أفتتح كلامي بتأدية تحيّة إجلال ومحبّة لجيش لبنان الباسل وسائر قواه الأمنيّة، فهم سياج مؤسّسات الدولة وحرّاس سلطاتها وحماة الحدود والداخل من العابثين بأمن المواطن والوطن.
وهم مثال العنفوان الأبيّ والتضحية الصامتة والوفاء الأمين والشرف الجليل وهم خلاصة صافية للإنتماء والولاء الوطنيّين.
الإنتماء الوطنيّ هو أعمق من حمل وثيقة صادرة عن وزارة الداخليّة (أو المواطنة) في بلد ما تفيد أنّ حاملها هو من رعاياها وأتباعها.
لذلك سُميّت في لبنان بحقّ تذكرة "الهويّة".
فالهويّة هي حصيلة تنشئة مدنيّة سليمة ترفع الوطن إلى المرتبة الفضلى ضمن شراكة وئاميّة تنبع من إيمان عميق بقيم الحريّة والسيادة والعدالة والانفتاح يعزّزها "تفشّي" محبّة الوطن في الوجدان والتعاطي بمرونة مع الأصدقاء وبصلابة مع الأعداء.
كما هي التزام بحراثة حقول المعرفة وزرعها ببذور الخير لتثمر غلّات مغذّية تنعش اللبنانيّين وتنهض بلبنان وتسهم في ازدهار بلدان انتشارهم.
ميّزات لبنان الطبيعيّة والسياحيّة والعمرانيّة والحضاريّة ورقيّ مؤسّساته الثقافيّة والعلميّة التي أنجبت مواهب فذّة والإصرار على إحياء أنماط العيش الصاخبة الأفراح جذبت أبناءه المقيمين والمغتربين وزادتهم تعلّقاً به وسحرت سفراء مثّلوا بلدانهم في ربوعه وما غادروه إلّا بغصّة وحسرة.
تعرّض لبنان لتجاذبات أطماع إقليميّة شرسة أثخنته بالجراح وشرخت نسيج الشراكة باستقطاب مذهبيّ غُلّب على الولاء الوطنيّ ودفع بأنصار هذا الاستقطاب إلى السعي لضمّ لبنان إلى مُلك مرجعيّتهم الدينيّة خارج الوطن.
إرتماء هؤلاء في أحضان مرجعيّاتهم والتنفيذ التلقائي لأوامرها جعلهم "رعايا" لها يتنافسون على استيطان لبنان لصالحها غير آبهين بسائر أبنائه الماحضين ولاءهم له فوق كلّ اعتبار.
لذا كلّ مقاومة مذهبيّة معروف مصبّها، فالإنجاز المرحليّ لا يطمس الهدف النهائيّ.
كما أنّ ضغوط سلاحها لن ينجح في انتزاع تفويض مطلق لقادتها.
إستخدام المرجعيّات المذهبيّة لأتباعها لم يقتصر نطاقها على لبنان بل تعدّاه إلى الإنغماس في الصراعات التي طغى عليها طابع التناحر السنّيّ-الشيعيّ.
طموح ربط "ولايات" الفقيه ببعضها في العراق وسوريا وأجزاء من لبنان واليمن (وبقاع أخرى) ساهم في تسعير النزاع في هذه الأنحاء واستثار العصب السنّيّ على مختلف المستويات فمهّد السبيل لخروج "خليفة" من "القمقم" جمع حول تطرّفه عراقيّين وسوريّين ومحبّذين أغراب لينقضّ على الساحتين العراقية والسوريّة ويعلن "دولته" على ركام المعالم الحضاريّة ومقابر المجازر الجماعيّة.
ومع استشعار الخطر على الحدود السعوديّة-اليمنيّة تشكّل تحالف "عاصفة الحزم" الذي تحوّل إلى "عودة الأمل" لترميم هيكليّة الحكم في اليمن.
دهاء النظام الإيرانيّ جعله يكسر طوق العزلة والحصار العالمي لاقتصاده بمساومته على تخفيض "رذاذ" التخصيب النوويّ للحصول على 14 طنّاً سبائك ذهب (من جنوب أفريقيا) وأموال مجمّدة في البنوك العالميّة هو بحاجة ماسّة إليها لإحياء اقتصاده واستكمال "مشاريعه" وترجيح ثقل أدواره.
لكنّ إقرار الإتفاق في الكونغرس الأمريكيّ مرشّح للتعثّر في حال اصطدامه باعتراض ثلثي أعضائه.
يبدو أنّ إبرام الإتفاق هو شرط لتداول حلول للمشاكل الإقليميّة ومنها الجمود الذي يكبّل السلطات في لبنان ويمنع انتخاب رئيس للجمهوريّة.
لقد شاع في الإعلام أنّ السعوديّة عرضت على إيران بوساطة روسيّة الإنسحاب من سوريا مقابل وقف الدعم للمعارضة السورية لإفساح المجال لتفاوض سوريّ-سوريّ يفضي إلى حلّ سياسيّ يحقن الدماء ويوقف الخراب ويعكس وجهة النزوح.
أمّا في لبنان فحريّ بالسياسيّين إنقاذ ماء الوجه وتجيير طاقاتهم لخدمة وطنهم بتجرّد وإخلاص وتأمين حاجات المواطنين بالإفراج عن المشاريع العالقة لانتشالهم من الضّيق الخانق.
كما يتوجّب عليهم تحريك عجلات سلطات الدولة وتنشيطها وشدّ الهمّة للمبادرة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة متوقّد الذهن نزيه الخصال مهيب المناقب يمسك بنواصي القيادة ويمتلك الحكمة في التدبير والإحاطة بالمعرفة والقدرة على الإستقراء والاستشعار، قوّته تطفح من أعماق شخصيّته الجادة والرصينة لتفرض الإحترام والإنصات والطاعة.
أكاديمي مواظب على تحرّي الشؤون اللبنانيّة*
وهم مثال العنفوان الأبيّ والتضحية الصامتة والوفاء الأمين والشرف الجليل وهم خلاصة صافية للإنتماء والولاء الوطنيّين.
الإنتماء الوطنيّ هو أعمق من حمل وثيقة صادرة عن وزارة الداخليّة (أو المواطنة) في بلد ما تفيد أنّ حاملها هو من رعاياها وأتباعها.
لذلك سُميّت في لبنان بحقّ تذكرة "الهويّة".
فالهويّة هي حصيلة تنشئة مدنيّة سليمة ترفع الوطن إلى المرتبة الفضلى ضمن شراكة وئاميّة تنبع من إيمان عميق بقيم الحريّة والسيادة والعدالة والانفتاح يعزّزها "تفشّي" محبّة الوطن في الوجدان والتعاطي بمرونة مع الأصدقاء وبصلابة مع الأعداء.
كما هي التزام بحراثة حقول المعرفة وزرعها ببذور الخير لتثمر غلّات مغذّية تنعش اللبنانيّين وتنهض بلبنان وتسهم في ازدهار بلدان انتشارهم.
ميّزات لبنان الطبيعيّة والسياحيّة والعمرانيّة والحضاريّة ورقيّ مؤسّساته الثقافيّة والعلميّة التي أنجبت مواهب فذّة والإصرار على إحياء أنماط العيش الصاخبة الأفراح جذبت أبناءه المقيمين والمغتربين وزادتهم تعلّقاً به وسحرت سفراء مثّلوا بلدانهم في ربوعه وما غادروه إلّا بغصّة وحسرة.
تعرّض لبنان لتجاذبات أطماع إقليميّة شرسة أثخنته بالجراح وشرخت نسيج الشراكة باستقطاب مذهبيّ غُلّب على الولاء الوطنيّ ودفع بأنصار هذا الاستقطاب إلى السعي لضمّ لبنان إلى مُلك مرجعيّتهم الدينيّة خارج الوطن.
إرتماء هؤلاء في أحضان مرجعيّاتهم والتنفيذ التلقائي لأوامرها جعلهم "رعايا" لها يتنافسون على استيطان لبنان لصالحها غير آبهين بسائر أبنائه الماحضين ولاءهم له فوق كلّ اعتبار.
لذا كلّ مقاومة مذهبيّة معروف مصبّها، فالإنجاز المرحليّ لا يطمس الهدف النهائيّ.
كما أنّ ضغوط سلاحها لن ينجح في انتزاع تفويض مطلق لقادتها.
إستخدام المرجعيّات المذهبيّة لأتباعها لم يقتصر نطاقها على لبنان بل تعدّاه إلى الإنغماس في الصراعات التي طغى عليها طابع التناحر السنّيّ-الشيعيّ.
طموح ربط "ولايات" الفقيه ببعضها في العراق وسوريا وأجزاء من لبنان واليمن (وبقاع أخرى) ساهم في تسعير النزاع في هذه الأنحاء واستثار العصب السنّيّ على مختلف المستويات فمهّد السبيل لخروج "خليفة" من "القمقم" جمع حول تطرّفه عراقيّين وسوريّين ومحبّذين أغراب لينقضّ على الساحتين العراقية والسوريّة ويعلن "دولته" على ركام المعالم الحضاريّة ومقابر المجازر الجماعيّة.
ومع استشعار الخطر على الحدود السعوديّة-اليمنيّة تشكّل تحالف "عاصفة الحزم" الذي تحوّل إلى "عودة الأمل" لترميم هيكليّة الحكم في اليمن.
دهاء النظام الإيرانيّ جعله يكسر طوق العزلة والحصار العالمي لاقتصاده بمساومته على تخفيض "رذاذ" التخصيب النوويّ للحصول على 14 طنّاً سبائك ذهب (من جنوب أفريقيا) وأموال مجمّدة في البنوك العالميّة هو بحاجة ماسّة إليها لإحياء اقتصاده واستكمال "مشاريعه" وترجيح ثقل أدواره.
لكنّ إقرار الإتفاق في الكونغرس الأمريكيّ مرشّح للتعثّر في حال اصطدامه باعتراض ثلثي أعضائه.
يبدو أنّ إبرام الإتفاق هو شرط لتداول حلول للمشاكل الإقليميّة ومنها الجمود الذي يكبّل السلطات في لبنان ويمنع انتخاب رئيس للجمهوريّة.
لقد شاع في الإعلام أنّ السعوديّة عرضت على إيران بوساطة روسيّة الإنسحاب من سوريا مقابل وقف الدعم للمعارضة السورية لإفساح المجال لتفاوض سوريّ-سوريّ يفضي إلى حلّ سياسيّ يحقن الدماء ويوقف الخراب ويعكس وجهة النزوح.
أمّا في لبنان فحريّ بالسياسيّين إنقاذ ماء الوجه وتجيير طاقاتهم لخدمة وطنهم بتجرّد وإخلاص وتأمين حاجات المواطنين بالإفراج عن المشاريع العالقة لانتشالهم من الضّيق الخانق.
كما يتوجّب عليهم تحريك عجلات سلطات الدولة وتنشيطها وشدّ الهمّة للمبادرة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة متوقّد الذهن نزيه الخصال مهيب المناقب يمسك بنواصي القيادة ويمتلك الحكمة في التدبير والإحاطة بالمعرفة والقدرة على الإستقراء والاستشعار، قوّته تطفح من أعماق شخصيّته الجادة والرصينة لتفرض الإحترام والإنصات والطاعة.
أكاديمي مواظب على تحرّي الشؤون اللبنانيّة*
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
http://hamidaouad.blogspot.com/
0 comments:
إرسال تعليق