الى أمي التي فقدت جلد قدميها في الحقول
مِن أجلي، وأجل أخوتي،
حين فارقتها أحببتها أكثر.
كل عام وكل امهات العالم بخير.
1
مرحباً يا أمي الحنون
أنا ابنكِ المدلل
الذي نما في ساحة الدار، والقلب
كزنبقة بيضاء، ورحل
الذي انتظرتيه عشرين عاماً
كفلاح ينتظرُ غيومهُ كلّ شتاء
كفلاحٍ راقبَ بذرته
وسقاها دموعَ العين
2
أنا طفلكِ گبرييل
الذي نذرتيه لجميع القديسين
وتركت شعرهُ يطولُ سبع سنين
وأسميتيه بأحد أسماء القديسين
گبرييـــــــل
3
صباحُ الخير يا أمي
أنا طفلكِ گبرييل
الذي كنتِ تمشطين شعرهُ كل صباح
وتتركين ضفيرتين
أنا ابنكِ المشاكس
الذي كان يعودُ الى البيتِ ممزق الثياب
وفي خصلاتِ شعرهِ تراب البساتين
4
مساء الخير يا أمي
أنا شابك الذي تاهَ في الغربة
خمسة أعوام من الغربة
محروماً مِن دفء قلبك ،
حملت الطفولة ، وحبكِ في صدري
أنا فتاك القرويّ يا أمي
نساءُ المدينة ، لا تعرف
أنني أعشق حقلَ اللوزِ ، والعنب
حقلاً فيه مائة كرمة
وعشرة لوزات
محرومٌ من دفءِ قلبكِ يا أمي
5
مرَّت الأعوامُ يا أمي
فلا تسألي عن الجراح
العمرُ أصبحَ ليلاً قليلُ النجوم
وبحثاً عن أرضِ لا تتحركُ تحت الأقدام
مرَّت الأعوامُ يا أمي
لا تسألي ماذا ستجني
مِن الرسمِ ،، والأشعار
6
مرَّت الأعوامُ يا أمي
لا تقولي الليالي أذابت عينيكَ
كان الأفضل بكَ
أن تصير معلماً من زمان
وكان الآن لكَ أطفالٌ ، ولي كنــّة
7
مرَّت الأعوامُ يا أمي
اشتقتُ اليكِ يا أمي ، الى صباحات الكروم
الى الخصام معك قليلاً
اليومَ كنتُ وحيداً ، أمشي في الأزقة
كانت الأشياء تجرحني ، وعبير الغربة يفوح
أينَ أنتِ اليوم ، لتعدّي ليَ عشاءً شهياً ؟
أو كأساً مِن الشاي ؟
تلمسين جبهتي فيهرب يومي الحزين
محروم من دفء قلبكِ ،، يا أمي
مرَّت الأعوامُ يا أمي
فلا تسألي عن الجراح
لا تسألي ماذا ستجني
مِن الرسمِ ،، والأشعار
( دمشق 1985 ) كابي ساره
فنان تشكيلي ..ديريك
من ديوان (أصدقاء وذكريات وشوارع
0 comments:
إرسال تعليق