أين أقباط العالم مما يحدث للأقباط؟/ مجدى نجيب وهبة

** داعش تنذر أقباط الموصل بالعراق بثلاثة حلول .. إما الرحيل ، وإما الجزية ، وإما الإسلام .. وأعطتهم مهلة للإختيار لبضعة ساعات .. كانت "داعش" قد وزعت بيانا، على رؤساء الطوائف المسيحية للاختيار بين ترك الموصل العراقية نهائيا دون العودة إليها ، وبين البقاء مقابل دفع الجزية، وان لم يكن فليكن الموت هو المقابل الوحيد، كما قام التنظيم بالاستيلاء على بيوت وكنائس المسيحيين، وكتب عليها عبارة "عقارات ملك الدولة الإسلامية"  .. وبالطبع رضخ الأقباط لتهديد إرهابيين داعش وقرروا النزوح من الموصل بعد ترك كل ما يملكونه للذهاب إلى المجهول ..
** الأقباط فى ليبيا يقتلون ويسحلون ويطردون ، وتسلب أموالهم .. ومن يستطيع منهم الفرار قد ينجو بجلده من مصير الذبح والإغتصاب والإهانة ..
** الأقباط فى سوريا يتعرضون لأبشع أنواع الإهانة والإغتصاب والقتل والطرد الجماعى ..
** الأقباط فى صعيد مصر يتعرضون لنفس المصير .. من خطف الفتيات القصر وإغتصابهم ، ثم إجبارهم على إشهار إسلامهم تحت التهديد والفضائح ، بل وصل الأمر إلى خطف الأطفال وتهديد أهاليهم بدفع الفدية التى يحددها المختطفون ، والتى قد تصل إلى الملايين .. بل وصل خطف بعض رجال الأعمال من الأقباط وتهديد أسرهم بذبحه إن لم يدفعوا الفدية المطلوبة ..
** الكارثة .. إذا لمسنا العذر لما يحدث فى العراق أو ليبيا أو سوريا .. فكيف نلتمس العذر لما يحدث فى صعيد مصر .. هناك تلميحات وأقاويل تتهم جهاز الشرطة بالتواطئ والتقاعس مع الخاطفين .. وهذا بإعتراف كل أقباط الصعيد ، وما يؤكد هذه الشكوك هو عندما يلجأ أهالى الضحايا من الأقباط إلى أقسام الشرطة للإبلاغ .. فعادة لا تهتم أقسام الشرطة بالبلاغ .. بل تطلب من أسر الضحايا مع المختطفين أو دفع الدية المطلوبة ..
** وإذا صحت كل هذه الإتهامات .. فالسؤال هنا ، أين الدولة ؟ .. هل هناك فى الحكومة محاولات مستميتة لطمس هذا الملف ، وعدم عرضه على السيد المشير الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى .. هل هناك إصرار من بعض المسئولين المرضى نفسيا على التواطئ مع الإرهاب لعودة حكم الإخوان ؟ ..
** هل تناسى هؤلاء المعتوهين الذين مازالوا يعيثون فى الأرض فسادا .. بأن الأقباط شركاء فى هذا الوطن ، بل شركاء فى أكبر ثورة خرج بها الشعب المصرى فى 30 يونيو ، و3 يوليو ، و26 يوليو ..
** هل تناسى هؤلاء الغوغاء بأن الأقباط هم أصل هذا الوطن ، وهم أصحاب الأرض .. هل لا يتابع الرئيس هذه الأحداث الإجرامية البشعة التى يتعرض لها أقباط مصر فى الصعيد ، بل وحتى اليوم فى بعض المناطق الشعبية بالقاهرة الكبرى والأسكندرية ..
** أعتقد أن الرئيس تصله أخبار غير دقيقة عن هذا الملف الكارثى .. الذى كان أهم سبب من أسباب تدمير هذا الوطن على مدار أكثر من 40 عاما ..
** دعونا نترك الرئيس ومحاولاته المستمرة للعبور بمصر إلى بر الأمان .. وتضحيات رجال الجيش المصرى البواسل ورجال الشرطة للخروج بالوطن من أكبر مؤامرة تديرها دولة عاهرة لا دين لها ولا مبادئ ولا قيم ولا أخلاق .. إنها العاهرة أمريكا الملعونة .. فهى وراء كل ما يحدث للأقباط فى كل بقاع العالم .. هى التى تحرض على قتلهم وحرق كنائسهم وطردهم من البلاد .. ثم تعود لتطالب بفرض الوصاية على الأقباط بإعتبارهم أقليات مضطهدة .. وهى اللعبة التى تجيدها أمريكا ، وتستخدم كبقية هذه المخططات القذرة للتدخل فى تدمير الدول والشعوب وسرقتها ونهبها .. جمعيات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى وجواسيسها فى هذه الدول أو النشطاء السياسيين ، وهم ما يعرفون بنشطاء السبوبة ...
** دعونا من كل ذلك فهو واضح ومعلوم للجميع .. دعونا من المتاجرين بقضايا الأقباط وهم أقباط أيضا .. منهم من ينتمى لجمعيات حقوق الإنسان ، ومنهم من ينتمى إلى منظمات المجتمع المدنى وهم لا يكفون عن الحديث بإسم الأقباط ، ويزعمون إنهم يدافعون عنهم ، والحقيقة أنهم يتاجرون بقضاياهم ..
** إذا كان كل هؤلاء معروفون .. بل يشاركهم كل الإعلام المسيحى فى مصر ، وفى العالم الخارجى .. فلا أحد يضع يده على أساس المشكلة .. ولا أحد يدين أمريكا ولو بكلمة واحدة .. بل هم يهاجمون من يتعرض لأمريكا ، وتقدم كل برامجهم للتمجيد فى الديمقراطية الأمريكية ، والرئيس الأمريكى ، والإدارة الأمريكية .. ويدعون الأقباط لمساعدتهم فى إجراءات الهجرة إلى أمريكا ..
** إذا كان كل هؤلاء يتأمرون على الأقباط .. فأين الأقباط أنفسهم ؟ .. أين الأقباط فى كل دول العالم ؟ .. هل فقدوا الإحساس ؟ .. هل فقدوا المشاعر ؟ .. هل أصبح كل همهم هو النجاة بأنفسهم وهم يؤمنون بالمثل القائل "إذا جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك" ...
** أكتب بعض التويتات على صفحتى الرسمية فى الفيس بوك ، وأجد الجميع صامت لا تعليق .. أنت تتحدث عما يحدث للأقباط وهم يتحدثون عن قضاء بضعة أيام فى أحد المنتجعات السياحية أو المصايف .. أشعر إننى أتحدث مع أصنام لا ترى ولا تشعر .. رغم أنهم يدركون أن ما يحدث فى الموصل وسوريا وليبيا قد يحدث فى مصر وبصورة بشعة .. ولكن يبدو أن الجميع إرتضى حالة التبلد والصمت والمهانة ..
** لم نعد نسمع عن نشطاء الأقباط بالخارج .. بل يتم نشر  بعض المقالات التافهة من بعض نشطاء الأقباط على بعض المواقع الإلكترونية ، وهى بعيدة تماما عن أصل المشكلة ..
** أين أقباط أمريكا الذين هلوا على مصر بعد وكسة 25 يناير ، وكأنهم جاءوا ليشمتوا فى أقباط مصر .. وبعد 30 يونيو إختفى كل أقباط أمريكا وأوروبا والعالم .. بل إختفى أيضا أقباط مصر .. حتى كنائس مصر لم يعد لديها أى إهتمامات بما يدور حولنا ، بعد أن هددها بعض المعتوهين ممن يطلقون على أنفسهم مجموعة العلمانيين وحجموا دورها .. إختفى كل هؤلاء المعتوهين من العلمانيين .. ولم يعد لهم أى دور يذكر  .. فإكتفى بعضهم بحضور بعض المؤتمرات والندوات أو كتابة مقال هنا وهناك ..
** ولكن لم أرى علمانى واحد يدين أمريكا ولكنهم لا يقتربون من هذا الملف إطلاقا .. حتى ضحايا الأقباط .. فهم بالنسبة لهم مجرد حادث عابر تختلط فيه طموحاتهم للوصول إلى أى منصب .. حتى ولو منصب بواب على باب الوزير ..
** هذا هو حال أقباط مصر وأقباط العالم .. تفاهة وبلاهة وغباء .. وهو ما يدعونى أن أقول إنتظروا أيام سوداء وكئيبة إن لم تنتبهوا وتدافعون عن أبناءكم !!!...

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: