مؤتمر المانحين في الكويت/ محمد فاروق الإمام

أليس من المستغرب بل ومن المعيب أن يلتئم مؤتمر المانحين في الكويت بحضور القتلة الذين كانوا وراء كل الذي جرى ويجري في سورية؟!
أليس من المعيب والمخجل والمقزز أن يلتئم مؤتمر المانحين في الكويت بحضور قتلة الشعب السوري ومفجري أنهار الدماء من أجساد السوريين؟!
أليس من المعيب والمخجل أن يلتئم مؤتمر المانحين في الكويت بمشاركة من يزود جزار سورية ونمرودها بالسكين ليجز رقاب السوريين وينحر أطفالهم ونساءهم ورجالهم؟!
أليس من المعيب أن يلتئم مؤتمر المانحين في الكويت بحضور طهران وموسكو وبكين لتقديم صك براءة لهم من كل ما يرتكبه سفاح دمشق من فظائع ضد الشعب السوري لنحو أربع سنوات؟!
أليس من المعيب أن تحتضن الكويت مؤتمر المانحين ويتصدر المؤتمر من زودوا عصابة الأسد بالبندقية والمدفع والدبابة والطائرة وبراميل الموت والكيماوي والغازات السامة التي يسفك بها بشار الأسد دماء السوريين ويزهق أرواحهم ويهدم البيوت على ساكنيها ويدمر الحجر والشجر ويقتل الطير والبشر وكل ما يدب على الأرض أو يحلق بجناحيه في سمائها؟!
أليس من المعيب حتى العار أن يلتئم مؤتمر المانحين في الكويت ويقف في مقدمة الحضور من كان وراء تهجير سبعة ملايين من السوريين يهيمون في الأرض على غير هدًى خارج الوطن، ونزوح ما يزيد على عشرة ملايين متنقلين في كل الاتجاهات طلباً للأمن والأمان المفقود داخل الوطن؟! 
جميل ما سمعناه من أمير الكويت في خطابه عند افتتاح المؤتمر وقد وضع أصبعه على الجرح عندما قال: "إن الاجتماع الثاني للمانحين يعقد ولهيب الكارثة الإنسانية في سوريا ما زال مستعرا حاصدا عشرات الآلاف من الأبرياء ومدمرا كافة مظاهر الحياة ومهجرا للملايين نتيجة لنزاع جائر ومستمر استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا ضد شعب أعزل، وإن متابعتنا للأرقام المخيفة لأعداد القتلى والمفزعة لأعداد اللاجئين في الداخل والخارج التي تعلنها الوكالات الدولية المتخصصة ومنها المفوضية السامية لحقوق الإنسان والتي تؤكد مقتل ما يقرب من المائة والأربعين ألف قتيل وهو ضعف عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمرنا الأول وتشريد ملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج في ظروف معيشية ضاعف من قسوتها دخول موسم الشتاء، كما أن تقرير منظمة الأغذية والزراعة الأخير يؤكد تدهور القطاع الزراعي والحيواني بشكل دمر مقومات وقدرات البلاد على توفير أمنها الغذائي، ولقد طال التدهور قطاعا مهما يتعلق بمستقبل الأجيال في سوريا، إذ تخلف قطاع التعليم وتعطلت المناهج الدراسية ودمرت المدارس.. الأمر الذي بات يهدد مستقبل النشء وبلادهم ويتطلب وضع برامج تعليمية بالتعاون مع المؤسسات الدولية المختصة، كما أن انحدار مستوى الخدمات الصحية ساهم في تفشي كثير من الأمراض وانتشارها، ولعل تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد تفشي مرض شلل الأطفال في الداخل والخارج لدليل واضح على حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها أبناء الشعب السوري".
كنت أتمنى على الشيخ صباح الأحمد أن يضع النقاط فوق الحروف ويشير إلى الأيدي الآثمة التي تدعم نمرود الشام وتطيل في عمره ليقتل ويسفك دماء المزيد من السوريين ويدمر المزيد من المدن والبلدات والقرى بما فيها من دور عبادة ومراكز ثقافية وتاريخية وطبية وتعليمية ودور عجزة وأيتام ومسنين ومرضى ومستشفيات ومعاهد وجامعات علمية ومساكن وبيوت وعمارات وطرق وبنى تحتية ومعامل ومصانع وورش حرفية ومزارع وحدائق وحقول.. والشيخ صباح يعرف جازماً أن من دعاهم من القتلة لحضور هذا المؤتمر "إيران وروسيا والصين" هم من كانوا السبب الرئيسي والمباشر في نكبة السوريين، فلو قرر هؤلاء القتلة الثلاثة وقف سفك الدم في سوريا لتم الاستغناء عن كل هذه المنح، لكن يبدو أن هذه المنح ستطيل من عمر السفاح ليرتكب المزيد من سفك الدم السوري وللمزيد من التشظي والتدمير!!

CONVERSATION

0 comments: