ظلٌ وقِرميد/ مصطفى سعيد


جهز بناتكِ لوأدهن قرب الجنة
لتَمُوء الأفكارُ وحيدةً بعيدةً لا رجعةَ فيها
سماءٌ مؤقتة لا تروي عطش حقولنا
الأرض الجافةُ متراميةٌ قربها
لاشيء سوى الخرائِطُ النارية
تأتيكَ من عتبةِ المعنى
راحوا يتسلقون المناجم
باتجاه التراب المكتومِ منهم
الصدعُ يسند جدار الصوتِ
كلّ حائطٍ مال على أهدابي
 صار شفاهاً
جلستُ معهم في حفرتهم الترابية
خافني الموتُ وخفتُ من خوفه
لو يقتلع الأرض ويجعلها على عقبها
تفرخ المعاني لازدياد سعةِ النسيم
الحذقُ يبيع إحدى أقدامه
أصابعه العشر, أو العشرين, لأجل الكازولين الذي نذرِ للطيرانِ ..
للاحتراقِ
فبالشعر فقط لا تخلق سماءٌ جديدة
وأرضٌ فريدة وأناسٌ فضلاء
بالشعر نجعل شمال المنفى غرب السدول
بالشعر تُصنعُ أمماً وتمحى أممٌ وأبٌ واحد
بالشعر تشيدُ مدنٌ
أسوارها أوراق الدفاتر
عملتها الحكمة.. بيوتها السحبُ
تسيل عن وجوههم أناشيد الجزرِ
أمام شهيقِ حوتٍ
يتأملون الأقحوان بلون عظامهم
بذرة الهيجان تقفُ حائلاً بينهم وبين المواخير
بعد أن يبسَ ثدي الجدي
يهيّئ بعض الحليب من جبينه
شذَّ عن الرُّؤى التي عصفت بحقيبته
حتى قفز من داخله لداخله
ليشكلَ قافيةً مالحة من زبدٍ وزنجبيلٍ
غامضٌ مالحٌ كملحٍ كالح على صخرةٍ رطبة
المُهيَّأ لموتٍ
سيأتيه في يومٍ بعد يوم الأمس
لكنه ليس اليوم
أصابعه المستحيةُ
حتى نصف النقص تقصف
وبقى من النقصانِ قصفة
ليصفقَ وقام ليقتنصَ الصفير
مع بذورِ اليقطين
تصطفيهِ
لتوقدَ على بابه
نواقيساً من ذهبٍ وهلام..

من ديوان كيماء الحب صدر في 2010 عن دار رشادبرس – بيروت
مدونة الديوان: http://00kemya00.blogspot.com/

CONVERSATION

0 comments: