وانتهى الحب/ زياد أحمد أبو خوصة


أقول وداعاً بحروفٍ أحدُّ من متن المهند
لأمتشق قصيدة الوداع من غمدها
كما السيف كيف يُمْتشقُ
وأبتر بقايا الحب من عنقه
الذي كاد أن يقطف بسيوفه العمياء زهرة عنقي
أسكب دموع ندمٍ على صفحة كتب الموج الهائج
فيزداد بحر الغرام مِلحاً فوقَ مِلحهُ
ويُمسي نهر الشوق علقمٌ من بعد عذبهِ
يا حُبُّ قد انتهى الحب
تجرعَ قلمي من خيوط الليل البهيم سواد حبر
فتلعثم عن كلمة وداعٍ يكتبها بحرفهِ
 ليكتب بيده عقد فك القران بيني وبينك ياحب
ويلي يا حبَ
تجافت عن أنفاسك زهور هواك
 وباتوا يهيئون الحَنوط ليشيعوك
بتاج كفنٍ إلى حيثُ مثواك ومنتهاك
لا تلمني وقد لمت بالدموع دنياك
وها أنا ذا بين أشلاء ذكراك
 الملم ما تبقى منك
 وألحِدُ بيديَّ بقاياك

أملأ بسم المنون كأس الهيام
 وأغمض بالبنان عينيك
وقد اكتحلت من دجى الليل عيناك 
 وعيناي تعتصر بخمر الجنون
 فيبتل منها الثرى
وأدثر بالتراب على ما تبقى منك ياحب
كزرع تواريه الريح بوعثاء غبارها
 ألحد روحك أواريها تحت الثرى
 وأكتب على شاهد قبرك
وانتهى الحب

قل للنجوم الساهرات لا تحفلي بنا
و لتكتبي فك قران الحب بين الثريات والبدر
بحروفٍ من الذهب على زرقة السماء
 ونادي في الأنامِ
 ليعلم الكون بأسره أن قران الحب قد انفكت خيوط وصلهِ
 وها قد فُتحَتْ له بيوت العزاء
على الأرض
 وفي بروج النجوم في السماء
فلن أقبل فيك العزاء يا حب
فقد توارت ذكراك عن الروح وانتهى الأمر بل انتهي الحب

يا موج بحر القلب لا تحفل بنا
 ولا تعبأُ فقد بات الذي كان حياً بيننا
 تحت الثرى يخفيه التراب
فما عاد للحب من موطئ قدمٍ في القلب يسكنه والفؤاد أضحى كما القفر تحفه زينة الهجر ويسكنه الخراب
 وبعد أن كان له الطير يغرد
 بات يشدو له الغراب
قصيدة الفراق المحتومِ
 هكذا بسواد الحبر
 كتب بحروفه القلمُ

انتهى الحب
 كرماد مع الريح تناثر دخانه
وانتهى العتابُ
وهكذا انتهى الحب


CONVERSATION

0 comments: