قارورة دمع/ علوان حسين


تستفيق ُ الأحلام ُ كالمياه ُالنائمة
كالأسرار في بئر القلب .
مطر ٌ يلوذ ُ بالشجرة
يتساقط ُ كذكريات ٍ تسيل ُ
من قارورة عطر .
يستفيق ُ الجرح ُ كبحيرة
ترقد ُ تحت غابة
كدمع ٍ تذرفه موسيقى
يصدح ُ بها الله ُ
في آخر الليل .
أزرع خيالي في شرفة القصيدة
وأتركه تحت رحمة المياه
تغسله من شفافية البراءة
ومن الجنون والظلال
والكتب التي تعشش ُ
في ظلام الرأس .
ليل ٌ يسرق ُ النوم َ من الأحلام
وكلمات ٍ تتساقط ُ في خفة ٍ
الحرائق ُ تستغيث ُ في دمي
لاشيء يهطل ُ من غابات السماء
لا غيمة على حافة الأفق
العالم ُ أثغاث ُ أفكار ٍ .
تحت ظلال الشمس
نجلس لنشوي الأحلام َ
لنجفف أجنحة الفراشات
ونخون ُ الدمع َ أمام رعشة البياض
حيث الورقة تطوي البهاء
الشاعر تحت السنابك
تطارده ُ الخيول ُ وأعماره ُ المبعثرة
في كل الأزمنة
تزوره ُ الحقول ُ والعواصف ُ
مختليا ً بعري نظرته
على السنابل المتموجة
في ظهيرة صيف .
يقف السياف ُ بإجلال
أمام وردة ٍ يانعة
يدا الزهور تقطف ُ ضحكة َ الصباح
تقدمها باقة ً على مائدة الوقت
وكالشتاء يقطف ُ صباحات َ الزهور
كي يجلو عتمة َ الحدائق .
لا الصيف ينسى طفولته ُ
ولا الطفل ُ يسهو
النار ُ تـُقلق ُ هدوء َ الهواء
بهجة العاصفة يكنزها صفاء الزمرد
علاقة ٌ سرية ٌ مابين الأرواح الكريمة
والأحجار بألوانها الغنائية
الشعِر ُ يرفرف ُ كثوب الحرير
في الهواء الذي يرفل ُ بعطور النساء
ورائحة نباتات الغابة .
الضباب ُ يسكن ُ النافذة
والأحلام ُ تترقرق ُ كالدمع في الجفون
الألم ُ يفوح ُ من الذاكرة
يا لهول الجَمَال يصحو بين الخرائب
في أفول ِ آخر نجمة ٍ
من سماء ٍ ..
ثمة اليدان أداعب ُ بهما
الكلمات َ بشبق الروح .
القمر ُ يمارس ُ غوايته
كنهد ٍ يهرب ُ من اليد ِ
امرأة ٌ تشرق ُ من غيمة ٍ
تهمس ُ طوال َ الليل
برقة الندى وعري البراعم
أوقظ ُ فتنة السراب
أرعى طفولة الورد
بشراسة قتيل ٍ يحرس ُ
قاتله ُ من الحنين
لا أملك ُ سوى الغدير
في عراء الصحراء
وسوى جسدي يُطلق ُ فحيح الغابات
وصراخ النمور الجائعة .
يستفيق ُ مطر ُ شرودي
كي يوقظ َ العصافير َ من الذهول
كي لا أسقط َ في الأحلام المدلهمة
تسرقني الموسيقى من الغرق
ولا تتبدد الغيوم
تصاب ُ الدموع ُ بالضجر
والإنتحار بهواجس الإنتظار
القصيدة ٌ تسخر ُ من الشاعر
النبع ُ المهجور لا ينضح ُ ماء .
شاعر من العراق يداري الهواجس بالوساوس
alwanhussein@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: