يقف الإنسان حائراً أمام هذا الرجل الذي هبط على هذه الأمة من كوكب لم يكتشفه العلماء بعد، فكل ما يدلي به من تصريحات وأحاديث وخطب تنبئك بأن هذا الرجل خارج التغطية الإنسانية والأخلاقية والدينية.
هذا المخلوق النادر الوجود الذي يمكن تسميته بصرعة عصر اللامعقول كانت آخر هلوساته إعلانه أن الانتخابات الرئاسية التي أجراها جزار دمشق "أثبتت أن الحل السياسي للأزمة لا يمكن أن يتضمن بعد اليوم أي نقاش حول رحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعيد انتخابه بنسبة تقارب التسعين في المئة من أصوات الناخبين".
ودعا هذا الرجل المهلوس "الجماعات في المعارضة السورية المسلحة، حسب تسميته، إلى وقف القتال والتوجه إلى المفاوضات بعد أن أثبتت الانتخابات الرئاسية فشل الحرب العسكرية".
قد يكون هناك عند بعض الناس عمى ألوان أما صاحبنا سيد الهلوسة الهمام فقد جمع عمى فقدان الإنسانية والأخلاقية والدينية، فهو ينظر بعين واحدة كحال الدجال ويوهم الناس أنه هو الذي سيأتينا في آخر الزمان ويريدنا أن نؤمن به على أنه يحي ويميت ويدخل الجنة ويلقي في النار!!
صاحبنا هذا المهلوس لم تسعفه الفطنة وينظر إلى حقائق الأمور على الأرض ويعترف بأن سيده المقاوم فقد شرعيته منذ أن تبوأ منصب الرئاسة نصباً واحتيالاً على الدستور والقانون عام 2000، وتأكد بطلان شرعيته عندما قتل أطفال درعا ومثل بأجسادهم الطرية البضة عام 2011، ومن ثم أولغ بدم السوريين وخاض في بحورها حتى الأعناق وفوق الركب لأكثر من ثلاث سنوات.
صاحبنا المهلوس يمنح الأسد براءة اختراع لم يسبقه إليها أحد بفوزه بانتخابات الرئاسة على أقل من ربع الأراضي السورية التي يتحكم بها بقوة السلاح والدعم الصفوي والروسي وميليشيات القتل وأفّاقي الأرض وسفهائهم، ليكونوا عوناً له في ذبح الشعب السوري الثائر والصابر والمصابر الذي قال مقولته التي ستبقى خالدة خلود الحياة (ما لنا غيرك يا الله)!!
سيد الهلوسة هذا يريد من العالم أن يصدق ما جرى في دمشق على أنه عرس ديمقراطي فريد في المنطقة لم يسبقه إليه أحد، مدعياً أن نسبة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم قد تجاوزوا ال73% وفوز الجزار بنحو 90% من أصوات الناخبين، وفي عملية حسابية بسيطة سنجد أن هذه النسبة لن يصدقها لا عاقل ولا مجنون، فإذا ما تأكد للعالم بحسب المعلومات التي ترصدها وسائل الاتصالات التي تمتلكها الدول الكبرى والتي لا تخفى عليها لا كبيرة ولا صغيرة في كل أقطار الأرض، أكدت أن هناك أكثر من نصف الشعب السوري بين نازح ومهجر، وأن الجيش الحر والفصائل المسلحة تسيطر على معظم الأراضي السورية وتقطع أوصال المناطق التي لا يزال للنظام فيها بعض المواقع المحمية بكثافة النيران التي لا يزال يمتلكها، وبتأييد من المرتزقة الوافدة والمليشيات المتحالفة مع النظام التي أتتنا من خارج الحدود تحمل شعارات الحقد والكراهية التي تدبلج في قم والضاحية الجنوبية.
سيد الهلوسة نصر اللات يقول في خطابه، وهو يؤبن أحد قتلى حزبه الذي لقي مصرعه في سورية على يد مقاتلي الجيش الحر، أن " الثمرة الكبيرة التي تترتب على الانتخابات السورية هي التالية: الذي يريد أن يعمل حلاً سياسياً في سورية لا يمكن أن يتجاهل الانتخابات الرئاسية التي حصلت، الانتخابات التي أتت بالدكتور بشار الأسد رئيساً لولاية رئاسية جديدة".
هذا المهلوس الكبير يريد من العالم أن يصدق أن الانتخابات التي أجراها جزار دمشق قد منحت هذا الجزار صك غفران عن كل ما ارتكبه من مجازر وفظائع بحق الشعب السوري وبأطفاله ونسائه وشيوخه ورجاله، وما دمر وخرب من مدن وبلدات وقرى وبنية تحتية، وهذا أمر لا يمكن أن يقبله لا عاقل ولا مجنون في سورية، فليس هناك في سورية بيت لم يفقد أحد أفراده استشهاداً أو تهجيراً أو نزوحاً أو اعتقالاً أو سجناً أو تغييباً.
لقد وصف كل عقلاء العالم وقادته ومفكريه هذه الانتخابات بالمهزلة والنكتة السمجة والتي لا تساوي أكثر من صفر، أما سيد الهلوسة حسن نصر اللات فقد قال عنها: "هذه انتخابات ملايين وليست انتخابات صفر، كما وصفها البعض"، في اشارة الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قال الأربعاء من بيروت أن الانتخابات السورية "ليست انتخابات، ولا معنى لها، وليست الا صفرا كبيرا".
وأضاف نصر اللات: إن "الذين وصفوها بالمهزلة والمسخرة وفقدان الشرعية"، إنما فعلوا ذلك "نتيجة الفشل والاحساس بالهزيمة والخيبة".
وتوجه نصر اللات بكلامه الى الثوار والفصائل المقاتلة قائلاً: إن "كل المعطيات الإقليمية والدولية تثبت اليوم أن "لا أفق لقتالكم، لا أفق لهذا القتال سوى المزيد من تدمير بلدكم والمزيد من سفك الدماء. الجميع يجب ان يسلم ويعترف بأن لا أفق للحرب العسكرية في سورية. لن تؤدي إلى احتلال سورية ولا الى سيطرة الاخرين عليها".
وكان الأجدر بهذا المهلوس أن يتوجه بنصيحته إلى جزار دمشق إن كان حقيقة صديقاً له، "فالصديق من صدق صديقه لا من صدّق صديقه"، وعليه أن يصدقه القول بأن "لا أفق لكل ما يقوم به إلا مزيداً من القتل وسفك للدماء وتخريب للبلاد وزرع الأحقاد والثارات".
وبارك نصر اللات للشعب السوري "هذا الانجاز السياسي المصيري وللرئيس الأسد هذه الثقة المتجددة بقيادته لسورية". وشارك نصر اللات مجموعة من الرؤساء المؤيدين للنظام السوري وداعميه، وكان في مقدمة هؤلاء الرئيس الروسي بوتين الذي هنأ جزار دمشق بإعادة انتخابه، وكل هؤلاء هم مشاركون بشكل مباشر أو غير مباشر في قتل الشعب السوري وقتل أبنائه وتدمير مدنه وبلداته وقراه.
أخيراً أقول لهذا المهلوس الصغير: إن كل تصريحاتك وخطبك لن تغير من إرادة الشعب السوري وتصميمه على إزاحة هذا الكابوس عن صدر سورية مهما بلغت التضحيات، فطرد جزار دمشق من الفيحاء بات مسألة وقت قد لا تسعفك بلاهتك في تقديرها وقد تكون أسرع مما تتصوره ويتصوره حلفاؤك والأيام بيننا.
0 comments:
إرسال تعليق