اقوم بنشر هذه المعالجة لأضعها بين يداي القراء الأعزاء، فراسلت بها شركات الإنتاج كثيرا في مصر و منذ اندلاع ثورة 25 من يناير و لغاية هذه السنة و لكن لم يحالفها الحظ، و اساساً كتبتها بعد طلب منتج من المنتيجين لي بكتابة قصة درامية خفيفة الظل ذات مضمون أدبي حلو و لكن لأجد التجاهل بعدها سيد الموقف...فحتى لم يكتب لي اعتذار عن التعامل معي لأقف متحيرا من هذا الاسلوب الهمجي معي، سامحه الله فهم أحرار ليشتروا ما يشأون و لكن أظن أن الحَكَمْ على العمل الدرامي عنصرين...الأول إذا كان مكتوب بحسب أسس سليمة و الجمهور،
كان يا ما كان في مصر بعد الثورة...كانت عائلة آلشامل الثرية تعيش بسعادة و هناء، و تتألف هذه العائلة من سعيد الشامل الذي يبلغ من العمر الستين عام و صاحب شركة الشامل جروب و ابنته الحسناء عبلة التي تبلغ من العمر الثامنة و العشرين عام، و تكون امها سوزان التي تبلغ من العمر الخمسين عام منفصلة عن زوجها و تعيش بمعزل عن هذه الأسرة حيث تقتصر علاقتها فقط بعبلة و حيث تكون على خلاف كلي مع سعيد زوجها، و يكون سعيد بالرغم من ثراءه منتمي الى أصوله الفلاحة حيث تترسخ به و بشخصيته فيرتدي الجلباب و العِمَة البيضاء و تمتاز شخصيته بالطيبة و الأصل و عدم التكبر و تعبق به أصالة الريف المصري، و يكون رئيس مجلس الإدارة لمجموعته و ابنته المدير العام التفيذي للمجموعة و تكون ابنته صاحبة شخصية فتاة عصرية كمثيلاتها من طبقتها الاجتماعية و تكون الشركة مختصة بإلاستيراد و التصدير فتستورد طيف واسع من السلع الغذائية كما تمتلك مصانع مواد غذائية و تصدر سلعها الى الخارج ، فتكون آلشامل ماركة هذه المواد الغذائية، و تكون سوزان غبور مالكة شركة كبيرة تُعنى بالتصميم و الأزياء و لها حياتها المهنية المستقلة و علاقاتها الكبيرة و نفوذها بالمجتمع المصري و شخصيتها مغرورة تبعا لمحيطها الأرستقراطي.
قصتنا تبدء في شهر ايلول الماضي حيث يكون سعيد آلشامل صاحب مجموعة الشامل جروب في طريقه الى عمله مع سائقه عنتر في سيارته المارسيدس الفخمة، و يكون عنتر شاب صاحب ثلاثين سنة من العمر فقير الحال يتيم الأب و ألأم و يعيش بمفرده بحارة متواضعة في السيدة زينب و يكون صاحب شخصية عادية طبيعية و لكن عقلية بسيطة جدا و تفكير بسيط لدرجة السذاجة و لا يعرف المكر و الدهاء طريقا لقلبه النظيف، و يكون عنتر موظف جديد العهد عند آلشامل حيث تم تعينه منذ ثلاثة شهور و بالرغم من حداثة تعينه إلا ان آدائه الوظيفي يلاقي الإستحسان عند سعيد، و في الطريق نرى الإبتسامة مرسومة على وجه سعيد و حيث يدور حوار ودي بينه و بين عنتر نظرا لرضاه عنه، و لكن بادئ ذي بدئ يسأله عن سبب تسميته بهذا الإسم الذي يتسم بالفحولة ليتباين مع قصر قامته و نحولة جسده، فيقول عنتر له ان اسمه الحقيقي سامي و لكن مع مرور الايام حينما رأى والده قصر قامته و نحالته أطلق عليه هذه الكنية ليُفَوِل عيله و يصبح رجل خشن مليئ بالفحوله، و لكن مرة السنين و بقي على حاله قصير و ضعيف و تعودَ على اسم عنتر، فيضحك سعيد على هذه القصة الغريبة و يكمل بفرح و يسأله عن احواله فيقول له انه من الطبقة المكافحة و يسكن في منطقة شعبية متواضعة تحت ظروف معيشية سيئة، و في سياق حديثه يكتشف انه مثقف إذ يكون أنهى المرحلة الدراسية بالكامل، و لكن لم يستطع انهاء الجامعة بسبب الحاجة للعمل و لقمة العيش، فيقطع له وعد بمساعدته و تعينه بوظيفة بشركة من شركاته لينتهي الحوار بينهم مع وصولهم الى الشركة، فينزل سعيد من السيارة امام مقر الشركة في المهندسين ليدخل الى المكاتب كالمعتاد و سط تحيات الموظفين له تاركا عنتر يشعر بالسرور من وعده، و يمضي اليوم كالمعتاد ليجتمع سعيد بطاقم المدراء المؤلف من خمسة عشرة مدير مع ابنته ايضا التي تسكن معه بنفس البيت و لكن تأتي الى الشركة بسيارتها الخاصة، و يتداولوا بينهم أمور الشركة و وضعها الذي كان يشهد تردي من قبل ايام الثورة بسنة و ليسوء أكثر على ضوء الاوضاع المتوترة في البلد بعد الثورة، و يدور نقاش جدي حول ارادة الأب تغير سياسة الذمم في الشركة بحيث يكون التركيز على تقصير المدد التي تُعطا للتجار الكبار بسداد ثمن المواد التموينية التي يشتروها من الشركة و بذلك يحمي الشركة من خطر فرض بضاعة كثيرة في السوق غير مسدد ثمنها و ليأمن سيولة أكبر للشركة، فيعارضه بعض من المدراء ليدور النقاش لبرهة من الزمان و لكن ليوافق المدراء في نهاية الأمر على رأي سعيد، و يطرح موضوع أقفال مصنعان له بصورة مؤقتة من بين الأربعة مصانع الذي يملكها ريثما تستقر الأمور أكثر في البلاد و لكن لتعارضه ابنته في هذا الصدد مع بعض من المدراء المعنيين بالموضوع و تكون حجتهم ان المبيعات الخارجية لمنتجات المصانع في استقرار بل بالعكس الطلبات بازدياد على منتجات المصانع و تقول عبلة مناقشة ان اقفال المصانع و لو لبرهة من الزمن سيحرم الموظفين من فرض عمل، و لكن الأب يمانع من وجهة نظر استثمارية لأن عامل الضمان له كمستثمر معدوم بوجود التوتر السياسي في المنطقة، و لكن ينتهي التقاش في هذا الموضوع و كفة الميزان راجحة لمصلحة عمال المصنع و يتم الموافقة على تمديد مدد العمل في المصانع لحين اشعار آخر، و بعد هذا الاجتماع الدسم مع مجلس الإدارة ينهي سعيد الإجتماع و يذهب الكل الى مكتبه و يغادر المبنى بعض من المدراء الى افرع الشركة و المصانع التي يعملوا بها ليبقى سعيد و ابنته في المكتب يتناقشوا ببعض التفاصيل، و بعد دقيقة حوار تصارح عبلة ابوها و تقول له ان امها منذ فترة تفاتحها بموضوع الزواج حيث تقول ان اسلوبها ملح جدا معها، فيقول لها ابوها بلهجة فلاحين معلقا انها حتما تريد ان تعرفها على عرسان بسكويت من ذوي بابي و مامي و نواعم مجتمعات الرجال، فترد عليه عبلة متحيرة ان امها عرضت ان تعرفها على اسرة محمد باشا الأسيوطي، و كيف ان ابنه متحد شاهدها بزفاف ابن رؤوف الدرملي و أعجب بها، فيضحك حينها ضحكا شديدا و يسأل معلقا إذا كانت سَمِعَت ما فعله محمد باشا عندما شعر ان ابنه مرفه و ناعم جدا و خاف على مظهره امام الناس فقرر ان يدخله الجيش ليتخشن قليلا و ليثبت للرأي العام ان ابنه رجل، و زار ضابط رفيع المستوى من اصدقائه ليرعى شؤون ابنه في الجيش من باب الواسطة، و لكن متحد سوًدَ وجه ابيه ففي سياق الحديث سأله الضابط عن ماذا يفعل في المعركة عند مواجهة العدو، فقال له متحدت بأسلوبه الناعم ارمي البندقية في وجه الراجل الوحش و أقول له بكرهك...بكرهك...فجن الضابط المسؤول و صرف محمد باشا و أبنه خائبين و قال له ان ابنه حالة ميؤوس منها،
تُصْدَم عبلة و تضجك قائلة ان امها قالت لها انه رجل بكل معنى الكلمة و أخفت عنها هذه التفاصيل، فيقول لها ابوها ان امها لطالما كانت مادية و تحب اجواء القصور و الرفاه و البرستيج و كيف ان النقود تزين القرود و تجعلها غزلان امام اعين الناس لذلك ينصحها بعدم الرد على امها و يقول لها انه يريد لها ان تتزوج من رجل له اصول طيبة و من الفلاحين ليحميها و يصونها، تنتهي هذه المحادثة عندما تدخل عليهم سكرتارة مكتب معلنة عن وصول ضيوف.
و تنتقل بنا الاحداث الى فيلا سوزان غبور حيث تكون جالسة في حديقة منزلها مع يسرا صديقتها و تكون من عائلة ثرية و عريقة مثلها و مع رشفاتهم للقهوة يتحادثوا بأمور عبلة، و تروي سوزان كيف تسعى لتزويجها بابن ذوات و رجل من عائلة عريقة و كيف انها خائفة من تأثير ابيها عليها فلا تريد لعبلة ان تخطب من عائلة من معارف ابوها، فَتُهَوٍن عليها الأمور صديقتها و تقول لها انها ستسعادها و تفتح الموضوع مع عدد من النساء الذين تعلم انهم يبحثون عن زوجة لأولادهم و تطمئتها انها لن ترتاح قبل ان تساعدها في العثور على العريس المناسب لإبنتها، فتقول سوزان مُعَلِقة انها لن تستطيع المُضي بِعُرْس لإبنتها ما لم تكن العائلة تتمتع ببرستيج عالي في البلد فعائلتها و معارفها لن يشعروا بالفخر إذا لم تتوفر هذه الشروط بالعريس و المشكلة الكبرى تكمن في ان زوجها سعيد سيرفض ان يزوج عبلة لعريس من معارفها، فعند هذه النقطة تسأل يسرا سوزان عن امكانية ان تجتمع سوزان مع سعيد و يتفقا على شيئ معين بهذا الخصوص حرصا على راحت عبلة، فتنفي سوزان نيتها بالحديث مع سعيد نسبة الى حجم المشاكل بينهم، فتسأل يسرا عن الاسباب التي فرقتها عن سعيد و انها تُصِر ان تعرف لأنه في كل مرة كانت تفتح الموضوع معها كانت تتهرب من الإيجابة، فنتعرف هنا على بعض من تفاصيل زواج سوزان من سعيد، فكان والدها و والد سعيد زملاء دراسة في الجامعة في السابق بالقاهرة، و كيف ان زواجهم أتى عربون شكر من عائلتها لعائلة سعيد لأنهم سددوا بعض الديون عن أهلها بعدما مروا بضيقة مادية و نكسة مالية و انقذوهم من الإفلاس، و لكن عبرت بهم اول سنين الزواج ليكتشفوا انهم من عالمين مختلفين و ان الفروقات كثيرة، فخلفية سوزان الراقية و دراستها في المدارس الراقية وجامعة أوكسفورد البريطانية تباينت كليا مع خلفية سعيد الريفية و دراسته بالمدارس المحلية و عدم اتمامه للتعليم الجامعي فبالرغم من وجود النقود معه و مع اسرته إلا انه لم يرتقي للحياة الأنيقة و اكتفى بالحياة البسيطة، فتستذكر اول عزومة عائلية اتتهم و كيف كانت المناسبة عبارة عن حفل عشاء و ما الخجل الذي شعرت به عندما جلس زوجها بشعبية تامة و شخصيته العفوية بين العائلات المعزومة عند اقاربهم و تكلم بنبرة حديث بلدية و لم يُحْسِن الكلام المثقف اللبق، فحتى عندما تكلم الجمع عن ارباح شركاتهم بلغة الأرانب مشيرين إلا الملايين تدخل و قال لهم انه يفضل الدجاج المحشي على الأرانب فأحْمَرًت وجنتيها من الخجل حينها و خصوصا عندما رأت وجوه الموجودين تصدم ببساطة ثقافته، وعندما قَدًموا الطعام قام بإمساك الدجاج بيديه من الطبق الرئيسي و وضعه في طبقه و طبق زوجته و بالرغم من ان اقاربها صدموا و ارتسمت ملامح هيستيريا على وجوههم لبضع دقائق بما فعل إلا انهم تمكنوا من إخفاء صدمتهم حفاظا على شعورها، كما و انه كان يتكلم و هو يمضغ الطعام فكانت اللقم ظاهرة في فمه و هو يتكلم، و عندما شرب الماء بعد العشاء كيف أصدر اصوات عفوية لدرجة ان الموجودين حول المائدة سكتوا عن الكلام و نظروا اليه مفزوعين من شراهته القروية و خصوصا عندما تترع بصوت عالي، قتروي سوزان ليسرا انها لم تحتمل الإنسان العفوي الذي به إطلاقا و بالرغم من انها حاولت خلال السنة الأولى ترويض هذا الإنسان العفوي و القبلي الذي به إلا انها لم تفلح كليا و ابتدأت تظهر بحفلاتها من دون ان تأخذه معها، فتسبب هذا ببداية مشاكل بينهم و في خلال السنتين التي تلت و بالرغم من انها انجبت عبلة إلا انها اكتفت و لم ترضى ان تنجب غيرها و اندلعت شجارات كثيرة بينهما تقاذفوا من خلالها السب و الشتائم على بعض فأبسط ما قالته لسعيد هو انه بلباسه و آدابه رفيق مناسب لحفلات التنكرية المخيفة مثل الهالوين و كيف ان التمدن الراقي و القصور لا يناسب همجيته و امثاله يجب ان تعيش بالكهوف، و أبسط ما قاله لها انه رحم الله جدك الذي كان ينام تحت شجر الغيط و نعله تحت راسه مثله مثل باقي خلق الله، أدت هذه المشاكل الى انفصال كامل بالسنة الخامسة من الزواج و عبلة بعد طفلة في المهد.
تضحك يسرا و تقول معلقة انها لو قالت هذه الشتائم لزوجها لكان علقها من ارجلها و جلدها بالعصاه فيضحكان الإثنين معا على مجريات حياة سوزان و زواجها الغير مناسب من سعيد، و تكمل سوزان كيف ان ابنتها تربة بين بيتها و بيت ابيها و كيف انها كانت فريسة النزاعات بينهما و لكنها لم نشعر انها فضلت اي منهما على الآخر بل تشعر سوزان ان عبلة تحبها هي و سعيد بنفس القدر و هذا ما يريحها. فتسألها يسرا عن لماذا لم تتزوج بعد سعيد فترتبك و تتلعثم بالكلام و تعتذر عن الإجابة عن هذا السؤال فتفهم يسرا ان ربما للحب بقايا في قلبها و ربما يكون هذا هو السبب،
و حين تبلغ ساعة الغذاء ينهض سعيد من مكتبه بالشركة و يذهب الى مكتب سوزان و يقترح عليها ان يذهبا معا و يتناولا الغذاء في مطعم شعبي على مقربة من شركتهم فتُعجَب سوزان بالفكرة، و يذهبا بسيارتهم الى المطعم و يجلسا على طاولة صغيرة و يطلبوا طعام الغذاء، و لكن بداخلها تستغرب سوزان من والدها فلم يتعود تناول طعام الغذاء بالمطاعم بتاتا، فتسأله عن السبب فيقول لها انه يريد الحديث معها عن سبب انفصاله من امها، و يقول انه كان يُخفي عنها تفاصيل كثيرة لكي لا تؤثر عليها المشاكل و على دراستها بالمدرسة و الجامعة و لكن بداخله لطالما كان يشعر انه بحاجة ليبرر موقفه امامها عن لماذا انفصل عن زوجته، فيروي لها وجهة نظره من الموضوع فيحكي لها عن كم كان يحب سوزان و ان حبها كان يسكن بقلبه حتى من قبل ان يتزوجا و لكن اسرتها مرة بنكسة فوية و لأن والده و حماه كانا زملاء دراسة و لطالما تمتعوا بعلاقة جيدة فلهذا لجأ والد سوزان الى والده ليسدد ثمن ديون كثيرة على اسرته، فعادت عائلة سوزان فتح دور تصميم الأزياء التي كانت تملكها من جديد و كعربون شكر و عرفان زَوًجَتْه اسرته الى سوزان، و لكن لم تستطيع سوزان مجاراة طبعه الشعبي فكانت ابنة عائلة ارستقراطية و مع مرور السنين تفاقمت الأزمات بينهم الى المشاكل و الطلاق، فيشكي لها كيف انها في يوم من الأيام حينما كانوا مدعوين لحفل زفاف اصدقاء لهم في فندق فخم و هم عرسان جدد بعد في القاهرة رفض ان يغير ملابسه و يرتدي بذلة و أصر ان يذهب بلبسه الشعبي، فعندما وصلوا الى حفل زفاف تركته بمفرده و قالت للمدعويين ان زوجها مسافر بسفرة عمل خارج البلاد، و عندما اقترب ليجلس معها على الطاولة صرخت بوجهه و قالت له من يكون و انها لا تعرفه، و عند اصراره على ملاحقتها طلبت له الأمن و أخدوه الى خارج الفندق، و يعلق سعيد ان نية سوزان بِتَغيٍره بعد الزفاف الى رجل من عالمها الارستقراطي كانت فاشلة كثيرا لانه فلاح أصيل و مهما كبرت حساباته بالبنوك فسيبقى ابن اصله، و لم يتزوج بعد هذه الحادثة لأنه لم يرد ان يغضب الرب لأن الطلاق غير وارد بالديانة المسيحية و لأنه كان يخاف ان يجلب لها زوجة أب تعاملها معاملة سيئة، فتقدر عبلة الفروقات الكبيرة التي فرقتهم و تقول لأبيها انها عمرها ما طلبت منه او من أمها تبرير اية مواقف لأنها تحبهم كثيرا، و تقول له صِدْق خواطرها بأنها لطالما تَمَنًت ان يجتمعا معا من جديد، فيقول لها ان قيامة توت عنخ أمون من الموت اهون من ان تجتمع سوزان غبور مع سعيد الشامل، و ينتهي حديثهم عندما يجلب النادل صواني الطعام و يضعها على المائدة، فيمسك سعيد الدجاج المسكة المعروفة بيديه و يضع الطعام بصحن عبلة.
تنتقل بنا احداث هذه القصة من فخامة شركات آلشامل و قصر سوزان غبور الى بيت عنتر حيث يكون جالسا بشقته العتيقة و المتواضعة مع صديقه تامر يشربون القهوة و حيث يروي له عنتر من الفرحة كيف ان الباشا وعده ان يساعده بوظيفة جيدة و كيف انه يحلم بتحسين اوضاعه، فيسر له صديقه كثيرا و خصوصا انه يعرف كم وضع عنتر سيئ، و نعلم هنا من عنتر عن بعض من العواطف و الأحاسيس في داخله تجاه عبلة ابنة الباشا ليَصْدِم تامر و يثير المخاوف يقلبه، فيحذره قائلا ان هذه العائلات من عالم لا يناسب عالمهم، فيقول له عنتر انه حينما يراها تدق بقلبه نغمات الحب الصادقة و ان هذه العواطف و الأحاسيس اقوى منه بكثير، و بالرغم من انه يعلم الفروقات هذه إلا انه يطمح بيوم من الأيام ان يمسك منصب قوي و ان يصبح له بريستيج مثل سعيد شامل و ان يطلب يدها، و يكرر تامر عدم اعجابه بهذه النبرة المتهورة لأن هذه العائلة إذا احست بنواياه تجاه ابنتهم ستستغني عنه و سيكون هو الخاسر لوظيفته، فيؤكد له انه تايه ما بين حبه لهذه الإنسانة و سعادته بأنه سيعمل معها بشركتها و الذي ستجلب الفرص التي يمكن ان تكون امامه لتلبية طموحه و عواطفه و احاسيسه لعبلة، فيجادله تامر قائلا بأنه ليس عنتر و لا هي عبلاه و ان العبيد لا تناسب الأسياد بل تسترزق منهم قوتها و يطلب منه الإبتعاد عنها، و يحاول اقناعه بشتى الوسائل و لكن ليكتشف تامر ان حب عبلة يتملك قلبه.
و في صباح اليوم التالي و عنتر يقود سيارة الباشا و يقله الى مقر الشركة يسأله سعيد عن إذا كان هنالك شاغر معين يحب ان يشغله، فيقول له عنتر ان اي وظيفة محترمة مطمع اي شاب مكافح، فيقول له ان بالشركة هنالك شاغر لمأمور مقسم و ينصحه بالقبول به مؤقتا لحين وجود شواغر ثانية نتاسب مؤهلاته، فيسر عنتر بهذا الخطوة و يشكر الباشا على كرمه، فيقول له الباشا انه من الغد سيبحث عن سائق جديد و ان يراجع شؤون الموظفين في الشركة و يبدأ عنتر عمله كمأمور مقسم، في الشركة.
فيتم تعيين عنتر بحسب أوامر الباشا على المقسم و يمضي نهاره كسائق و يبقى على استعداد في حال طلب منه سعيد باشا ايصاله الى اي مكان، و يبقى سعيد باشا في مكتبه يتمم اعمال الشركة كالمعتاد و لكنه عن دون كل يوم يعاني من تعب و ارهاق و بالرغم من هذا يخفي تعبه لبضع ساعات عن الناس من حوله، و فجأة يضغط الارهاق عليه لدرجة لا يمكن تحمله فينهض من مكتبه و يخرج الى خارج مبنى الشركة و يطلب من عنتر ايصاله الى عيادة طبيبه و لكن يصرخ من الألم و يقع على الارض بحالة سيئة جيدا، فيضعه عنتر في السيارة بمساعدة بعض الموظفين في الشركة و يسرعوا به الى اقرب مستشفى، فيبلغ الخبر عبلة ابنته و تسرع الى المستشفى و تسال عن ابيها ليقولوا لها انه بالعناية المركزة، تهم الى الغرفة لتجد عنتر خارج غرفة العناية فتسأله عن ماذا قال الأطباء، فيقول لها انهم يشكوا بوجود جلطة بالدماغ.
تصعق عبلة من الخبر و تبلغ والدتها، و تتحدث الى الاطباء الذين يؤكدون عوارض المرض، و تسهر بجانبه ليلا نهارا لبصعة ايام ريثما يخرج من العناية و تتحسن احواله و تزوره سوزان بالمستشفى بضع مرات حيث يتضح انه سيصاب بشلل بأحدى يديه نتيجة الوعكة الصحية التي اصابته و ينصحه الاطباء بالراحة التامة، لذلك تحاول سوزان القيام بأعماله الشركة إلا ان خبراتها لا تخدمها بمجال الاستيراد و التصدير، أما بغياب رئيس مجلس الإدارة و انشغال المديرة التنفيذية للشركات مع والدها و بوجود مالكة خبرتها بسيطة تصبح الشركة لقمة سهله للمدراء الذين يؤكدون لعبلة و والدها ولائهم دائما و لكن لتبدء بعض الخسارات تتوضح في الشركة في خلال أول اسبوعين.
أما عنتر فيكون منهمك في هذه الأثناء بعمله على المقسم و قبل و بعد الدوام بخدمة عبلة و أهلها في القصر كسائق لأنه يكون حافظ لجميل سعيد باشا معه بتعينه بالشركة براتب مجزي أكثر من راتب السائق، و بالصدفة في اثناء عمله تأتيه مكالمة من مدير مبيعات في الشركة يطلب منه تحويل الخط الى مكتب سوزان فيقول له ان سوزان خارج الشركة و السكرتيرة بفترة غذاء، فيظن المدير انه أغلق الخط و لكن ليتضح انه ما زال مفتوح فعَلى الفور يسمع عنتر حديث مريب و يُصدَم فيكون المدير منهمك بمكالمة على الموبايل و يسمع كلامات الخيانة و جُمَل تقشعر لها الأبدان مثل..."لا يا سيدي سعيد بينلو حينام النوم الأبدية و الهبلة مراتو ديه ما تفهمش بحاجة...لا لا يا سيدي دانه السَنَة الماضية بدلت عربيتي و السنة ديه باينلي حغيِر شقتي بشقة أكبر...الفلوس إلي تتلم تدخل او ما حدش يعرف عنها حاجة و البضاعة ما دخلتش المستودعات اساسا فحيعرفوا عنها إزاي؟ يا سلام كمان ضربتين من النوع ده تبقى آخر ألِستا...يعني انت أحسن يا رمزي بيه؟ ما انت البضاعة إلي بِوَديك سعيد تتفق عليها بتشتريها أقل من نص عمر و بتواريخ جديدة مَزَوًرة و بتقبض كوميسيون من بره على الكلام ده لأن بتساعد الوكيل يِتْخَلًص من بضاعة قديمة من ورى ضهر سعيد و بتضحك على سعيد و بتقولو ان المصانع تاعتهم مش ملحقة انتاج...انقلني عندك أحسن يا حسام بيه دانا اتعلم منك حاجات كثير ده الشيطان تلميذ عندك" تنتهي هذه المكالمة و يغلق عنتر السماعة بذهول تام.
يعود عنتر الى المنزل بعد نهاية الدوام متحير من الذي سمعه و تتأرجح أفكاره ما بين تجاهل هذه الحادثة كالموضى الدارجة بهذه الايام التي تتسم بالامبالاة او ان يسمع لصوت النخوة الذي بداخله و ان يحاول التصرف، فبالصدفة وهو يفكر بالأمر يدق الباب تامر صديقه لزيارته، فيراه مهموم البال و الخاطر، فيسأله ليجيبه عنتر بتفاصيل الحادثة التي حدثة معه، فينصحه تامر بتبليغ الشرطة إلا ان عنتر يرى ان تبليغ الشرطة بوجود مستندات سيفيد القضية أكثر، فيقررا محاولة اقتحام مكتب مدير المبيعات و التفتيش بمكتبه لعله يجد اوراق او مستندات أمرها مريب، و يقرر تامر محاولة مراقبة فرع الشركة الذي يديره رمزي ليرى كيف ورديات الحراسة بالليل إذا كانت مكثفة ام لا،
و يقرر عنتر محاولة الإقتحام الليلة من مدخل درج الكراج تحت العمارة حيث يصف سيارة سوزان، و لكن يبقى امامه عقبة الحارس الذي يحرس العمارة حيث تكون غرفة نومه بجانب مدخل الدرج، فيطلب من تامر اشغاله بقسم الشرطة لساعة من الزمن ريثما ينهي عنتر البحث بمكتب المدير، و في الساعة الثانية عشرة ليلا يأتي تامر بسيارة شرطة مع رفيق له و يستجوبوا الحارس بتهمة انه يرفع صوت المذياع عاليا و هو يسمع ام كلثوم كل ليلة و لكن يتفاجئوا انه من الصم و البكم، فيرتبك تامر لهذا الأمر إذ كيف سيسمع اغاني من المسجل اساسا و و يستغرب قليلا كيف سيسمع هذا الحارس اية حركات غريبة داخل الكراج او في المكاتب بما انه من الصم و البكم و لكن يثبت التهمة عليه إذ يقول له بما انك لا تسمع جيدا قترفع صوت المذياع لتسمع الغناء و بذلك تزعج الجيران، قيأخذه في البوكس الى مركز الشرطة، فيتسلسل عنتر الى الداخل بحرية و يصعد الادراج الى داخل غرق المكتب، و يذهب الى مكتب مدير المبيعات و يبحث بتأني في الورق الموجود في المكتب ليكتشف ان كل الملفات بها تباين كبير بين كميات التي تطلب من الخارج و بين التي تباع فعليا على ارض الواقع من خلال كشوفات تأتيه من قسم المحاسبة و يكتشف ان جهاز الكمبيوتر شاعل و بريد المدير الشخصي غير مقفل، فيرى مراسلات كثيرة بينه و بين شخص يدعى سيِد في فرع الشركة في الميناء و بهذه المراسلات اتفاقيات بعزل جزء معين من المواد التموينية لصالح مدير المبيعات من وقت لأخر ليتقاسم ثمنها هما الاثنين حين تباع في الاسواق و ادخال الجزء الباقي في حسابات الشركة، يضرب عنتر كف بكف على دهاء الشياطين و يقرر أخذ هذه الملفات و ارسال نسخ هذه المراسلات الى ايميل سوزان ليتفاجئ بحركة بالشركة، فيحاول الهرب ليشاهد يد الباب تتحرك فيختبئ في حمام المكتب و يبقى الباب مفتوحا قليلا ليرى من القادم، فيرى المدير يسرع الى الجهاز و يغلق بريده قائلا الحمدلله ثم يضع الملفات في جرار المكتب و يقفل الجرارات بمفتاح و يهم مسرعا الى خارج المكتب، بعدها ببرهة يهم عنتر الى خارج المكتب و يغادر الشركة مفكرا بطريقة لفضح أمر المافيا.
يلتقي تامر و عنتر من جديد ليكتشف من تامر ان الحارس بقي بضيافة النيابة لساعة كاملة و علم ان الشركة التي يريد عنتر اقتحامها به ثغرة أمنية، و يقرر عنتر دخول مكاتب الشركة مرة ثانية و يطلب من تامر تلبيس البواب تهمة جديدة، و في الثانية عشرة ليلا تأتي سيارة الشرطة لتقول للبواب ان الجيران يشكو انه هذه المرة بأنه يغني لنانسي عجرم اطبطب او ادلع و يغازل الجارة في البناية المجاورة و يزعجها و قامت بالشكوى عليه، فيعترض بأنه من الصم و البكم و لا يستطيع الغناء، فيأخذوه الى مركز الشرطة ليتسنى لعنتر دخول المكتب مرة ثانية و يقوم بكسر الجارار المقفول بمكتب مدير المبيعات و يبحث عن الملفات ليراها مأخوذة من الجرار، و فجأة يدخل المكتب مدير المبيعات و معه معاوينين من الشرطة ليروا عنتر وراء المكتب، فيرتبك عنتر و يتهم المدير امام الشرطة بالفساد، فيرد عليه المدير أنه يريد اثباتات على هذه الجرائم، فلا يستطيع تثبيت التهم التي وجهها للمدير، و يكتشف عنتر ان المدير قد لاحظ ان مكتبه كان بغير الترتيب الذي تركه وقت مغاردته العمل في الأمس فيشك ان هنالك من يبحث بأوراقه.
فيأخذوه الى مركز الشرطة و يحتجزوه ريثما يتم تبليغ عائلة الشامل، و يبلغ الأخبار لعبلة و لكنها تُسْقِط التهمة عنه لكي لا يدخل اسم شركات الشامل بأي قضايا امنية بالشرطة و حرصا على اسم و سمعة شركاتها و تجتمع مع عنتر بمكتبها و توبخه على صنيعه و عبثه بمكاتب الشركة و لا تصدق كلامه عن مدير الميبعات بما أنه اعلى منه رتبة ادارية و بما انه يعمل لديهم منذ فترة طويله و تطرد عنتر من المكتب بطريقة جارحة و حازمة، فيغادر عنتر منكسر الذات مكاتب الشركة و مجروح.
يمضي اسبوع من الزمن تتغير به احوال عنتر فنراه يربي لحيته و يشتري زجاج مشروب الكحول و يبدأ بالشرب و تتبدل احواله كثيرا، و يزوره تامر في منزله و يوبخه لأنه رفع الرايه البيضاء لعدوه بسهوله و يشجعه ان يعود الى طاولة الخطط ليروا ماذا سيفعلوا، و يقنعه بأنهم يفعلوا هذا الأمر لأجل العدالة و لا لأجل عائلة آلشامل او غيرهم، و يقول له انه تأكد ان هنالك مدخل بالشركة التي يديرها رمزي لا تصله ورديات الأمن و يمكن ان يتسللوا عن طريقه و الوصول الى مكتب رمزي،
مع تشجيع صديقه يقبل بالفكرة و يذهبوا في تلك الليلة الى الشركة و يراقبوا حركة ورديات الأمن و يكتشفوا انها ساعية الأساس، و تحتل الشركة طابق ارضي كامل كبير بعمارة حديثة بحي راقي بالمهندسين على مقربة من الشركة التي كان يعمل بها عنتر لذا حراستها مشددة اكثر، فيكتشفوا ان هنالك مدخل يقود الى غرفة البوفيه لا تصله الحراسة، فيفتحوا الباب بواسطة طفاشة و يدخلوا و يغلقوا الباب ورائهم لكن ليتفاجئوا بصوت شخير بالغرفة و بأن بها رائحة غير سارة، فيضيئوا الكشافات الصغيرة التي بحوزتهم لبرهة ليتفاجئوا بعامل البوفي نائم بالغرفة و يعلموا ان هذه رائحة قدميه تملئ الغرفة فيتجهوا الى باب البوفيه الذي يفتح لداخل الشركة ليجدوه مفتوحا فيخرجوا من البوفيه و يتنفسوا الصعداء، فيقول عنتر لسامي بأنه الآن يعلم لماذا لا تصل ورديات الأمن إلى هذه الغرفة فالرائحة كفيلة لتطفش أكبر مجرم من الشركة، ويتفاجئوا ان الشركة بها مكاتب كثيرة و لكن يقرروا ان المكتب الأكثر فخامة أكيد سيكون مكتب رمزي، فيتجولوا خلسة بحذر شديد في المكاتب الى ان يجدوا المكتب الفخم و يبحثوا ببعض الملفات ليجدوا أخيرا ما يبحثوا عنه و هو عبارة عن ملفات سرية بها معلومات عن عمولات خاصة يتقاضاها رمزي و عن ان المعلبات التي تأتي من اوروبا تشارف تواريخها على الانتهاء، فيسر عنتر بأنه أخيرا وجد دليل سيصلح من موقفه امام عبلة، و يخفي الملف في جيب المعطف الذي يرتديه و قبل ان يهموا خارج المكتب يسمعوا اصوات حركة على مقربة منهم فيخافوا ان تكون ورديات المراقبة الأمنية فيزحفوا ببطئ شديد الى حيث غرفة البوفيه و يقفلوا بابها ببطئ و يقرروا المكوث بها الى ان تغادر الورديات المكتب، و يشعروا بالضيق من رائحة قدمين عامل البوفيه و بعد دقيقة لا يحتمل عنتر الأمر و صبره ينفذ و يقرر فتح باب غرفة البوفيه الذي دخلوا منه و بالرغم من ان تامر يحاول منعه إلا ان عنتر لا يستطيع الانتظار فيفتح الباب و يصرخ بصوت عالي من الضيقة، فليفتوا انتباه الأمن و يسمعوا اصوات وقع اقدام أتية صوبهم و يبدأ عامل البوفيه بالتقلب بنومه، فيهربوا الى الخارج ليسمعوا اصوات تصرخ اليهم من الخلف "توقف و إلا سنضرب النار عليكم" و لكن لا يذعنوا للأوامر و يهربوا صوب سياراتهم في الشارع، و لكن قبل ان يصلوها تلاقيهم وردية و تصوب السلاح عليهم، و يتم الإتصال بالشرطة و لكن النهاية تكون سعيدة أكثر من الأولة حيث يعطوا الملف للشرطة و تثبت الإدانات على رمزي و يعترف على مدير المبيعات و تسقط مافيا كاملة وراء هذه الاحداث و لكن ليهرب أحد عناصرها من قبضة العدالة.
تشعر عبلة بالإمتنان لعنتر و تحاول الإعتذار له فتزوره في بيته المتواضع فيُسَر لهذه الزيارة و تعتذر له بصفة شخصية و تشرب معه قهوتها فيشعر عنتر في داخله انه في جنة عدن، و تعرض عليه منصب مدير المبيعات في الشركة، فيتردد في بادئ الأمر لكن حين تشجعه يرضى بعرضها، فتعود البسمة إلى حياته و في صباح اليوم التالي يستلم دفة القيادة كمدير للمبيعات في الشركة، و تبدء عبلة بتعليمه بعض الأمور التفنية و بعض من المبادئ الذي يحتاجها للعمل، و خلال هذا الأسبوع تحس عبلة بالميول لعنتر فنراها بعدة لقطات في منزلها بالليل تفكر به و نرى عنتر بمنزله يفكر بها، و بعدها بأسبوع تعلن عن اجتماع في الشركة مع مندوبي المبيعات لتقدمه كمدير فيمضي الإجتماع بحضور اربعين مندوب وسط مواقف هزلية كبيرة إذ لا يحسن الكلام و حين يسأله المندوبين عن اي سياسات جديدة للمبيعات يدلي بتصريحات غير عملية و كوميدية و بصورة متوترة جدا و لأنها تكون اول مرة يدلي بيخطاب امام جمهرة من الناس فيخاطب المندوبين و عرق التوتر يتصبب من جبينه "لازم الشعب ياكل اكويس بعد الثورة علشان كان بيجوع قبل الثورة علشان كده قامت الثورة...و لأن الشعب جاع لذا لازم نبيع كويس لحسن الشعب ياكولنا احنا بدل الأكل...و علشان نبيع كويس لازم نستورد كثير اوي و علشان نستورد لازم ايكون عندنا اسواق كثيرة و علشان كده لازم نوزع كويس و علشان ده كلو إيتم لازم سعرنا ايكون طري علشان الزبون جيبتو مخزوقة اشوية فالفلوس بتنزل من جيب الزبون فبدل طفران..اما خطتنا للسنة الجية فحتكون نفس السنة دي علشان حنوزع نفس السلع..سلام عليكم" و ينتهي هذا الخطاب بوقوع عنتر على الارض و بغيابه عن الوعي.
تمضي الايام و يتحسن أداء عنتر و يبدأ سعيد بالتماثل للشفاء و تعين عبلة للعناية به ممرضة و لتبقى بعه من الصباح الى المساء لحين عودتها الى المنزل، و يصبح عنتر موضع ثقة بالنسبة لعبلة، اما سوزان فتبقى تتعامل معه بطور الرسميات، و مع تعافي سعيد تعود عبلة الى الشركة و يخف تواجد سوزان لتتفرغ من جديد الى دور تصاميمها، و في يوم من الأيام يدخل عنتر الى مكتب عبلة و يسمعها تتكلم مع والدتها عن عريس يريد ان يتقدم لها، فينقبض قلبه و هو يسمع هذه الأخبار، فيغضب و يشعر بالرغبة في ان يطلب يدها، و بعد ان تنتبه لوجوده بالمكتب تنهي عبلة مكالمتها و تسأله عن سبب مجيئه الى مكتبها، فيطلب يدها بكل جرئه لتتبتسم عبلة لهذه الجرئة و تطلب منه بقابلة سعيد باشا و لكي يطلبها منه، فيقبلها و هو بالمكتب قبلة حب رقيقة و يطلب منها ان تحدد يوم مع أبيها، و عندما تذهب عبلة الى البيت تخبر والدها بكل ما فعله عنتر لمصلحة الشركة فيبتسم لها و يقاطعها قبل ان تفاتحه بموضوع اهتمامه الشخصي بها، و يسألها إذا كانت تحبه، فتتفاجئ إذ كيف عرف والدها و تسأله فيقول لها ان عينيها تروي الكثير و يشع حنان منهما حين تذكر اسمه، فتخبره انه يريد ان يطلب يدها، فيبتسم و يقول انه خير سند لها إذ ان معدنه الأصيل يساوي ثروات المال الذي بحوزته، فيحدد له موعد و لكن حينما تخبر والدتها تجن و تغضب و ترفض هذا الزواج ليقع الأب بحيرة من الأمر، فتخبر عبلة عنتر بهذا الأمر ليقول لها انه يحبها و أنه مستعد لأن يقابل والدتها و يحاول اقناعها بالقبول، فتنصحه عبلة بالعدول عن طلبه ليصر على قراره بالنهاية، و في الغد يذهب الى شركة التصاميم و ينجح بمقابلة سوزان، و يطلب يد عبلة منها ليلاقي كل كلمة جارحة و مستفزه منها و تعايره بأوضاعه المتواضعة بل تعرض عليه مبلغ من المال ليتخلى عن طلب يد ابنتها، و لكنه بالمقابل بؤكد حبه لعبلة و تمسكه بها من باب حبه الصادق لها، فتطلب منه طلب غير منطقي و تسأله على مَهْرْ ملوك لإبنتها و تقول له إذا تمكن من تدبير المهر ستعطيه عبلة، فتقول له "إذا كُنتَ عنتر عبلة بصدق فلي هذا الطلب الآتي، في فلم عنتر بن شداد الذي لعب بطولته الفنان الراحل فريد شوقي كان مهر عبلة ألف ناقة من النياق الحُمْرْ، لو كل ناقة ثمنها الحالي ألف دولار كم سيكون مهر ابنتي؟" ينظر عنتر الى الأرض و يغادر مكتبها و هو بِذُل تام إذ يتضح له حينها ان معشوقة قلبه أميرة و هو عبد قومه...كما هو الحال في فلم عنتر بن شداد...و يا للمُفارَقة إذ نجح عنتر بنيل لقب فارس بعد ان حمى عبلة من العدو مثلما حصل معه فنجح بالدفاع عن شركة عبلاه و القبض على من حاول سرقة اموالها فنال ترقيه كبيرة، و لكن عجز عن مهرها كما عجز عنتر عن مهر عبلة في بادئ الأمر.
يذهب عنتر الى منزله و هو بتفكير عميق عن ماذا يجب ان يفعل، و ريدا رويدا يتضح له انه بعجز كلي عن تدبير المليون دولار التي تطلبها امها، كان عنتر بن شداد شديد البأس لدرجة ان صرخاته القتالية كانت ترعب العدى قبل ان يصل الى ارض المعركة و حتى حينما أغار على حلال الملك النعمان كافاه على رجولته و اعزه بسلطان الفوارس و اعطاه الألف ناقة و عاد الى دياره عودة أمير بعد سفر ليَمْلُك على مُلْكِه، و لكن زمن عنتر زمن الفروسية و النبل حينما كان للأخلاق الحميدة معزة بالقلوب و هذا الزمن السالف غير زمنهم التي تحكمه المادة فمِن أين له بمليون دولار. و بهذه الآونة يأتيه صديقه تامر و يراه مكتئب الحال فيسأله عن ماذا يدور بخاطره، فيروي له عن ماذا دار بينه و بين سوزان، فيتفاجئ تامر و يطلب منه ان يتخلي عن عبلة هذه المرة لأن الطلبات تعجيزية كليا و من الواضح ان ام عبلة طلبة منه هذا الطلب لانه من رابع المستحيلات ان يتممه، فتتفتح عيون عنتر و يشيط صدره من الغضب و الغيظ فيقول له ببساطه انه مفكرا بأمر و هو ان يتجوز عبلة سرا من دون علم والدتها فيعارضه تامر ايضا و ينصحه ان لا يكسب غضب الأم، فيسأل عنتر عن أين تباع النياق الحمر فيقول له في سينا عند العرب مازال عندهم من يربي الحلال و يحكم بين العشائر، فيقرر الذهاب الى سيناء عند العرب ليطلب منهم مهر عبلة، فيوبخه تامر على سذاجة تفكيره و يقول له ان مصر مليئة بالحريم فيجب ان يصرف النظر عنها، و لكن بسذاجة لا ينصت الى نصيحة تامر و يأخذ سيارة تامر و يسافر الى المجهول الى عرب سيناء، فيلحقه تامر الى الخارج و لكن ليشاهد صديقه يذهب بعيدا.
يغيب صديقه شهر عن الانظار و يقدم تامر به بلاغ في هذه الأثناء و تبحث عنه الشرطة بحثا حثيثا و يسألوا عنه كل المراكز الأمينة و المستشفيات و حتى في ربوع سيناء و لكن لا يجدوا له أثر بتاتا، و تعلنه الشرطة مفقودا وسط ظروف غامضة و يقفل ملفه الأمني على هذا الحال المريب، أما عبلة فتذبل و تدخل بحالة من الحزن الشديد و رغم محاولة والدها رفع من معنوياتها إلا انه تبقى بحالة حزن شديد حيث نراها بعدة مشاهد في الليل ممسكة صورة عنتر تبكي عليه و تلوم والدتها على ما هي به و لكن بنفس الوقت لا تخبرها سوزان ان عنتر قد بارح مكتبها بحزن شديد بعد ان طلبت منه مهرا اسطورياً لكي لا تكرهها عبلة اكثر و اكتفت بالقول انها رفضت طلبه، و بعد غياب شهر كامل فجأة في ظهيرة يوم جمعة و عبلة تلبي عزومة لوالدتها بتناول الغذاء معها بمحاولة لتحسين علاقتها مع ابنتها و كونين جالستين على شرفة غرفة نوم سوزان المطلة من قصرها على الشارع العام بجاردن سيتي يسمعان ضجيجا و زوامير السيارات الممزوجة بصهيل الخيل، فيستغربا من الأمر فيركضا و ينظرا من فوق ليرا افواجا كبيرة من الأحصنة الأصيلة تتدفق الى الشارع التي به القصر وسط حاشية من رجال البدو على الخيل و فجأة يظهر عنتر بِطلًته القصيرة و النحيلة على فرس وسط الزحمة و ينظر الى فوق الى حيث تنظر اليه عبلة بسرور كبير غير مصدقة انه حي و ينزل من على فرسه و يستل سيفا من غمضه ليقع السيف من يده على الأرض من وزنه الثقيل، فيحاول رفعه الى اعلى و ينجح بذالك بجهد كبير و لكن ليقلب على ظهره وسط ضحك بعض من البدو حوله، و ينزلوا حشد كبير من الناس التي عطًلت الخيل سياراتهم و يتجمهوروا حول المنظر وسط افواج الخيول غير مصدقين المنظر و بتعجب تام، فأخيرا يترك السيف عنتر و يصرخ الى اعلى "انا عنتر يا عبلة...ست سوزان انا ملئتش ألف ناقة بس لئيت شيخ عشاير سيناء اتفهم محنتي و وهبني مهر عبلة ألف فرسه اصيلة يا ست سوزان...قلتِ أيه حتديني عبلة؟"
تنظر سوزان من الخجل الى الارض امام ابنتها التي تقول لها "ربنا ايسمحك يا أمي، و انا اقول الراجل ده سابني و راح فين؟" فتقول لها سوزان انها خجلة مما رأته من عنتر و انها موافقة، تنزل سوزان الى الشارع و تضم عنتر بحنو وسط تصفيق الجمهور و زغاريت سوزان مع حاسية قصرها.
و يحدد موعد للزفاف و تملئ الفرح و السعادة دار آلشامل كما تُسَر سوزان أخيرا بمن اختارته ابنتها فيتضح لها كم عنتر يحب عبلة ابنتها، و لكن قبل الزفاف بيومان يقرر أحد افراد المافيا التي كانت تعمل بشركة آلشامل و التي هربت من قبضة العدالة خطف عبلة و هي تغادر من مسكنها في المهندسين في الظهيرة و طلب الفدية مقابلها، فتنجحوا ليأتي النبأ على آلشامل و والدة عبلة مثل الصاعقة، و تهرع سوزان الى مسكن سعيد و لأول مرة منذ سنين طويلة يتحادثا معا بخصوص مكالمات التهديد التي تطلب الفدية، و يبدأن بالتفكير بحل مناسب للقضية على ضوء ان المتصل قال ان مساكنهم و خطوط هواتفهم مراقبة و ان ليس بمصلحتهم إخبار الشرطة، و فجأة و هم بحيرة من الأمر يأتي عنتر و يسال على عبلة ليلاقي خبر اختطافها فيحزن و يقرر إبلاغ الشرطة و لكن يكتشف بأن اهلها تحد التهديد بعدم إخبار الشرطة، و تكون الفدية المطلوبة خمسة ملايين دولار، و بعد دقائق طويلة من الصمت و الحيرة يقرر عنتر الذهاب الى المافيا و معه المال و يقنع سعيد و سوزان انها الطريقة الوحيدة لسلامة عبلة، فيعارضه سعيد قائلا ان بلاغ الشرطة كان أحسن لهم بكثير من هذه الفكرة فكانت ستعرف كيف تتصرف مع هذا المجرم، و هم يفكرون بماذا يجب ان يفعلوا تأتي مكالمة تهديد ثانية، فيرد عليها عنتر و يسمع كلامات التهديد و لكنه يحاول مسايسة المتصل و يقول له انه لن يخبر الشرطة و يطلب مكان و موعد للتسليم و يعطي وعد للمتصل بأنه سيأتي و معه النقود شرط ان يسلموه عبلة.
فيتصل بصديقه تامر على الموبايل و يخربه عما يجري و كيف هو خائف من الذي سيفعله و بأن ليس له من يعينه، فيزور تامر ضابط رفيع المستوى بالأمن و يخبره ماذا هنالك، فتأخذ الشرطة استعداداتها و يزور تامر عنتر ببيت سعيد بلباس مدني و يعطيه جهاز صغير بحجم زر القميص و يضعه داخل الحذاء الذي يرتديه، و يقول له ان هذا جهاز الصغير سيرسل اشارات متواصله الى جهاز لدا الشرطة عن مكانه، فيطمئن عنتر و لكن فجأة تستنير افكاره بفكرة فيطلب من سعيد التوقيع على شيك بالمبلغ و يذهب الى البنك و يجلب المبلغ، و يهيئ حقيبة لتسليم الفدية و ينتظر ريثما يأتي موعد التسليم، فينطلق عنتر بحقيبة و يتجه الى مكان التسليم و يكون المكان منطقة الجيزة عند الأهرامات الكيبرة، فيصل على الموعد الى المكان المحدد و ينتظر بصبر عند أحد الأهرامات، و فجأة يسمع صوت مروحية قادمة اليه، و تقترب منه و تهبط على مقربة منه و يمتلئ المكان من الغبار بسبب مراوح المروحية القوية، و يشعر عنتر بأثنين يقتربا منه صارخين له ان يبتعد عن الحقيبة، و لكنه يرفض فيطلقوا النار عليه فيخرجوا الشرطة من حول الأهرامات بلباس التخفي و يحدث تبادل اطلاق نار كثيف و يصرخوا الشرطة لعنتر ان يبتعد لأجل سلاميته فيرفض و النار مستعر من حوله، فيخرج من حذائه زر التعقب و يضعه بالحقيبة، و يهرب عنتر بعدها من الموقع من خطر الرصاص العشوائي، و تقلع المروحية مع المافية التي بها مطلقة النار بصورة كثيفة على الشرطة و تهرب، فيقترب منه ضابط الشرطة الذي يقود المجموعة ليطمئن على عنتر، فيقول له انه وضع زر التعقب بالشنطة، فيبلغوا المكتب الرئيسي و بغضون دقائق تنطلق مروحية ثانية لتتبع الإشارات، و يصلوا الى وكر العصابة و يخبروا سيارة الأمن التي برفقة عنتر عن الموقع فتسرع الى الموقع الذي يتضح انه لا يبعد عن مكانهم كثيرا.
و يكون المكان عبارة عن كوخ في منطقة شبه صحراوية مصنوع من الطوب و عليه حراسة، فتكون عبلة أسيرة بهذا الكوخ بين العقارب و السحالي و الظروف السيئة، و يكون على المدخل سياراتان و تكون العصابة مجتمعة بالداخل، و ترينا الاحداث ان العصابة مكونة من خمسة اشخاص ذوي شخصية لئيمة و ملامح وجهية اجرامية ما عدا الموظف الذي كان يعمل بشركة سعيد فيكون لباسه حضاري اكثر و يكون هو العقل المدبر للعملية، فيكنونوا مجتمعين حول طاولة خشبية و عبلة مقيدة...
0 comments:
إرسال تعليق