ماذا لو فعلتها هوليود؟ اذبحوا داعش!/ سعيد ب. علم الدين

تحية وألف مليون تحية الى عامل الإغاثة البريطاني، صاحب القلب الإنساني الشهيد آلن هننغ، الذي هرع من خلال غيرته الانسانية لمساعدة الشعب السوري المنكوب بالحقد الأسدي الإيراني فتعرض للذبح على أيدي أعداء الشعب السوري من مجرمي داعش. 
فاذبحوا داعش من الوريد الى الوريد كما تذبح الأبرياء! 
اضربوها بيد من حديد ولا ترحموا هؤلاء الزناديق! 
فكل كافر بالانسانية قاتل لأبنائها هو زنديق خسيس وحش رعديد. 
فمن يكفر بالله فهذه مشكلته، ومن حقه ان يكفر، حسب السورة القرآنية" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ونقطة على السطر!
أما من يكفر بالانسانية، ويكفر الناس ويقطع رقبتهم أو يغتالهم أو يفجرهم فهو مشكلة الانسانية جمعاء، ولا بد من وضع حدا له، وقطع دابر حركته، بل وسحقه سحقا كجرثومة لا تستحق العيش بين البشر!
اسحقوا داعش بقوة انسانيتكم المبنية على الحق، وحق الانسان بأن يحيا حياة حرة كريمة!
اقضوا على هذه العصابة الهمجية التكفيرية الفاقدة للرحمة ولأبسط معاني الانسانية. هي ورم سرطاني يتفشى ضررا في كل أنحاء الجسد الانساني. وقدرته على استدراج المقاتلين السذج ومن كل أنحاء العالم تأتي من خلال وحشيته التي تستهوي نفوس المرضى والسلبيين في هذا العالم والتي بناها على بعض آيات القرآن المتطرفة.
وعلى سيرة هوليود ألف مبروك للنجم الهوليودي جورج كلوني ولعروسه المحامية الناجحة أمل علم الدين، التي قدمت للعالم صورة جميلة متألقة، وعصرية مثقفة، وانيقة باهية عن المرأة اللبنانية والعربية. 
وبالأخص في هذا الزمن الاخواني الطالباني الداعشي الظلامي السني الرديء( حيث التفخيخ والذبح والتدمير والقتل ونشر الخراب اصبح ماركة مسجلة لهؤلاء الجحوش)، والحالشي الشادوري الشيعي السيء الخبيث( حيث مؤامرات القتل والغدر والاغتيال ونشر الفتن وطعن الابرياء في الظهر أصبح ماركة مسجلة لهؤلاء الوحوش).
وملالي ايران تمكر: وحزب الله والمالكي وبشار والحوثيين شر الماكرين!
وألف مبروك ايضا لاختيار العروسين الزواج المدني رابطا يجمعهم بوشائج الحب بعيدا عن الدين والمذهب، على أمل ان يتم في لبنان وكل العالم العربي تشريع الزواج المدني كاختيار حر للإنسان الى جانب الزواج الديني.
وبذلك نكون قد خطونا خطوة عملية لتثبيت دعائم الحرية وحق الانسان في الاختيار دون استبداد وتعسف وفرض، وأيضا ليصبح للإنسان حق اختيار الدين. 
فالدين لا يمكن ان يكون وراثة، كيف لا وهو عملية اقتناع وقناعة وفكر وإيمان بغيبيات روحانية ليست مادية. الانسان يرث عن والديه الأرض والمال أي المادة. أما الدين فعلى الانسان نفسه ان يبحث عنه من خلال تجربته وقناعاته ونظرته الى الكون. 
وحسب الدين الاسلامي فإن الله يحاسب كل الانسان حسب عمله، ولا يحاسب والديه عن اعمال ولدهم. 
واذا كان الدين وراثة عن الآباء، فلن يكون الله عادلا في حسابه للوريث، الذي لا ناقة له بالجمل وبما حمل عبر قرون من الجهل. 
وهناك فرق شاسع جدا بين من يبحث عن حقيقة الله ويؤمن به عن اقتناع وجدارة، وبين من يرثه عن والديه، وكأنه بيت او قطعة أرض أو سيارة!
ونكون بهذه الخطوات الجريئة والمطلوبة في مواجة الاسلام السياسي قد مهدنا الطريق للفكر الحر والحرية والديمقراطية وكبحنا في الوقت نفسه جماح دعاة الفكر الاستبدادي التسلطي الاسلامي المهيمن على المجتمعات العربية والقابض على عناقها حتى الاختناق والشلل التام.   
لأنه لا يكفي أبدا قطع رقبة داعش المادية بالقذائف والصواريخ وترك رقبتها العقائدية الشريرة التي ستنبت مجددا رقبات، ما دام الفكر الديني الاصولي العنفي السياسي التكفيري المتطرف هو الاساس لقيام بنيانها، وهو الذي يحرك وحشيتها بمكر وخسة وتآمر وخداع وجنون!
ولا يكفي في هذا الصدد أبدا قطع رقبة الارهاب الهمجي السني الغبي وترك رقبة الارهاب الهمجي الشيعي الخبيث الماكر تنمو وتتمدد كأفعى الكوبرا تنفث سمومها الفتنوية الشعوبية من قم وطهران الى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وباقي الدول العربية.
الحوثيون الموالون لإيران لن يجلبوا لليمن، الا التخلف والفتن المذهبية والهيمنة الايرانية وزعزعة اي تطور ديمقراطي ايجابي، ثار من اجله الشعب اليمني، وقدم الشهداء والتضحيات، ويصبو اليه كل يمني حر وشريف.   
فداعش السنية الحمقاء الغبية مع القاعدة والوهابية والاخوان وطالبان وبوكوحرام وباقي العصابات الاسلامية المتطرفة السنية هي الوجه الآخر لحزب الله وبشار وملالي ايران.
اشعر وانا أرى صور الذبح الحقيقية التي يرتكبها داعش بوحشية يعجز القلم عن وصفها، والعقل على تقبلها، والقلب على تحملها، وقبلها صور جثث الاطفال السوريين المرمية هنا وهناك والمكدسة أحينا فوق بعضها في المجازر البشعة التي ارتكبتها شبيحة وعصابات بشار مدعومة من ميليشيات ملالي ايران من قتل عشوائي ونحر وذبح وضرب حتى الموت وحرق وخطف ودمار وعبر سلاحه الكيماوي الاجرامي وبراميل الخزي والعار، وكأنني أرى فيلما سينمائيا بنهاية مأساوية مرعبة جدا. 
رغم اني أعرف انها صور حقيقية لأطفال وأناس من لحم ودم ومشاعر يعتصرها الألم، إلا ان عقلي يعجز احيانا عن تصديق ما تراه عيناني. وأتمنى لو كان كل ما أراه فيلما مرعبا وليس حقيقة مؤلمة جدا جدا الى حد البكاء بصمت في القلب بدمعات تحرق الفؤاد على ما يحل بمنطقتنا وشعوبنا من مآس وأهوال لم نكن لنصدقها حتى في الخيال: 
من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر والصومال.
وهل ممكن نسيان مأساة الجزائر اثر تعليق الانتخابات عام 1992، والتي هزت الكيان بمذابح أودت بحياة عشرات الالاف من الأبرياء على أيدي الحركة الجهادية السلفية الإخوانية الوهابية في تكفير المجتمع والديمقراطية. هذا ورغم كل المجازر البشعة التي ارتكبتها هذه الحركات المسلحة لم توقظ ضمير مشايخ الإسلام من غفلتهم على مواجهة هذا الفكر الماضوي العقائدي الدموي التكفيري المشبع بتراث ديني رث أكل عليه الزمان وشرب، إلا عند الاسلام السياسي السني والشيعي التكفيري المتطرف والذي يترعرع في هذا الفكر الرث يتغذى من توحشه اللاإنساني.
أبتهل هنا الرحمة لكل مئات الآلاف من الشهداء الأبرياء. مع الأمل ان لا تذهب هذه التضحيات العظيمة التي نقدمها على مذبح الحرية سدى أدراج الرياح. ولكن لا بد بعد الليل المظلم، ومها طال ظلامه الحالك السواد، أن تشرق شمس الصباح. 
المعروف عن هوليوود أنها مركز الثقل العالمي لصناعة الإبداع السينمائي الباهر، وبالأخص قصص وروايات ووثائقيات افلام الرعب والإثارة والتشويق والحروب التاريخية والحديثة والقتل الاجرامي على أنواعه التي تحبس انفاس المشاهدين بمشاهدها الوحشية، وموسيقاها المرعبة، وإضاءتها المتقنة، بعبقرية كتابها الواسعة الخيال، وإبداع مخرجيها الغيرمحدود، وبراعة ممثليها وجدارتهم المشهود لها في اتقان الدور المناط بهم، الى درجة انك كمشاهد تلاحقك صورها المخيفة  ككوابيس حقيقية لسنوات طوال كلما تذكرت مشاهد أحد الأفلام. 
وماذا لو كانت قد تفتقت عبقرية أحد الكتاب عن كتابة سيناريو فيلم يركز فيه حول قطع الرقاب أو جزها ونحر الأجساد وذبحها، وغزوات السلب والنهب وسبي النساء وتوزيعهم مغانم على صحابة محمد 
 التى حدثت قديما في الحروب والغزوات الاسلامية، واظهار وحشيتها وبربريتها بشكل مخيف ومرعب للمشاهدين. 
والآن تحدث هذه الجرائم في اليمن حيث يقوم الحوثيون بنهب وسلب مؤسسات وأملاك الشعب اليمني، وكأنها غنائم حرب. 
لو أخرجت هوليود هكذا فيلم يظهر ممارسات ووحشية داعش وجرائم حالش وباقي الحركات الجهادية الدموية، لقامت قيامة مراكز الاسلام السني والشيعي وشيوخه ومؤسساته في الشرق والغرب على أمريكا التي سمحت بهكذا فيلم لتشويه صورة الاسلام دين الحب والسلام والتسامح والوئام.
ولتم هدر دم ممثلي ومخرجي ومنتجي وممولي هكذا فيلم حاقد على الاسلام. 
ولهاجت عشرات ملايين والمسلمين وماجت غضبا وتكسيرا وخرابا للسفارات الغربية وكل ما يمت للغرب بصلة. 
وارتفعت صيحات وصراخ الاحتجاج. وهذا الصراخ سمعناه من حسن نصرالله بسبب الصور الكاريكاتورية لمحمد.
وغريب كيف أن كل ذلك يحدث اليوم على أرض الواقع والحقيقة، ومئات ملايين المسلمين في سبات عميق. 
ملايين الحجاج تدور حول الكعبة ، وكأن ما يرتكبه الاسلاميون من جرائم يحدث على سطح المريخ. ولا يعنيها، ما تقترفه عصابات داعش وحالش وبشار من قتل ودمار.   
داعش هي ورم خبيث متغلغل في الجسد الاسلامي حتى النخاع ومعشعش في مفاصله بكثرة الاتباع. ودعاة الاسلام من مشايخ يتحملون المسؤولية الأولى في هذه الكارثة برفضهم الرأي الآخر المخالف ومحاربتهم لحق النقد أي نقد المقدس. 
هذه الكارثة الداعشية باستغلالها للدين هي كالبركان ينفث حممه لخراب البلاد كل فترة من فترات التاريخ الاسلامي، ولن يقضي على هذه الكارثة الا بنشر ثقافة الحياة وحب الحياة عكس ثقافة الموت والانتحار للوصول الى خرافة الحوريات والاندثار.

CONVERSATION

0 comments: