تفاجئنا بين حين وآخر دعوات غبيّة ومشبوهة ينشرها على الملأ ساسة فاشلون متقلّبون بين الكتل السياسية والعقائد والقناعات السياسية والإيديولوجية. أذكر هنا منها مثالين طلع علينا بها أخيراً أحد فرسان التقلّب وتغيير أصباغ الوجه وتركيب أطقم الأسنان الصناعية هما :
1ـ إقترح هذا المتقلب سياسةً وسلوكاً تجميدَ مجلس النواب ! في وقت تطالب فيه الجماهير العراقية الثائرة حلَّ هذا المجلس وإجراء إنتخابات برلمانية مُبكّرة فما الفرق بين هذين المطلبين وما القصد الحقيقي لصاحب فكرة تجميد المجلس وهو عضو فيه ؟
تجميد مجلس النواب الحالي يعني من بين ما يعنيه إحتفاظ أعضائه بكافة مخصصاتهم وامتيازاتهم وحماياتهم وما يأتيهم من مكافآت وجولات وأسفار وعلاج وتطبيب خارج العراق فضلاً عن مخصصات الضيافة وأخرى كثيرة.
صاحب هذا المقترح معروف بأنه بطل " التجميد " ... ومن عاش سبعينيات القرن الماضي وعاصر هذا الشخص يفهم القصد من هذا الكلام ! لقد كافأه البعثيون على هذا بأنْ ساعده نعيم حداّد في تعيينه مُدرّساً في الجامعة المستنصرية / القسم المسائي دون أنْ يُطالب بمعادلة شهادته التي حصل عليها بالمراسلة وهي شهادة تَنَكْ ! بل وفي عام 1978 "شرّفه " البعث العراقي بمنصب رفيع في سويسرا حين كان المثقفون العراقيون وأساتذة الجامعات العراقية يغادرون العراق هرباً من بطش وملاحقة أجهزة البعث السرية والعلنية. ألآن يقترح هذا الشخص
" تجميد " مجلس النوّاب والنائبات وهو عضو فيه في حين يحترق العراق مطالباً بالخلاص مما هو فيه من كّرْب وبلاء عظيمين جرّاء تسلّط السلطتين التنفيذية والتشريعية عليه ومن إخلالهما بشروط العقد الإجتماعي وأسس الحكم الدمقراطي التي يتبجح بها خّدَمُ وأحذية وعملاء الإحتلال الأمريكي وهذا الشخص المشبوه أحد هؤلاء الذين دخلوا العراق معه واستوزره السيد أياد علاّوي في وزارته فلم يقدم للعراق أي شئ لأنه غير مؤهّل أصلاً وغير قادر وغير كفوء أي أنه نصف أمّي. باشر الدوام في وزارة التخطيط فكان أول عمل قام به هو زيارته للسويد ولا أحد يعرف الغرض من تلك الزيارة وكم كلّفت ميزانية الدولة العراقية ! دخل العراق مع الأمريكان تحت إبطي السيد عدنان الباجةجي ... تركه ليدخل تحت عباءة أياد علاّوي فغادرها ليدخل تحت ابطي السيد نوري المالكي فلم يحظَ بعضوية مجلس النواب إذْ لفظه المالكي ولم يشمله بعنايته ! هذا البهلوان يقترح اليوم تجميد مجلس النواب لكي يحتفظ هو بكامل مستحقاته في هذا المجلس ومعروفٌ عنه بخله وشحّته وعبادته للدولار الأمريكي.
2ـ وأسوأ من ذلك : إقترح هذا المتقلّب والمتلوّن إعلان حالة الطوارئ فهل يعي هذا الشخص عواقب وتفاصيل حالة الطوارئ ؟ يبدو أنه لا يعي ولا يعرف لأنه أساساً نصف أمّي ليس لديه شهادة جامعية أولية في الإختصاص الذي يدّعي. يا سيّد ... تعني حالة الطوارئ تعطيل الدستور ومنع التجول في المدن وغيرها كليّاً أو جزئياً ومنع التظاهر والتجمعات أي أنَّ ثائري بغداد مثلاً سوف يُحظر عليهم التجمّع في ساحة التحرير رمزاً للثورة وفي غيرها من سوح في بغداد والمحافظات الأخرى. أي أنَّ القصد الحقيقي من وراء مقترح هذا الشخص هو إيقاف الثورة وتعطيل مساراتها خاصة تحت ظرف " تجميد " مجلس النواب حسب مقترحه الأول، أي وأد الدور الرقابي لهذا المجلس على مجمل نشاطات وتصرفات الحكومة التي تغدو حكومة عسكرية تعمل بقوانين الطوارئ لا بالقوانين المدنية المعروفة.
ما أخبث مقترحي هذا الشخص ! أحدهما أسوأ وأخطر من الثاني : أنْ يحتفظ السيد النائب بامتيازاته كاملة من جهة وأنْ يقمع ويقبر ثورة الشعب العراقي ليبقى هو ونظراؤه محتفظاً بما لديه اليوم من امتيازات وحقوق وهي كثيرة وبالغة التنوّع.
أيها العراقيون ! أيها الثائرون ! راقبوا التحركات الخبيثة المشبوهة لبعض المحسوبين اليوم على السياسة وما هم إلاّ فايروسات قاتلة تجيد فنون التقلب والتلوّن وتمرير ما هم فيه من غباء وتخلّف. إحذروهم وراقبوهم وتصدّوا لهم وفنّدوا دعاواهم وما يزعمون فهم أعداؤكم وهم الخونة اللاعبون على الحبال .... تصدوا لهم واكتبوا عنهم وافضحوا ماضيهم المخزي واكشفوا حقيقة ما يحملون من شهادات طبيعتها ومعدنها من صفيح وتّنَك. أكشفوا السم الذي يدّسون في العسل والفظوهم لفظ نواة التمر الزهدي الرخيص فما هم إلاّ النوى وما هم إلاّ سقط المتاع.
0 comments:
إرسال تعليق