لا تجعلني/ موفق ساوا

 لا تجعلْني أمشي معصوب َ العينين
أتعـثـرُ في الطـرقــات ِ...
وأشحـذ على ابواب ِالمُدُنِ ...
حافي القـدمـين.

لا تجعلني أهـوي للأرض ِ
وادخل ُقفص َالسجــان
كعصفور ٍ مقصوص الجناحين

لا تتركني جائعا
أو عـطشان
وأرضي حـبلى بالخـيراتِ
تـُطـَلـِّق ُأثمارا ً
كلما يفيض الرافدانْ

لا تفخخ داري
أو دار الجيران
وتهدم مدرسة أطفالي
وبيت الايتام
وتترك مدني أطلالا ً ...
للغربانْ

لا تـُجـَفـّف أنهـاري
وَتـُصَـحـّرَ بستاني
وتقطع أنفاسي
دعني أ ُصلي في مخدعي
خلف الجــدران ْ

لا تدعـني في اخـر العمر
بين الارض والسماء
بائسا وحيرانْ ...

لا تجعـلني وحيدا أمشي
تحت هجير الشمس
عريان

دعني ارحل نحو شمس الصباح
واترك الحاويات لعبادة الأوثان

أدرك ان وطني مهان
منذ عصور والى الان

دع وطني عشا ً لأسراب الطيور
ولا تحرقها بجدار من النيران

دعني طفلا ً أرضعُ
حتى أشبع من صدر أ ُمي
ولا تتركها أرملة ً
أو تتركني يتيما ً
ابكي دما ً ...
في أنظمة ٍ تحكمها الثيران

CONVERSATION

0 comments: