أغتيال الرسالة/ حسين محمد العراقي


       أرى في نفسي أن أضعكم في أطار ما يقوم به  الصحافي من عمل مضني 
 قد أصبحت الأنفاس تضيق بكلمة حرة وأصبح هذا الزمان أصعب على ما يبدو من أي وقت مضى  يُقتلون في زمن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان على مرأى ومسمع العالم المتخلف والمتحضر وقبل أن تجف دماءهم العزيزة على قلوبنا وقبل أن يصبحوا أرقاماً تضحياتهم ذكرى نسطر بها بضع كلمات على أوراق لعلها تبقيهم أحياء في قلوبنا كذلك عرفت الشعوب أن الحقيقة ليست مقبولة في مكان يعج بالأقاويل والأكاذيب الملفقة لكنكم حتماً سمعتم بصحافيينا  العرب الكُثر ومنهم العراقيين  الذين تحدوا وصرخوا عالياً وأقسمواعن الكلمة أن (تحيى وتظهر؟) ومات منهم وقتلوا الكثير وقبل أن ننسى ويوم أرادو الحياة ورحلوا ورحلت معهم أحلى طموحاتنا وأحلامنا في عيش دقائق بحرية في زمن مجنون أنهم زملاؤنا وأحباؤنا وأصدقاؤنا غمطهم التأريخ للأسف الشديد ولم يلتفت أليهم أحد بالرغم من أهميتهم وكما ذكر وكتب الزميل نبيل الحيدري أعلن تقرير صادر عن "لجنة حماية الصحفيين" أن عدد الصحفيين العراقيين الذين استُهدفوا بالأغتيال وصل إلى مستوى أعلى بكثير من أولئك الذين قتلوا في ظروف تتصل بعمليات حربية.وذكر تقرير اللجنة التي مقرها في نيويورك ان ما لا يقل عن 150 صحفياً و54 موظف دعم إعلامي قتلوا في العراق، منذ بدء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين في آذار 2003 ولغاية الإعلان عن نهاية الحرب وانسحاب القوات الأمريكية في كانون الأول 2011.

ولاحظ التقرير الذي صدر بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لبدء الحرب أن عدد قتلى الصحفيين تخطى كثيرا عدد ضحاياهم في حروب سابقة، مشيرا إلى أن 68 صحفيا قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية و66 صحفيا خلال حرب فيتنام.؛؛؛
وفي سياق متصل أن الصحافي ورسالته التي أعطاها للعالم  يريد الشعوب القاطنة على الأرض أن تعيش ببلدانها  آمنة مستقرة و تعيش في سلاماً ووئام وأن الأوطان الحية المتفهمة وجدت لمسة حقيقية من الصحافي وما قدمه من خدمات جليلة تستحق كل التقدير والأحترام  لأن صنيعته  تقديم الحقيقة  الملموسة وكشف الغموض والنقاب عن كل حدث يقع  في عالمنا بالدليل الدامغ عبر المرئي أو المسموع و الصحافي يكتب الحدث وينشره عن طريق المقروء ويقف عند المنعطفات الخطيرة ويصبح ضحية من خلال ما يقوم به من عمل مضني ومهم في تأريخنا الحديث وحتى القديم لأنه مؤمن بقضيته حصراً وأكرر ثانيتاًهي أيصال الحقيقة للمواطن؛؛؛
ومما تجدر الأشارة أليه أن حامل مبدء السلطة الرابعة هو صوت الوطن والوجه الرسمي للدولة والصحافي الحر  يتمتع بالموهبة وسرعة البديهية ويهتم أهتماماً بحبه للنضال من أجل حقوق الانسان بكلماته العذبة التي ضاقت بها عقول متحجرة وعطائاته جُسدت على أرض الواقع وشكلت نقطة تحول كبرى في التأريخ  والأزمان للشعوب والأوطان وهي نقل الحقيقة لأنهُ يحمل  ويشعر بهموم الشعب في كافة حواراته النابعة من قناعته وعقيدته ومن هنا يؤسس للتضامن مع حقوق الآخرين الذي يحمل في طياته نموذجاً مميز يحمل في طياته كشف المستور عن كل حدث مهم  تتمناه الشعوب لكي ترى ما يجري في بلداننا العربية أو حتى الغربية  وبالتالي لقد دفعوا الصحافيين ثمن مواقفهم في إدانة أعمال القتل والترويع اليومي  في بلداننا العربية وفي ذات الوقت كانوا ضحية   لمواقفهم غاليا ممن يخرقون المواثيق والأعراف والمحرمات هذا يعني ان الصحفي العراقي مستهدف من كل الاطراف المتنازعة دون استثناء وأن مهنة الصحافة باتت موضوع انتهاك دون ادنى اعتبار للدور المهني والانساني الذي تقدمه وأخيراً؛؛؛
لايفوتني أن أذكر وأستنكر رواد الصحافة العراقية الذين أغتالوا رسالتهم  وقتلوا ومن تبقى منهم على حاجب الحياة لهم العمر الجديد  والمديد والصحة الموفورة وأحيي جميع الزملاء الصحافيين والمصورين والطباعين في عراق الملكية والجمهورية وعبر كل العهود والأنظمة كما أحيي جميع نقباء الصحافيين العراقيين  الذين توالوا على نقابتنا  العتيدة وبالخصوص الأحياء منهم والأموات أعتباراً من شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وهو أول نقيب للصحافيين العراقيين  إلى آخر نقيب هو الزميل الأستاذ مؤيد اللامي  وأقول لهم أضحى مبارك؛؛؛  
ختاماً وأخيراً لابد من القول أن الصحافي حيث ما كتبنا عنه ليس إلا لمحات خاطفة وومضات قصيرة وهي أقل من أن تفي بحقه غرضاً ...... 

inof3@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: