خواطر عن المحرقة اليهودية و الماصونية و الكنيسة الكاثوليكية/ فراس الور

هذه المقالة هي خواطر خاصة لي و تتضمن وجهة نظر شخصية حول بعض من الأحداث التاريخية، و هي لَمحَة خاطِفة و بسيطة عن خَلفيات الكيان الاسرائيلي الحالي المُفعَم بِالعُنف و سَفك الدِماء، و ليس المَقصُود بها مقالة أدبية او دينية بقدر ما هي مَقالة ثقافية تعكس وجهة نظر خاصة حول هذا الموضوع، لاننا لا نستطيع ان نَفْهَم الصهيونية و تصرفها السياسي في لبنان و الاردن و مصر الا من خِلال الكتاب المقدس بِعَهْديه القديم و الجَديد، فقليل من البَشَر يعلموا ان الصهيونية العالمية انحدرت من خلفية تاريخية مُشبعة بِالمعارك و العُنف، و هي بِالحقيقة أخذت شَكلها الحالي من شَرارة انطلقت في العصور الوسطى بِعَوْن غير مقصود مِن الكنيسة اللاتينية (الكاثوليكية)؟ و ان بداياتها تعود الى ما يسمى “الماسونية” و لفظاً تعرف بـ “الماصونية،” فما هي نَشأتها؟ و كيف تَقولَبت على ما هي عليه حاليا؟ لاننا من حاضر الدولة الصهيونية و أعوانها من الماسونيين نستطيع ان نفهم لماذا الدول المتاخمة لإسرائيل يتم اضعافها سياسيا و اقتصاديا بهذا الشكل، 
لنرجع لأيام العهد القديم الى سَنة 1526 قبل الميلاد و بالتحديد الى الحقبة التي كان يَقطُن بها الشعب اليهودي في مِصر، فبَعد وفاة سيدنا يوسف ابن يعقوب (و اسمه اسرائيل بالإنجيل) و وفاة فرعون الذي أوى الشعب اليهودي في بِلاده الهارب من الجفاف الذي كان يسيطر على منطقة الهلال الخصيب تربع على عَرش مصر طاغية صاحب قلب قاسي و أساء مُعاملة شَعب يوسف، فكُل البُحوث العِلمية التي أُجريت عن الحَضارة الفرعونية أثبتت ان بعض الأبنية الشاهِقة و الصُروح التي تَحَدت الزمن في مصر قامت بِنَحتِها و بِنائها قوة عُمًالية كبيرة و جبارة تُعد بِأُلوف من الرجال، فكانوا الفراعنة يَستَعبِدوا أسرى الحَرب بالأعمال الشاقة و المُهلكة بلا رحمة، و هذا مُؤكد بآيات من القرآن الكريم و أيضا من الانجيل المقدس، أستشهد بآيات من الكتاب المقدس تُشير مباشرة الى حادثة قرار الطاغية الفرعوني استعباد الشعب اليهودي (سفر الخروج – الاصحاح الاول من آية 8 – الى 14)، فالذي يُطالع هذه الايات يَفهَم طبيعة العِقاب القاسي الذي تَم انزاله بِحَق اليهود لأعمال بناء الصُروح و المنحوتات في تِلك الايام، ثم يَتلي علينا الانجيل بعدها بحقبة زمنية بسيطة أحداث شكلت تاريخ الديانة اليهودية بأكملها و هذه الاحداث هي عن ظُروف مَكْبر النبي موسى عليه السلام بِكنف فرعون، و عن كيف هَرَبَ من البلاد الفرعونية بعد ان غَضِب فرعون مِنهُ لانه قتل مصري كانا يضرب يهودي، فالاحداث التي تَلَت حادثة هُروب موسى معروفة عِند الكُل الى حين تَحرير الشًعب اليهودي من جَبَروت فرعون و الضًربات المروعة التي انزلها الله عقابا على الفراعنة و التي أدت الى تحرير الشعب اليهودي، 
مما لا شكً فيه انه تأصلت مِهَنْ النحت و البُنيان عِنْد الكثير من فِئات العُمالية بالشعب اليهودي و هذا مَشُهود له بِحادثتان اضافيتان مَذكورتان في العَهْد القديم، فَعِندما كانوا اليهود في طريقهم الى سيناء بِاتجاه الهِلال الخَصيب توقفوا عند جَبل حوريب في سيناء، فعندها و حسب رواية الكتاب المقدس صَعِد موسى الى الجَبل ليستلم وصايا الله العَشر، فأطال الغياب قليلا في الجَبَل، فظن اليهود ان موسى و الله ابتعدا عنهم، فَتَذكًروا الطقوس الوثنية بِسُرعة لأنهم عاشوا مُدة اربعمائة عام عِنْد المصريين القدماء و كانوا قد تَطَبًعوا من عِباداتهم الوثنية و حسب (سفر الخروج اصحاح 32 ايات 1 – 6)، فأجبروا هارون اليهود على صُنع منحوتاً لِرب وَثني و قاموا بِعِبادته، و بِحادثة مُنْفَصِلة ثانية نرى الله يَطلُب مِن موسى ان يَصْنَع الشعب اليهودي تابوت عهد ليضع لوحي الوَصايا العَشْر به و يُزَيٍنه بتمثالين لمَلاكين و ايضا يُعْطِيه أوامر لبناء خيمة الاجتماع بمواصفات دقيقة لتقديم طقوس العبادة، فأنزل الله العِلْم الكافي على نخبة اضافية اختارها هو من اليهود ليُتمموا هذا العمل الكبير و كما هو مذكور بالكتاب المقدس (سفر الخروج الاصحاح 35 أيات 30 – 35 و ايضا اصحاح 36 آيات 1 – 7، )
و اذا تَتَبًعنى أوامر الله لليهود في اسفار (خروج – لاويين – عدد – تثنية) للاحظنا عدد المُحْرَقات الهائل الذي طَلَبَ الله من اليَهود تقديمها في مَعبَده ليتَطهروا من خطاياهم بها و لِحٌكم حياتهم الدينية، فالله رب محبة و لكن ايضا رب نظام و طَهارة و كان يريد من شَعْبِهْ ان يَفْهَموا هذا و ان كان بِطَريقة قاسية، و لكن هذه الشَرائع كانت ناجِحة و نَظًمت عِلاقَتِهم بهِ و نَظًمَتْ أُمور العِبادة و الصًلاة فحتى أدق الامور الاجتماعية لِليهود تأثًرت بِها، فَمَرًت بِهم مِئات السنين و هم مُنساقون بِالعبادة و تطبيق التشريعات التي استلموها، فَنَجحوا بِبِناء مَمًلَكتهم اليهودية الخاصة، و رأت هذه المَمًلكة الفرح و الحزن حسب التاريخ و مراجع المؤرخين مثلها مثل سائر المَمًلكات و الامبراطوريات المحيطة بها و السائدة بِالعُصور التي عاشتها، فعِندَ شُموخها كانت تَحْكُم اراضي كبيرة تَمْتَد مِن أطراف أرض سيناء الى الاراضي الفينيقية شَمالا، و عِنْدَ ضَعْفِها كانت تَتًقهْقَر تَحْتَ عُبودية الامبراطوريات المُحيطة بِها مِثل البابلية و الرومانية و تحت نير صِراع القوة السياسية و العَسكرية السائدة في عَصرِها، 
و بقي هذا الحال سائدا الى أيام المَسيح له المجد، فَحينَ تَجَسًده و كرازته بملكوت الله كانت الدولة اليَهودية تَشْهَد اضطهاد عَنيف و سيادة من قبل الدولة الرومانية، و تَبيًن مِن خلال النِقاشات التي كانت تَحْدُث بين السيد المسيح و الكَتَبة و الفريسين الذين كانوا يُسَيطرون على الحياة الروحية في المُجتمع اليهودي أمران، الاول انه نَتيجَة للسنين الطويلة من المُمارسات التشريعية الحازمة فقدت القوانين التَشريعية الالهية رونَقَها الروحي و اصبحت تُطَبَقْ بِصورة جافة و من باب الطُقوس التي يجب القيام بها، حتى الكتبة و الفريسيون لم يكونوا عامل مُساهم في احياء أيًة روحانية كانت تَجِب ان تُحيط بِالتشريعات الالهية حين ممارستها فكانت العبادات اليهودية تَقْتَصِر على تقديم المُحرقات و قرأت الاسفار الالهية في المَعابد اليهودية، كما انه من المُلاحظ ان تَفْسيرات النبؤات حول قدوم السيد المَسيح كان يَتِم قولبتها بِقالب سياسي، فالحياة السياسية و تاريخ المَمًلكة اليهودية العسكري الحافل و تأييد الله لليهود في شتى المَعارك التي كَسِبوها عَبْرَ التاريخ و هم يَرسون قواعد مَمًلكتهم ليفرضوا سُلطان بلادهم اضفت عندهم تفسيرا و توقعات خاطئة بِالنسبة الى المَقْصَد الالهي من التَجَسٌد و قدوم السيد المسيح، فللاسف الله بات بِالنسبة اليهم عِبارة عن مُحارب قوي البئس أنزل عَليهم سِلْسِة من التَشريعات القاسية و كان يُساعدهم في الغَلبة على اعداءهم في تاريخ قَبل المَسيح، فَبِذلك يَجِب ان يكون المَسيح مُحارب قوي الجَبَروت ليُعيد سُلطان سيادة الدوله اليهودية على العالم كُلِه، و لكن اذا نَظَرنا الى طبيعة النبؤات عن السيد المَسيح في الكِتَاب المُقدس لا نَجِد وعوداً عَسكرية او سياسية مُحيطة بها، فمثلا الاية التي ذُكِرَت في (انجيل متًى الاصحاح 1 آية 23) و التي هي بِالحَقيقة نُبؤة من نبؤات النبي أشعياء في العهد القديم – (سفر اشعياء الاصحاح 7 – آية 14 – ) نَصُها “ها ان العَذراء تَحْبَل و تَلِد ابنا و يُدعى عِمانؤيل اي الله مَعَنا،” لا نرى بها أية وُعود عَسْكرية او وُعود بِتَركيع الشُعوب المُحيطة بِاليهود لِلسيادة اليهودية، و استشهد بنبؤة ثانية مُهِمَة جاءت في سِفر ميخا و ذَكَرَها الانجيلي متًى (اصحاح 2 آية 5 – 6) و مفادها “و انت يا بيت لحم بِأرض يهوذا، لَسْتِ صَغيرة الشأن ابدا بين حُكام يَهوذا، لانًهُ مِنْكِ يَطْلَع الحاكم الذي يرعى شَعْبي اسرائيل،” و كلمة “يرعى” هنا لها مَعاني انسانية كَبيرة و اذا أمعنا النًظَر بِهذه النبؤة لوجدنا ان نوع “الرعي” غير مُحَدد و مَضْمونه مَفْهوم بِأنه يَحتوي كُل الخير للانسانية بما ان المُتَجَسٍد هو رَبْ الخليقة الذي وَهَبَها خَيرات راقية رائعة المَضْمون، و لَكِن للكارثة بقية، رُغْم هذه الأمور لم يُريدوا الكَتَبة و الفريسين و الأغلبية في مجمع السَنْهَدريم الذي كان يَتَكون مِن لَفيف الكهنة اليهود فَهْم هَذه الأمور و رَكزوا على تَوَقُعاتهم بِمَلِك و مَلكوت أرضي، وأصْبَحَ هذا المُعْتَقَد الأساسي الذين ضَبَطوا عَليه المِقياس لِتَحديد هَوية المَسيح، 
فآتاهم مَسيحاً جبًاراً مُقْتَدِرا و لكِن بِحُبٍهِ و رأفَتِه على البَشَر، و الأنجيل لِقارئه يَفيضْ بِالنِقاشات بين الكَتَبة و الفَريسينمن مِنْ جهة و المَسيح من حهة ثانية الذي كان يَنْتَقِدُهم حول تفاسير و تَطْبيق الجاف لِلشريعة اليَهودية و حول النُبؤات التي تُحيط بِشَخْصه، و مِثال على مُوقف المَسيح الصَلْب مِن الكَتَبة و الفَريسين يُمكن مَعرِفَتُه مِن هذه الايات – (انجيل متى – اصحاح 5 آيات 17 الى 20 -) و ايضا (انجيل متى – اصحاح 23 أيات 13 – 36) و هنا تَجلى القَدَر و هو يَسْخَر بِقُصُر نَظَر اليَهود في تَفْسيرات هَذِه النبؤات المُحيطة بِالمسيح، فَتَحَقًقَت جَميعها بِحياة السيد المَسيح حتى حادثة صَلْبِه و مَع هذا بقية عُيونهم مُغلقة، حتى عِندما غَفَر لَهُم و هو بِقِمًة مَراره على الصَليب و بِقَلْبه الواسع مَطالِبهم من الرومان بِصَلبه، 
رفضوا اليهود شَخْصَ المَسيح المُحب لِلْبَشَر و قرروا ان الله لم يُرسِل الَمسيح بَعْد، و لكن لم يَفْهموا ان هذا سَينْزِل عقوبة حقيقية بِهِم من الله كما هو مَذْكور في الكتاب المقدس، فَحَذًر المَسيح مِن كارِثة سَتَهْدِم قُدسية و هيكل سُليمان (انجيل متًى اصحاح 23 أيات 37 – 39) و أيضا (نفس الانجيل أصحاح 24 أيات 1 – 2)، بعد ما ارتفع يَسوع الى السًماء نحو عَرْشه الالهي، و في سنة 70 بعد الميلاد حَدَثَة الفَاجِعَة الكُبرى لِليهود، فأتى الجَيش الروماني و بَطَشَ بِالمُدُن اليهودية و صَلَبَ من صَلَبَ مِنُهم، حتى ذَكَرَت المؤرخات التاريخية و المؤرخات الكنسية انه نَفَذَت الاشجار من الكثير من المناطق الفِلَسطينية من جراء الصُلبان التي صُنِعت و صُلِبَ اليهود عَليها، و دُمًر الهيكل دمارا كبيرا، و منذ تلك الحادثة تَفَرًق شَمُل اليهود و عاشوا بالشتات حول العالم لِمئات مِن السنين،
لم يَسْمًع العالم أخبار عن اليهود بتاتا لأنهم انخرطوا بِالمُجْتَمَعات المختلفة من حول العالم، فَجُزء مِنْهُم استوطن اوروبا و جُزء مِنهم القارة الافريقية و الاسيوية، فَمِن الواضح ايضا ان بَعْض الفئات مِنهم اسْتَحْسَنة التجارة و بَرَعوا بِالسَفَر و التِرحال سعيا وراء المَرابح التُجارية، و لكِن بَعْض مِنهم اشتغل بِالحِرف التي انتقلت اليه من الآباء و الآجداد، و هذا واضح تمام الوضوح لأن تَسْمية “الماسونية” الحديثة مأخوذة من كَلِمَة “مايسون” بالانجليزية “Mason” و التي تَعْني النًحات و البنى الشاطر، و مِن الواضح ان قوم مِن الناس ظَهروا فجأة في حياة الكنيسة في العُصور الوسطى في أوروبا في وَقْت كانت الكَنيسة اللاتينية بِصَدَدْ تَنْفيذ مَشاريع ضَخْمة تَتَمَحور حول بِناء كاتدرآيات لِلصلاة، و كانت هذه الكاتدرأيات تَمْتاز بِالطابع “الجوثك” “Gothic” الفَخْم و الضَخْم و المليئ بِالمَنْحوتات و التَماثيل الدينية، و هؤلاء القوم الذين ظَهروا فجأة كانوا من أبرع العُمال في البناء و النًحت فاستأجرتهم الكَنيسة للأغراض الانشائية و نحت التماثيل و الزخارف التي كانت تُحيط بِالبنيان، و بَعْض هذه الكَنائس استَغَرق عدة مئات من السِنين لِلتَنْفيذ في مُدن مُخْتَلِفة مِن اوروبا و خُصوصا ايطاليا، فلذلك نظرا لِجَسامة البُنيان و حَجْم العَمَل كانوا المايسون يَتَقاضون من الكنسية أجورا ليست بقليلة ظنا من الكنيسة انها تَصْنَع مَعَهُم مَعروف و تَتَحَسًن على الفقير، فبالتالي اطلق على هؤلاء القوم اسم “مايسن” “Masons” نظرا لبراعتهم بِعَمَلِهم في حينها، و تاريخيا يَدًعونَ بأنهم هم من بنوا برج بابل و سفينة نوح و معبد (هيكل) سليمان التاريخي و الأهرامات بمصر، و بعد هذه العُصور الوسطى ظهروا الفِئات اليهودية في اروبا اكثر و عُرِف عَنهُم أنهم أبْرَع شَخصيات بالتجارة، كما عُرف عنهم التَعَصُب الديني و اللحمة الاجتماعية فيما بينهم، و انعكس هذا بالأدب في اوروبا فَنَرى شيكسبير في روايته تاجر البندقية يَشَمَل في شَخْصيات قِصًته تاجر يهوديا لِما انشهر بعض منهم بالتجارة واقعيا، 
و لكن سياسيا و اقتصاديا لا نرى لَهُم أية تَحَرُكات او اهتمامات الا في بِدايات القَرْن العشرين و ايضا بعدها في زمن هِتْلَر في الحَربْ العالمية الثانية، فبعد توقف الكنيسة عن بنيان المعابد المسيحية الضخمة نتيجة الحركة البروتستنتية أصبحت نقابات الماصونية تقبل افراد غير ماصونيين بالمعني المهني لتقوية مكانتها كنقابات و شأنها ايضا، و مع مرور الوقت اصبح اعداد الغير ماصونيين أكبر من الماصونيين لتتحول مع مرور الوقت هذه النقابات لأماكن نقاش اخلاقيات و مبادئ و افكار ايديولوجية مع محافظتها على شعرات المؤسسة التقليدية، و انتشرت هذه المؤسسة بمبادئها و رؤيتها الجديدة حول العالم فاصبح لها رؤيتها حول سر التجسد الإلهي بالمسيحية و رؤيتها الخاصة حول الله و نشأت الكون، و أمسك العديد من اتباعها مناصب بالدول الأوروبية و الأمريكية لدرجة أنهم كانوا ناجحين بتلك البلدان في بداية قرن العشرين بفصل الدين عن الدولة، و حاربوا السلطة البابوية و الكنيسة الكاثوليكية مناقشين ان سلطت البابا غير مقبولة اطلاقا ويجب تحجيمها بالعالم، 
و صَدِق او لا تُصَدِق...فإذا أمنا جدلاً ان المحرقة حدثت بالفعل سنكتشف و أنه حسب التاريخ ان هنالك اعداد كبيرة منهم لاقت حتفها بهذه المحرقة الشهيرة مع اليهود، المُحرقة اليهودية بواقع الحال لا يمكن التحديد اذا حَدَثت فعليا أم لا من المراجع التاريخية بمفردها...بل يجب أخذ عدة عومل غير تاريخية لبلوغ القرار بأمرها، ولكن للآمانة التاريخية أذكر ان َقَليل من القوم في عالمنا العربي يعرف ان اثرى اثرياء ألمانيا كانوا من اليهود و ان منشأ هِتْلَر كان مُمَزًق بين فَقْر مُهْلِك و طفولة غير مستقرة و اب كان يَضْرِب والدته بِقَسوة، و كان الرأي العام بألمانيا يروي ان اليهود وراء انسحاب ألمانيا الغير مبرر من الحرب العالمية الأولى، مما عرف بعد ذلك بالطعنة بالظهر او
 Stab In The Back ، 
و اسْتَمَر هذا الوَضْع بارهاق سَلامَهُ النفسي الى أن أصًر بدخول تَنْظيمات سياسية و صُنع عِلاقات قوية كانت نواة صَلْبة بعد ذلك لِحِزب سياسي بقي في الظِل لسَنوات عديدة، فألمانيا لم يَكُن يُسْمَح بداخل حدودها الطيران العَسْكري بتاتا بهذه الحقبة، فبعد خسارتها بِالحَرب العالمية الأولى مَع حُلفائها كان مَحْظور بها الأعمال العَسْكرية، فَصَنَع هتلر ما صَنَع من بدايات حِزبه في السر بِجَبَروت غير مَسْبوق، حتى َوَصلت بِهِ العزيمة و الذكاء انه دَرًب كثير من الطيارين الذين قادوا الطيرات الحربية في الحرب العالمية الثانية على الطيران في السِر بِنوادي مَدنية؟! و حينما اسْتَلَمَ حِزبُه النازي زِمام الأمور علانية في المانيا و حَسَب المؤرخين الغرب بَطَشَ باليهود فَكان من الواضح ان الضَغينة التي تَرَكت آثارها في قَلبِه ربما تكون الدافع وراء حَرْق اليهود في المعتقلات، و كما أسلفت طالت هذه المحارق الماصونيين ايضا، و لكن رُغم هذه المؤشٍرات لا يمكن الجَزْم كليا ان المُحرقة حدثة بِالفِعل من المراجع التاريخية بمفردها كما أسلفت، فالاعلام الغربي كان ناجحا في اثناء الحَرْب الباردة و حقبات السبعينات و الثمانينات في اقناع الناس ان الشيوعية في روسيا كانت تَضْطَهد المسيحية اضْطِهادا مُطلقا، و لكن ثبت من شَهادات المُسافرين للدراسة الى بلدان شرق اوروبا التي كانت تَخْضَع لهيمنة الدولة الشيوعية بصورة صارمة انهم كانوا يَتَمَتًعون بِحُرية الذهاب للصلاة في الكنائس بالاعياد؟؟!! فَبِهذا لا يكون للاعلام الغَرْبي المِصْداقية الكافية لنُصَدقه بما يَتَعلًق بحادثة المُحرقة بالرغم من المُؤشٍرات التي تُشير الى القسوة التي كان يتمتع بها هتلر، و لكن مِن الخُطورة النفي او الجَزْم على ضوء المَعلومات السالفة، فمن الحَكَم و الفيصل بين الاعلام الصًادق و الذي يَتَفَنًنْ بالكذب؟ و لكي لا يتوه القارئ في هذا الجدل الكلاسيكي...أقول نعم أنً المحرقة اليهودية حدثت بالفعل، فما الذي سيردع هتلر الحاكم الجبار الذي استولى على كل اوروبا بواسطة جيشه الكبير من حرق اليهود و الإنتقام منهم؟ لا شيئ...فكانت كل اوروبا في تلك الحقبة بقبضته كدكتاتور اراد حكم العالم،  
ليكون باستطاعتنا فَهْم المَناخ السياسي على الساحة الامريكية اثناء الحَرب العالمية الثانية بِما يَخْتَص باليهود لن نستطيع طرح بعض التفسيرات و المعطيات الا اذا صدقنا قصًة المُحرقة، و أنا مقتنع كل الإقتناع أنها حدثت بناءا على ما أسلفت بالفقرات السالفة، فعلى ضوء هذا الأمر نسأل، ما الذي حَرًك فعليا الولايات المُتحدة بِطاقاتها الجبارة للدخول في مُعْتَرَك الحرب العالمية الثانية، هل كانت لديها الرًغبة بِذَلك بِسَبَبْ المُحرقة؟ بحسب المراجع التاريخية الامريكية نجد الآتي : كان لليهود وَزْنَهُم الاقتصادي في العَديد من الوِلايات الاميريكية و كانوا يَحْكُمون قَبْضَتَهُم على قِطاعات لا بئس بها من الصِناعات الامريكية، و لا يُنْسى ان اليهود المُقيمين في امريكا ناصَروا بالكامل الحَمْلة الانتخابية للرئيس فرانكلن ديلانو روزفلت في العِقد الأربعيني للقرن العِشرين، و رُغْم ذلك ساد التوتر في الأجواء الأمريكية في أثناء الحَرب المُشْتَعِلة في اوروبا فَبينَما اليهود الأوروبيين عُموما كانوا يرون ان فِلَسْطين مَلاذَهُم من اضطِهاد المُحرقة كان التوجه بأمريكا ان يُخَفٍفوا اليهود من ظهورهم في الاعلام في هذه الاثناء و لم تُغَطى أحداث المُحرقة في أمريكا، فَعلى ضوء هذا التَكَتُم و على ضوء مُناصرة اليهود للرئيس فرانكلن الديمُقراطي و للحِزب الديمُقراطي هل كانت هُنالك فَعْليا مَخاوف داخل الرِئاسة الأمريكية و في داخل الحزب الديمقراطي من فُقدان الدعم اليهودي للحِزب بعد الحَرب اذا اسْتَمَر هذا الاهمال اعلاميا بحق مُحرقة اليهود، و هل سَيَجْلِب هذا للمُجْتَمَع الأمريكي مَشاكل عُنْصُرية داخل الشارع اليهودي؟ الى اي مدى وَصَلَ التوتر داخل الحِزب الديمُقراطي بِهذا الموضوع و ما كانت سَتَكُون ردًة الفِعل الامريكية اذا ما عَلِمَت ان الادارة الامريكية تقَصًدت كِتمان المُحرقة عن الاعلام و طَلَبَت بوضوح من اليهود تَجَنًب الاعلام، فعلى ضوء هذه الاسئلة هل هُجوم اليابان على بيرل هاربر الدافع الذي كانت تَنْتَظِرُهُ القيادة الديمُقراطية في البيت الابيض للدُخول في هذه الحَرب ضِد الوحوش الكاسرة التي كانت تَبْطِش بِالنِصف الشرقي للكورة الأرضية و تكون بِذَلك ايضا قد تَخَلًصَتْ من التوترالذي كان يخيم على صفوفها؟ و اذا توقفنا عِند هذه النُقطة قَليلا سَنَجِد سؤال يَطْرَح ذاته بِقوة، هل قرار عَدَمْ تَغْطية حَدَثْ اسْمُه مُحرقة و الذي من المفروض انه تم في ألمانية النازية و الذي تم تَداوله بِحدود داخل اوروبا بالأساس الذريعة التي يستخدمها من يكذبون حدوثها على انها لم تَحْدُثْ بتاتا؟ هذه معادلة حساسة جدا فإذا لبرهة من الزمان كذبنا المحرقة على ضوء المناح السياسي الذي ساد بأمريكا بالحرب العالمية الثانية سيعني هذا أن السِجٍلات التاريخية التي بين يدينا اليوم مِن التاريخ اليهودي الامريكي في امريكا تم تَزْيفها فعلا لِكَسْب التعاطف العام مَع اليهود في الفترة الاحقة و هُمْ يَبْنون دَولتهم الأسرائلية؟ الشئ الذي تأكدت مِنْهُ بَعْد الاطلاع على المَراجع المُتوفرة ان هنالك أمور غير مَنْطِقية مَكتوبة تَتَنافا مع المَنْطِق و العَقل، فَكيف لِدولة بمساحة أمريكا العظيمة كِتمان فاجعة بهذه البشاعة عن شِعْبِها كانت تحدث ضمن حَرْب ضَروس اشترك بها كل الدول القوية، و كانت تغطي احداثها كل الوسائل الاعلامية المتاحة؟ فلولا بشاعة الجبروت للآلة العسكرية الالمانية و لولا السياسة العنصرية للدولة الألمانية لما تمكن العالم من اثبات ان هذه المحرقة حدثت فعلا و كانت ستبقى قيد الجدل بصورة كبيرة، 
بعد القرار الامريكي بالمُشاركة في الحَرب العالمية الثانية تَشْهَد المراجع الغربية بان اعداد كبيرة من المواطنين اليهود بامريكا انتسبوا الى الخِدمة العَسْكرية الامريكية، و لِفهم هذا الدافع يجب ان لا ننسى تاريخ اليهود قَبْل الميلاد المُشبع بالحُروب امًا لتأسيس مملكتهم او للدفاع عنها، وعلى ضوء الاحداث التي ذَكرتُها مِن رَفْضِهِم لِشخص السيد المسيح الذي آتاهم بِرِسالة مَحَبَة و فِداء، فهم بِذَلك يُحيون تُراث تَقليديا اجْتِماعيا و دينيا، فأصبح من صُلب مُعتقداتهم ان كيانهم و دولتهم تجب ان تكون بُحُروب مُسْتَمِرة كتاريخهم قَبل الميلاد، هُمْ قوم يَعْتَقِدون ان حُروبَهم واجبة لاحياء تاريخَهُم الذي أيده الله بالانتصارات في زَمَنْ العَهد القديم في الكتاب المقدس، و الذي أكد هذا الامر بَعْض من الناس المُنْتَسبين الى الماسونية و التي تُشارك الدولة العبرية احلامها الحَرْبية، فقال لي أحَدُهُم اننا قوم يَجِب ان نَخوض الحُروب من وقت لآخر لان هذا قَدَرُنا، و المُلاحظ ايضا وجودُهم السري الكامل ببعض الدول العَرَبية في غياب مُعاهدات سلام مع اسرائيل و لكن بِالمُقابل حيث تُعْلَن هذه المُعاهدات يَنْكَشِف الستار عن هذه المَجْموعات الماسونية و يُعْلَن افرادها عن انتمائهم الى هذه المَجموعة بِجَلساتهم الاجتماعية، 
ان كفت الميزان التي رَجَحَت لِصالح الحٌلفاء و الثلاثة الكِبار الذين هُمْ بريطانيا و أمريكا و الاتحاد السوفيتي لكانت علامة فارقة في تاريخ الأُمة العَربية و العالم كله، فانتِصار امريكا و بلدان الحُلفاء في اوروبا كان لهُ اثار ايجابية رجحت الكفة لصالح اليهود أخيرا، فعلاقة اليهود بالقيادات السياسية الغَربية التي كانت من الحُلفاء في الحرب العالمية الثانية أصبَحَت قوية لأنه في واقع الامر قام الحلفاء بقهر من أحرق مجتمعهم، و خصوصا بعد ما سلط الاعلام الغربي الضوء على المُحرقة بصورة ناجحة لكسب استعطاف مجلس البرلمان الامريكي “Senate” و الحكومات الحليفة لأمريكا،
المُجتمع العَربي في هذه الاثناء كان يُسمى بالرجل المريض نظرا للاضطهاد الذي كان قد تَعَرًض له اثناء الحُكم العُثماني و الذي طال الى 400 سنة، و الذي ايضا انتهى بخسارة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى، و ظروف الانتدابات المتتالية من قبل الدول الاوروبية كانت ترهقه و تجعله اسير لأحكامها المُسيطِرَة و خُصوصا في فترات ما قبل الحَرب العالمية الثانية، كما ان احداث الحُروب العالمية التي حَدَثَ بَعْضُها على الاراضي العَربية ساهَمَت في اضعاف كيانُه كثيرا، فلِذلك بعد ما ضَعُفَت الهيمنة الغربية على الوطن العربي نَتيجَة لأنشغالها في الحُروب العالمية كان الكيان العربي المُوحد الذي ساد اثناء الحُكم العُثماني قد تَفَتًتَ الى واحد وعِشرين دويلة صَغيرة في مُنْتَصَف القَرن العِشرين، فكان من السهل غَرز أول نواه للدوله الاسرائيلية داخل الاراضي الفِلسطينية بِمُباركة الولايات المُتحدة و بَعْض الدول الاوروبية، 
لا شك ان تاريخ اليهود الذي تأرجَحَ ما بين حُروب طاحنة لتأسيس مَمْلَكة فَرَضَت سيادتها لزمن مُعًين فقط في حقبات ما قبل الميلاد و الذل الذي ذاقَهُ شعبها على يد البابليين و من ثم الرومان و لا ننسى ذكر المذبحة الرومانية التي فرقت عشائرهم لمئات من السنيين بعد زمن المسيح و مرارة الشتات الذي اختبروه، و ايضا على ضوء المُحرقة التي يؤكد الاعلام الغربي حدوثها في الحرب العالمية الثانية، كل هذه الامور شَكًلَت شَخْصية الساسة الصُهيونيين الى المُحارب الشيطاني و ايضا المُستَهْجِن العطشان لتثبيت كيانه حتى ولو بِسَفْك الدِماء لانه حصل على دولَتِه بعد طوال انتظار، فَبِنُقودِهِم التي جَنوها اشتروا ما اشتروه من أسلحة و جُيوش ليعدوا دولتهم و نَجَحوا بِقوة السٍلاح و الترهيب مِن تأسيسها و على حِساب الاخوة الفلسطينيين، و تَمَلًكوا شَرِكات اعلامية كُبرى بالغرب بِنُقودهم ليسَخروها لِخِدمة اغراضهم السياسية، و بعد مرور خَمْسين عاما من النَشَاطات العَسكرية و الشيطانية في ربوع مَنْطِقَتِنا و التي طاولة للاسف الاردن و مصر و لبنان و حَصَدَة ارواح شُهداء مَدَنيين وعَسْكَر نَجَحَتْ بِتَثْبيت كيانها كدولة الى حد مُعيين، و لكن…هل للبنان النصيب الاكبر بِتَصْفيت بَعض حسابات الدول العربية مع الدولة الصهيونية على ارضها؟ هل في فترة من الفترات اضعاف لُبنان مَقْصود في ظل علاقاتها القوية مع سوريا وغياب معاهدت سلام مع اسرائيل؟ 
يتبع بتمعن في مقالة لاحقة
المراجع التي تم استخدامها لكتابة هذه الخواطر
موسوعة ويكيبديا من الانترنت – مقالة بعنوان American Jews
موسوعة ويكيبديا من الانترنت – مقالة بعنوان History Of The Jews in the United States
http://www،catholiceducation،org/articles/religion/re0161،html
Arabic Life Application Bible (LAB), Copyrighted 1997 by International Bible Society,

CONVERSATION

0 comments: