لُـولِـيـتَا/ مـحـمد الـعـنّـاز


الـمَنارَةُ الـمُهْتَرِئَةُ

بِمِلْحِ اللِّيكْسوسَ

تُوقِظُ شَهْوَةَ العَوْدَةِ..

السُّفُنُ الـمَسْكونَةِ

بِفُوبْيَا الـمِينَاءِ

تَسْتَنْفِرُ حَوَاسَّهَا..

لُولِيتَا اليَانِعَةُ

تُعُانِقُ الأَرْصِفَةَ الـمُلَوَّثَةِ

تُهْدِي حُمُولَتَهَا لِلسَّمَاسِرَةِ

فِيمَا الرَّايِسْ "سَانْتيَاغُو"،

يَصْرُخُ خَوْفاً

مِنْ ذَوَبَانِ الثَّلْجِ

شَهْرُ أُغُسْطُسَ

يَجْعَلُ مِنْ مَصَبِّ اللُّوكُّوسْ

وَالبَحْرِ تَوْأَمَينِ

يُعِيدَانِ الأَمَلَ

لِلْبَحَّارَةِ القُدَامَى..

الأَرْصِفَةُ الـحَامِلَةُ

لأَسْمَاءِ الأَسْمَاكِ

للعَرَبَاتِ،

للْوُجُوهِ،

للْحَارِس اللَّيْلِيِّ،

للْمُتَقَاعِدِ العَسْكَرِيِّ،

للنَّشالِينَ ..

لاَ شَيْءَ يُشْعِرُهَا بِالتَّعَبِ،

لُولِيتَا تَنْتَظِرُ كُلَّ مَسَاءٍ

ابْتِسَامَةَ البَحْرِ..

وَحِكْمَةَ الرَّايِسْ "سَانْتيَاغُو"

وَهُوَ يَخُوضُ

حُرُوبَهُ الـمَعْهُودَةِ:

ضِدَّ الضَّبَابِ وَالرِّيحِ

وَالأَمْوَاجِ،

الكُونْيَاكُ..

هُوَ الأَقْرَبُ إِلَى ذَوْقِهِ

يُحِبُّ الانْتِشَاءَ

مِنْ أَجْلِ عُيُونِ لُولِيتَا

فِيمَا خُوليو إِغليسياس

يَدْفَعُ صَوْتُهُ السَّفِينَةَ

بَعِيداً..بَعِيداً..

لَمْ تَعُدْ لُولِيتَا

مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ يَوْمَيْنِ..

زَوْجَاتُ البَحَّارَةِ

الشُّرْطِيُ السَّمِينُ

مُدْمِنُو 96º

الـمُعْتَادُونَ عَلَى

هِبَاتِ "سَانْتيَاغُو"

يَتَحَلَّوْنَ بِالصَّبْرِ

أَمَلاً فِي رُؤْيَةِ

خُطُوطِ النَّوَارِسِ

الوَفِيَّةِ لِعِطْرِ

لُولِيتَا اليَانِعَة..

* شَاعِر مغربي

CONVERSATION

0 comments: