سماء الحلم العربي....(9)/ خليل الوافي

في دور العاقل والمجنون

 
ركبت صحوي في يوم عمري
وامتحنت قدري
على اكتاف الوجوه
المتعبة من عطشي
علقت شمسي
على قمر عشقي
وضوئي ينفلت مني
من عيني
تخرج كائنات
تحلق في سماء وجدي
ياخذني اليك البحر
في انشراح الكلمات
والانفعال المتراكم
فوق الجتث
في سماء تمطر
نشيد العالقين
على اعشاب سفن غارقة
يتكسر الموج
في تلويحة اخيرة
والافق الازرق
يوشي بان السماء
تغير الونها كل ليلة
تعود الذكرى الى اصحابها
كالروح
حين تخرج من عفونتها
وتهرب بعيدا
تهاجر مع الطيور
الى ارض لا نعرفها
تتنفس هواء الياسمين
في دربي
اتعقب خطوي
في سراب الاثار
الضائعة في صحراء
ترسم حدود النسيان
على شفتيك
ياتي الوحي مرادفا
لصلاة صوفية
امام باب لا تفتحه الايادي
وتدخله اشباح الضباب
الكثيف
تحجب الرؤية
عن زائر يبدع فنون
الهلوسة
وقراءة رطوبة الصمت
في الجدران القديمة
والاشكال الغريبة
تتحرك من تلقاء نفسها
وتوقف اشياءها
حين يبدا الغريب
يقرا تعويذة الصباح
في حضرة الظلال الخافتة
والاصوات الجارحة
لمعنى الانتظار
و ذاكرة تحكي
ربيعا عربيا
يخضب اياديه
بدماء الشهداء
تعلو رايات ليبيا
فوق مذائن دمشق
والليل يوشك
ان ينتهي
وتخرج السماء
في صنعاء وصفاقس وسرت
تبشر اهلها بمطر
الايام القادمة
سرت الى حذفي
ضاحك الحلقات
وخضرة الخضر تخلق المعجزات
وينطلق السمك الميت
في البحر
وتعود البسمة الى
الديار القاحلة
تنطق الاشياء عن بكرة ابيها
وابحث عن ظلي
خلف ظلي
لا ارى نفسي
في تواجد الكائنات
ولا فرصة تحميك
لتقول السلام
للذين تعرفهم
واخرون يحملون
لغة لا تعنيهم في شيء
لغة تختبىءعبر تجاعيد
موسومة بالذكرى
حين ترسم العجوز
تاريخ امة على رمال
لا تعرف الحدود
وعيون تختزل المسافات
عشقي يمتد اليك من السماء
وانت يا صاحبي
تراقب المشهد
واخر القرارات
حائرة هي ايامنا
تتعطش للندى
وصوت البندقية
واليد المغلولة
على اعتاب الشام
تحمي سلالة حزب
وتضع السلاسل
على الاعناق
خوفا من انفلات القيد
على عبد اسمه الشعب
تهزني شهامة عربي مجهول
يعيش في منفى الاحتضار
وتعاقبني
ايامي التي مضت
دون ان احمل السلاح
في وجه من سرق الوطن
من يد الشهداء
حلمي ان اكبر مثل ابي
واركن الى زاوية المقهى
ارشف ما تبقى من عروبة
ونخوة واسكب الكبرياء
في اناء تشربه بطون
سكرى لا تعلم ما جرى
او تعلم ما يجري
وتحاول نسيان الهزيمة
خذ جسدي ليحميك
من نفسك
وقلبي من الهذيان
والانتماء الجائر
في لقاء الاعداء
لا تخف يا قلبي
من دقاتك
لان الموت حليفي
الدائم في كل لقاء
خذ دمي واعضائي كلها
واترك لي وطن انتمي اليه
كي تستريح العرب
من بكاء النسوة
وتستيقظ الزغاريد
على ايقاع النعوش
العائدة الى الديار
بكائي
على الذين يحملون كل صباح
حلم القاصرين
عن فهم ما يجري
في كواليس
مسرح منطفىء الاضواء
تسقط رغبتي
في ابريق القهوة
شربت حتى ثملت
ولم اعرف قصدي
نضجت الى جانبي
حبات عشق طفولي
يحمل السلاح
على ملتقى شارعين
كلها تؤدي الى الوطن
والبحر يمهل شطئانه
كي تعود المفاوضات
الى صدى اصداف مهملة
واللعبة الصغيرة
في غرفة طفلة مشاغبة
لا تعترف بالاعتراف
ولها حق الصراخ
في وجه من تراه
لا يحمل السلاح
وتعود الى البكاء
حتى تحصل
على رغيف خبز لهذه الافواه
التي تصرخ
في زحمة التدافع الغليظ
امام شباك الحياة

يتبع...............
khalil-louafi@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: