لم أجد دينا يحارب عبر تاريخه غير الإسلام، ولم أر متهما بالإرهاب في هذا الزمن غير المسلمين، فليعلم من لا علم له أن الإرهاب المعني بالاعتداء والقتل واستباحة الأنفس والأعراض والأموال والحريات غير ذي صفة في الإسلام وليس من جماعة المسلمين من يفعل ذلك، وإن شهد بشهادة الإسلام وأقام فرائضه، يقول نبينا الكريم: ( إن دماءكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) صدق رسول الله (ص)، ويقول الحق سبحانه ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) صدق الله العظيم (سورة النساء الآية 93)، ولا يندب للتحقيق في جرائم الإرهاب إلا رجال القضاء العادل فقط،
والجدير بالذكر أن الثأر وفوضى إشاعة إراقة الدماء لا نجدها أبدا في دولة قانون تحرص على إقامة القصاص العادل بين أبنائها، فمتى غاب القصاص العادل حل بديلا عنه مزيد من إراقة الدماء، ولهذا يقول الحق سبحانه: ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) صدق الله العظيم (179) سورة البقرة.
الغريب أننا أصبحنا كالذي يهرول خلف السراب، ولن نجده أبدا، فلا حياة لأمة بغير القصاص العادل، ويستطيع الواحد منا أن يجعل ذلك في شكل معادلة رياضية ( القصاص العادل = الحياة )، وبالتالي فأن في غيبته لا شيء غير الثأر والفوضى ومزيد من إراقة الدماء، ويكون دليلا لأي ذي عقل أن أي أمة أو بلد تنتشر فيها الفوضى ويشاع فيها القتل واستباحة الدماء أنها ( هذه الأمة ) أو هذا البلد لا يحترم القانون ولا مكان فيه لقصاص عادل.
فلماذا السراب والماء في أيادينا .. فمن يرد الحياة لوطنه وأمته فعليه أن يطالب ( أولا وأخيرا ) بإقامة تحقيق عادل لكل جريمة قتل أو شروع فيه في وطنه، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: ( ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) صدق الله العظيم، الأنعام الآية 151، والحق في الآية الكريمة هنا هو تحقيق القصاص العادل من القاتل المعتدي ولا غير ذلك، ولا مجال لخيار آخر إن كنا من أولئك الذين يعقلون.
m_mohamed_genedy@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق