من أين يبدأ التحرير/ محمد محمد علي جنيدي

( جولة في أدبيات المفكر الإسلامي محمد عبد المحسن العلي – الكويت )
الصهيونية في حقيقتها شجرة خبيثة تمتد جذورها في كل دول العالم.
 تتمثل أهم جذور الصهيونية في الأنظمة السياسية العلمانية والأنظمة السياسية التي تستخدم عباءة الدين لتواري بها سوءاتها في الحكم والسيطرة وفقا لأجندة سياسية وإجتماعية وإقتصادية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي والتي ينفق من أجل تحقيق أهدافها مليارات الدولارات, وبعد أن تحقق لهم الهدف الإستراتيجي المنشود بإقامة دولتهم في أرض فلسطين المحتلة انتشرت شبكتهم الإعلامية الكبرى والتي لم تكن قاصرة فقط على الإعلام الإسرائيلي لفرض محاولة تهويد فلسطين وتزييف التاريخ من أجل ذلك، ثم التوسع وتحقيق أهدافهم للسيطرة على البعد الإقليمي وشعوب المنطقة. 
من أجل هذه السيطرة كان لابد من التسلل والعبث بالمكون الأساسي للشخصية العربية والمتمثل في دينه وقيمه وأفكاره ومبادئه وأخلاقه وتاريخه، وبث كل فكرة وفلسفة من شأنها إفساد العقل العربي وتغييب ضميره وتوجيه مشاعره في الاتجاه العكسي لمكونه الديني والتاريخي والحضاري, فإذا ما نظرنا بموضوعية إلى فلسفة ومناهج وأهداف التربية والتعليم في أقطارنا وإلى مواضيع برامج شبكاتنا الإعلامية كيف تعمل وفي أي اتجاه تسير لعلمنا كيف تسللت جذورهم لواقع حياتنا في سائر المناحي، وهو واقعٌ مشهود بكل أسف. 
هذه شجرتهم التي أنبتوها في بلادنا والتي لا يصلح معها الآن أعمال عسكرية ولن تقتلعها صواريخ ولا حتى قنابل ذرية، وليس من الأجدى في الوقت الراهن القيام بأعمال يكون من شأنها تخدير مشاعر المسلمين ودغدغة عواطفهم والتنفيس فقط عن غضبهم، بينما التحدي المطلوب ينبغي أن يكون بقدر مستوى الواقع المشهود إذا ما أردنا اجتثاث الشجرة الخبيثة التي زرعوها من جذورها. 
المطلوب هو صياغة منظومة فكرية إسلامية عميقة وشاملة يُسند للقائمين عليها العمل في مجال التوعية بقيم وأفكار ومبادئ وأخلاق وشرائع ديننا في الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية وكل مناحي الحياة، المطلوب هو تغيير صبغة الحياة من الصبغة الشيطانية إلى الصبغة الربانية والتي يقول عنها الحق سبحانه ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ) البقرة 138- صدق الله العظيم. سيظل دائما تحرير فلسطين في مقدمة أولويات المشروع الإسلامي. 
فمن أجل بلوغ هذا الهدف السامي يجب أولا أن تسبقه تحضيرات ومقدمات عملية تمهيدا لتحرير كامل أرضها, أو بمعنى آخر..  ينبغي أن نفهم جيدا أنه قبل تحرير الأرض علينا أن نسرع الخطى نحو تحرير الأرضية الاجتماعية والسياسية في بلاد العرب والمسلمين من الأفكار والقيم والمفاهيم العلمانية والصهيونية المنفصلة عن بصائر الوحي والتي أفسدت علينا حياتنا من كل الوجوه. 
وعلى ذلك يجب أن تتضافر جهود كل مخلص تظله سماء أوطاننا التي مازلت تعاني وتبحث عن خلاص، وبالله التوفيق .
الناقل / محمد محمد علي جنيدي
m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: