أرَاكَ فِي السَّمَاء/ رحيمة بلقاس


أَرَاكَ فِي السَّمَاء
تَقْطِفُ النُّجُومَ نُورَهَا
تَبْذٌرُهَا عُقُودا وَ عَسْجَدَا
يَغَارُ بِجِيدِي ضِيَاؤُها
قَلْبِي لَكَ !ا
فَهَلاَّ رَضِتَهُ مَضْجَعَا؟؟
وَ إِنْ أَبَيْتَ فَالرُّوحُ لَكَ
حَيَاتِي مَا بَقِيتُهَا

صَادِحاً بِتَرْنِيمَاتِ الْهَوَى
بِالْوُجْدِ صَوْتُهَا صَدى
فَذَاكَ الْخَافِقُ بِنَبْضِهِ
حَكَى
أَنَاشِيدَكَ مُغَرِّدَا
فَانْعَمْ بِهِ مَرْقَدا

أُسَامِرُ اللَّيَالِي حِينَ غِيَابِكَ
مُرَدِّدَة
مِنْ فَرْطِ الْحَنِينِ أَبْكِي
يَالَيْتَكَ تَعْلَمْ شَوْقَهُ الْمُتَّقِدَا
تَهْتَاجُ الشُّجُونُ
وَاللَّظَى أَذْكَتْ الْمَوَاقِدَ
عَابُوا عَلَيَّ الدَّمْعَ لِهَجْرِهِمْ
فَكَيْفَ أُخْفِيهَا؟؟
رَغْماً عَنِّي انْسَكَبَ
أَضْلُعِي دَبَابِيسٌ بِشَرَايِينِي
أُغْرِزَا
مِنْ عَنَائِهَا نَغَمٌ.. دَمِي
أَنْسَجَ
يُرَتِّلُ بِجَوَاهُ القَصِيدَ
جَوَانِحِي وَ وِجْدَانِي
فَرَشْتُهُمَا لَكَ
فَنِمْتَ مُنَعَّمَا
وَ لَمَّا غَفَوْتُ كَسَرْتَهَا
فَتَحَطَّمَا

قَسَوْتَ وَمَا ذَنْبِي
سِوَى صَبَابَةٌ وَ هَوَى مِنَّا
بَدَا
وَوِشَايَاتُ حَاسِدٍ
أَبْدَعَ وَ لَفَّقَ

أَلْطِفْ بِفُؤَادِي !ا
وَلاَ تَعْتَبْ !ا
فَجَوْفِي سَكَبْتَ بِهِ الْعِطْرَ
شَدَى
بِعَهْدِكُمُ الْوَفَاءُ لَنْ يَغْدِرَ
فَاتَّكِئْ بِصَدْرِي وَ اَنْعِمْ
وَ أَوْقِدِ اللَّظَى شَرَرَا
لَنْ تَجِدَ إِلاَّ صَبْراً وَ جَلَدا
نَمْحَقُ الشَّوْكَ
نَدُوسُهُ وَعَلى الثَّغْرِمَبْسَما
شَتِيلَةٌ وَ خَمَائِلُ الرُّبَى
نَجْنِيهَا زَهْراً وَ تَمَرَا

فَالْمُنَى لاَ تُنَالُ حِقْدَا
وَ عَبَثَا
وَإِنَّمَا حُسْناً وَتَجَمُّلا
سَلاَلِيمُ المَجْدِ يَرْكَبُهَا
حَكِيمٌ بِالْوُدِّ
الْقُلُوبَ كَسَبَ
**
عَنْكَ يَا وَطَناً لَنْ نَثُوب

أَقْتَحِمُ قُصَاصَات الظَّمَأ
بَرِيقُ اشْتِعَالِ الأَلَم
غَيْمَةٌ تَتَفَوْرَزُ بِالْحَنِين
تَجَمَّدَتِ الدَّمْعَةُ بِمَحَاجِرِ الأَنِين
مُنْتَصِبَ الْهَامَةِ أَمْضِي
وَ الْقَلِبُ تَحَجَّرَ مَا عَادَ يُدْمِي

شَدَى الْعِطْرُ بِمَيَاسِمِ الْوَرْد
نَدَاهُ يُوَسْوِسُ عَزْفَ الْفَجْر
رِيَّاحٌ أَقْبَلَتْ تُفَجِّرُ الْفَخْر
أَرْضُ كَنْعَان لَنْ تَرْكَع
مَرَّتْ السِّتُّونَ وَ الْوَاحِد
وَ التَّهْجِيرُ لَنَا لَنْ يَقْهَر
لِلْوَطَنِ .. لِلْبَلَدِ.. لِلْأَرْضِ
سَنَعُودُ .. سَنَعُود
تَبّاً لِبَنِي صَهْيُون
تَبّاً لِأَخٍ آزَرَهُ بِالصَّمْت
بِالْخُنُوعِ.. بِالْخُضُوع
لاَ لاَ لَنْ نُطِيعَ .. لَنْ نَلِين

أَيْنَ شَهَامَةَ الْعَرَبِيِّ؟
أَيْنَ مَجْدَ وَ عُنْفُوَانَ الأَجْدَاد؟
أيْنَ سَيْفَ صَلاَحَ؟
وَعُرُوبَة جَمَال؟
أَيْنَ صَوْتَ الأَحْرَار؟

ذُيُولُ الْهَزِيمَةِ
وَ خَيْبَةٌ تَجْتَاحُنِي!ا
وَجَعُ السُّكُون!ا
خَرَسٌ وَ جُثُوم!ا
صَمْتٌ أَضْنَى كُلَّ الْكَون

لاَ اعْتِقَالَ أَفْنَانَا!ا
لاَ النَّفْيُ أَلْغَانَا!ا
وَ لاَ الْقَتْلُ أَرْدَانَا!ا
أَقْوَى مِنَ السُّجُونِ كُنَّا
وَلاَ نَزَال
أَقْوَى مِنَ الجُوعِ
أَصْلَبُ مِنَ الصُّخُور
أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ
أَقْسَى مِنْ ضَمَّةِ الْقُبُور
عَنْ حَقِّنَا
لاَ رُجُوعَ .. لاَ رُجُوع
سَجِّلْ يَازَمَان!ا
أَبَداً ... أَبَداً
عَنْكَ يَاوَطَناً
لَنْ نَثُوب!ا

CONVERSATION

0 comments: