لا تقلّب جواز سَفَري ، سَيَنقلِب الجَنين!/ شوخان عزيز



( مطار سدني ) ...

قفص زجاجي مُعلق في الفَضاء
كونشرتو البيانو
يَرش الضباب والضياء في
ثيابي الزهريه ...

نسمةٌ تعبث ُ بالوجوه
وتُدغدغ ُ الأطراف
يدا الافق مأخوذتينِ بأمواج البَحر
لا مسافات في المُدن الضوئية
لاأثر بين الفضاءِ والكلمات
والأعناق البلورية .

( كوك ) أكتشفَ هذه القارة الياقوتيه .
وجهٌ مُدبب وعينان ثاقبتان وسط لجة البحر .

كأن السماء تَغسل ُ المدينة بِجدائلها
والنجوم تَتنزه في الشوارع

* ( في عمق الغابات لا يَتَوقف العالم عن الذوبان )

( تاون هول ) .

* القطار مرفوع على أكتاف الريح
* رجلٌ يخرجُ مِن محفظة التاريخ
* فمٌ ألكتروني يَبلع ُ ذُبابة
* العالم تُفاحة يَقضمهاُ مجنون .

عند مَدخل الطائره

* المُسافرون كتابٌ بينَ دفتي شرطي .
* شجرة البرتقالة تَرتدي أقراطِها .
* أمراةٌ من جنس الفراشة ، تَحبك خمائلاً للوقت .
* عجوز يتأفف ُ ، يقلبُ حقائبه ُ.
* كلبٌ يَرتدي قُبعة بَنَفسجيه ،
يَتهيا لصعود الطائره .

- كان جدي يحلمُ بالسفر
يَتأمل ُ الطائرات الحربية حينَما تَفرغ حمولاتِها
على المُدن ...

- كَشَرَ موظف الأمن أنيابهُ ...
- ضَعي مساحيقُك ، وعطوركِ ، وأطواق شعرُكِ هنا
سوف لا تسافرُ معَك لاسباب ٍ أمنية ؟ .

- تَخيلتُ ...
الصحراء ، والبترول العَربي ، ومدناً من الأنقاض يغطيها ُ الذباب

بشر ٌ كالسلاحف ، سلاسل ، ومَطارق جائعة لتَهشيم
الجماجم ُ واللحى والأضرحة .

- أيتها المُدن الزجاجية المُعلقة في الفضاء ...
- أيتُها الرؤوس المَعدنيه ...

- أتريدون الحرب أم السلام ؟؟
وبأسم مَنْ ..! ؟
البشر أم المَصالح ..؟ .
- كيفَ للصحراء أن تَتَزينَ بِمساحيقي
وأن يَتعطَر
جلاوزة الشرق والغرب
والأنسان بَينهما هشيم .. ؟

- حَسنا ً سأتركه ُ لِتُزيين دماملَ وجهكَ ..
وسأطير ُ دون أجنحه .

في الطائرة

هيكل ٌ عَظمي ، فتاة شقراء تأخذُ مَكانها بِجانبي
عنصرية الشكل والصوره ،
تَهز رأسها دونما سبب ، أستخفافاً ..!
تحتضنُ شبحاً مطاطياً ،
يَلثمان شِفاه بَعضَهما الدَبقة ...

- ( وليم شكسبير )
- قُل لي بِرب هاملت

- هَل هذهِ المرأة من ذريَتُك ...

ولِماذا تَرى العالم في عُلبة كبريت ...؟
وقل لِتاجر البندقية أن يَتريثَ قليلاً
ويُتاجر بالأزهار

تتأفف المرأة الشَقراء ، الصَفراء ، الحَمراء
كُلما مَزقت ( نازيله ) أبنتي ،
جِدار الصمتْ بِبكائها .

- أذهبا الى الجَحيم اِذن
أنا عائمٌة في فضاء الكون
وبَراءة الأطفال ،
وأعانق ُ أحفاد الريح حَولي
سأدعو القَمَر هذهِ الليلة الى فراشي
ولِتتفجر الجراثيم الألكترونية في رأسيكُما ..!


( نقطة التفتيش والإستجواب )


الصحراء قاحلة ، ألاشواك تنَغرس في السماء والأقدام
ضابط مُتكَرَش ( بتسعمئة وتسعة وتسعين نَجمة )
يحمله ُ على أكتافه وَيعلق صورة الغراب على صدرَهُ المنفوخ
يكاد ُ أن يَترَهَل
كان َ( عَلافا ً ) فيما مَضى .
الإجتياح ، والغبار الامريكي ،
والعمائم العائمة في الدِماء
وديمقراطية (الدولار) منحتهُ هذِه النجمات الذهبية اللامِعة
سيدُ الحدود والآبار والبَشر .

يَتفحصُ جواز سفري ،
يَمسكه ُ مقلوباً
يَشمئز ُ من صور الغِلاف .
- أحذر أيها السيد لا تَقلب الجواز سَتَجهض( الكنغارو ) .
- ما هذا الجواز ؟
- قلت (استرالي )
مُزين ٌ بالحيوان ( الكنغارو) رمز أستراليا
ومزين ٌ بالأشجار
فالاستراليون يَحبونَ الأشجار، والحيوانات ، والبَشر
والسماء ، والبطاطا المَقلية ...

ونَحنُ نحبُ الهريسة ، والفاصوليا ، ومُسدسات كواتم الصوت
ونكره السَيد الحمار
ونحبُ أن نُشيّد المقاصل ونُعمر السجون بالبَشر .

- ما هذه الخرزة ُ على شَفتيك ِ ؟
- قلت خرزة أحبها لأتزين بِها .
- أين َولي أمرك ِ ؟
- أنا ولية أمري..
هَزَ رأسه ُ مُستهزاً ،
قَلَبَ الجواز
وسَقطَ الجَنين ... !

CONVERSATION

0 comments: