدة في كل مكان ما عدا ايران. هذا يدا على تحالف الشياطين مع العفاريت لضرب أي تطور في المجتمعات العربية نحو التحضر والديمقراطية واحترام حقوق الانسان في العيش بكرامة وحرية.
أما ما يسمى "حزب الله" أو فرقة الحرس الرجعي الايراني في لبنان فهو جزء من سندان ملالي إيران التكفيري الاجرامي الارهابي الظلامي ويستعمل اساليب الترغيب بالمال والتهديد بالسلاح والترهيب بالاحتلال " اعادة احتلال بيروت كما فعل في 7 ايار العار" وممارسة سياسة الاغتيال بعد ان اغتال العديد من الرموز السياسية اللبنانية من الشهيد رفيق الحريري الى الشهيد اللواء وسام الحسن والبارحة الشهيد محمد شطح. الذي تم اغتياله عقابا على رسالته الفتوحة الى روحاني والتي اتهم فيها حزب الله/ الحرس الرجعي الايراني بتدمير الدولة اللبنانية.
هذا السندان الذي استطاع وبكل وسائل الغش والخبث والاحتيال والتقية والترغيب بالمال بناء خلاياه السرية العقائدية الشيعية المتطرفة والتغلغل المخابراتي في معظم الدول العربية وغير العربية وتثبيت نفسه بقوة على صدر العراق وسوريا ولبنان، أي تكتيف الدول الثلاث وتكبيلهم ووضعهم في جعبة المرشد وهو يحاول دون كلل التقاط أي نقطة ضعف يدخل من خلالها لاختراق الدول العربية الأخرى وتثبيت نفسه على صدر الكويت والبحرين والامارات واليمن ومصر وليبيا وتونس لخراب هذه البلدان ونسف اسس الجامعة العربية التي سيرفعون على جدرانها في القاهرة يافطة الجامعة الفارسية والتي سيفتتحها نصر الله شخصيا كجندي صغير في ولاية الفقيه وبمعية سيده خامنئي وتصفيق الصهيونية العالمية.
وهنا لن يكتفي غلاة الفرس بفرض اسم الخليج الفارسي والجامعة الفارسية، بل سيعملون على تحويل اسم المغرب العربي الى المغرب الفارسي.
فالعالم العربي اليوم يمر في اخطر مراحله التاريخية على الاطلاق، فمواجهتنا الحالية لملالي ايران توازي مواجة اجدادنا لكسرى والرومان والمغول والتتار والاستعمار الغربي في آن. حتى اننا لا بد وان نترحم على ايام الاستعمار الذي ورغم كل مساوئه كان يقيم حرمة لدور العبادة ولم نسمع انه ذبح طفلا او شيخا او اغتصب امرأة، بالإضافة الى أنه قدم لنا حسنات جلى: كتنظيم الدول المتخلفة التي استعمرها وتحديثها وتطويرها لمواكبة الحضارة العالمية، أما الاستعمار الجديد عبر ملالي الظلام فكله شر واستبداد وسيئات وثأر وانتقام من الأبرياء وفساد لخراب الدول التي يحتلها وتمزيقها لتعود مئات السنوات الى الوراء تخلفا وظلاما. وبما اننا تربينا وكبرنا على مقولة خطر العدو الاسرائيلي واطماع الصهيونية الممتدة من الفرات الى النيل ومؤامراتها ومشاريعها في ضرب استقرار وامن منطقتنا العربية فعلينا اليوم على وقع الاحداث الخطيرة التي نتعرض لها في أمننا واستقرارنا وتقدمنا وتحررنا وديمقراطيتنا ولقمة عيشنا ان نفكر بعقلانية وبعد نظر ونعيد النظر بالمسلمات على ضوء الوقائع والحقائق والاحداث.
وهنا لا بد من مقارنة بين الخطر الاسرائيلي القائم والخطر الايراني الداهم. لكي نكتشف من الاخطر على منطقتنا وتقدمنا ومستقبلنا وحريتنا وأمننا وسلامنا وسلمنا الأهلي وعيشنا المشترك، طوائف ومذاهب وعرقيات واديان.
فإسرائيل التي قامت على أنقاض فلسطين رغم كل مآخذنا على ممارساتها المجحفة والظالمة بحق الشعب الفلسطيني تبقى دولة مدنية بمؤسسات دستورية وفصل سلطات ديمقراطية عريقة، أي المواعيد الدستورية فيها تحترم، والديمقراطية تطبق بشكل عملي صارم على الارض وليس تصفيقا وزعيقا وشعارا مرفوعا للتضليل الاعلامي والنفاق والكذب. والتبادل السلمي للسلطة بين الأحزاب والتحالفات ومنذ تأسيسها هو أحد أسس مناعة وصلابة وعمق ديمقراطيتها. فالسياسات فيها تتغير مع تغيير الحكومات، والحكام تتبدل وتحاسب وتحاكم، والشعب ينتخب حكامه او يخذلهم من خلال صوته في صناديق انتخابات حرة وحيادية ونزيهة لا غبار عليها، والحاكم الفعلي لإسرائيل حاليا هو رئيس حكومتها نتنياهو المنتخب من الشعب، وكل ذلك عكس نظام الملالي تماما. فالحاكم الفعلي لإيران هو دكتاتور يشتهي سفك الدماء مطلق الصلاحيات او بالاحرى نصف اله مقدس، لا يحق لأحد ان يتعرض لقدسيته بقول لا ومن يقول له لا مصيره الموت او السجن أو السحق او الاعتقال او الاغتيال، حيث خامنئي مفروض بقوة سلاح الحرس الرجعي وارهاب البسدران على الشعب الإيراني.
تماما كما فرضت ايران المالكي رئيسا للحكومة العراقية، أمام جبن أمريكي واضح، رغم ان لائحته لم تكن الرابحة في الانتخابات حيث نالت اللائحة العراقية بقيادة اياد علاوي الأكثرية. وعلى طريقة الحرس الرجعي في الاغتيال تم اغتيال عدد من نواب العراقية لتحويلها الى أقلية، تماما كما فعل "حزب الله" باغتيال عدد من نواب 14 آذار في البرلمان اللبناني عام 2007 لتحويل اكثريتهم الى أقلية.
يكفي هنا ما قاله الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، في حديث إلى “الحياة”، "أن العراق متجه إلى التقسيم الطائفي سياسياً واجتماعياً وعقائدياً”، معتبرا ان قائد “فيلق القدس” التابع لـ «الحرس الثوري» الايراني هو الرجل الاقوى في العراق» وأنه «صاحب مبدأ بالنسبة إلى قضيته وجمهوريته وحكومته ومذهبه.
الهيمنة المذهبية لقائد فيلق القدس على العراق وباعتراف الصدر تعني ان العراق دولة محتلة ناقصة السيادة وان المالكي ما هو سوى موظف صغير في خدمة الامبراطورية الفارسية الصفوية الشيعية.
ولزيادة التطرف والتعصب والخلاف وتأجيج الصراع بين المسلمين وخدمة للمشروع الإيراني في تفتيت العالم العربي يعلن المالكي أن "كربلاء يجب أن تكون قبلة العالم الإسلامي، لأن فيها الحسين".
هذا الكلام او الفتوى لا بمكن الا ان يكون صادرا عن خامنئي بلسان غلامه العراقي الذليل المالكي.
وملالي ايران فرضت ايضا "حزب الله" الارهابي ليكون حاكما فعليا على لبنان، رغم نجاح لائحة 14 آذار في كل الانتخابات التشريعية، الا انها لم تستطع الحكم حيث حزب ايران في لبنان يقف لها بالمرصاد تعطيلا. واليوم هناك فراغ في مؤسسات الدولة اللبنانية وتعطيل للانتخابات وتشكيل الحكومة بسبب ملالي ايران وحرسهم في لبنان.
وملالي ايران اليوم هي التي تفرض بشار واجرامه من خلال دعمها له بالسلاح والرجال، والاذناب من لبنانيين وعراقيين ليكون رئيسا على سوريا رغم انف شعبها، المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية.
جمهورية الاسلام في ايران هي دولة شمولية فاشية امبريالية امنية مخابراتية استبدادية دكتاتورية توسعية عدوانية لا امان لها ولا تحفظ مواثيق، ولا سلام معها، لأنها اعلنت الحرب السرية الإرهابية التكفيرية على الجميع.
واذا كانت اسرائيل تطمع باحتلال كامل فلسطين، فإن ملالي ايران تطمع باحتلال كل الدول العربية.
فالحذر ثم الحذر قبل فوات الأوان والا فإنكم ستصبحون قريبا جميعا في جعبة مرشد الارهاب والتخلف والظلام.
0 comments:
إرسال تعليق