أورق السنا واعشوشب/ رحيمة بلقاس

سلام على مجلس الكرام
الصبح هل
النور سطع وطل
سماء غائمة ورذاذ هطل
دمع ندي من الزهر تدلى
أهلا بكم سكان نور القمر
واهلا بنا بينكم
الربيع نادانا
الورد هفهف واشرأبّ
غادر الذبول الصمت
فأينعت الأضواء بعيونه تتغنى
سلام على كل منفي
لدياره شوقه تلظى
سلام على كل السجناء
خلف القضبان
بالاهمال والنثن تتشظى
سلام على كل شهدائنا
جناتهم نتمنى
سلام على كل ارملة
ويتيم وثكلى
سلام على كل فجر بأمنياتنا
انهمر والنور شدى
سلام على كل حر ابي في وجه الظلم حمل سلاحه ومشى
درب الحرية والشموخ نادى
سلام على كل قطرة دم
نزفت تنير الهدى
سلام أيها الكرام هنا

هذا الصبح بالنسيم العليل
يرسم كف الضحى
بخور الصوت بأجوائنا
تبعث الأمل والمنى
الخريف حزم الحقائب وولى
حملنا القرطاس والقنا
لنجثت رؤوس الصمت ها هنا
غدت الارض ودفة خضراء
السماء أوذقت زخات السنا
المحابر اندلقت لؤلؤا رقى
بخيوط الشمس ذهبا
لجينات القمر فضض
لوحات  الصحائف  لوّن
استعرت الاصباغ من الفراش
قزح وازهار الربى
اخترت أبهاها رونقا

سيدي أيها الابي
ابن القصيد والقلم الندي
ما أحلى فنجان الصباح
مع تغريدة الطير الصداح
ونكهة بخورها الفواح
قهوتي منسمة بالزعتر
خفيفة بعبيرها تتعطر
تنعش الأرواح
قهوتنا غنية و ثرية
متنوعة الأذواق
واختلفت بالآفاق
سبَتْ بأنسامها الأمم
بها احتاروا
وبالفناجين العربية
تتحدث الأصداء

أنا عنترة في الوغى
وعبلة حين أمتشق المرود والمكحلة
عاصمة السنا
أمشط أجفان النهار بالضياء
وهُدب الليل بي تضاء
أقترض الألوان من زهر السماء
فساتيني ألوانها من قزح
وأجنحة الفراش مني تغار
أمضي مختالة أدوس الجراح
صبابة الوجد والدمع انسكب
أوشك الصبر مني أن ينفذ
قلبي شتى والحنين التاع
من حرائقهم النزف هوى
قضيت العمر للطهر للصفاء
أسامر الأنام تبسما
وسهامهم باللذغ والقنا
اشتد جنون الشوق والدمع تلألأ وأبرق
يصافح الوجنتين فتتوردا
مقلي الحوراء في غنج أطرقا
كحيلة الطرف والهدب أورف
ظلالها تسدل على المحيى الحياء
لست ممن ترتعش وتتهاوى
لقيود المساء
وأقداح اللهو والهوى
يلومني عذالي على الصبر
وأقول إنه عبق وشدى
وذو الشهامة في الصعب بدا

شعشع بالوجدان الجوى
بمحرابه اعتكف سجدا
أنا للنقاء ..للنور.. للوفاء
حسادي لنحري سددوا الردى
نُمِّغَتْ عصافير الروح
السواد منها تمكن و أحلك
سَجَسَ الفؤاد وتكدر
نَمَسَ بشراييني النسغ وفسد
أُهَرْدِبُ لحضن من
بالفؤاد سبت
أنا على العهد كما سلف
أوشكت الهنيهات أن تتسرب
أخشى تنابز الألسن
ضعاف البصر والحسد
فأنا وإن أبديت الوهن
أموت وأخفي الجوى
لظى تطوي الجوانح
وعن أشداقي المبسم حَبَا
أمضي مشرئبة أحولق
أيا لوعتي!ا
أَشَاقَكِ منه الضنى؟
والبين والهجر ارتوى
الشكوى والبكاء
يُعَرِّجُ على الديار يتمعج هاربا
وتأتي لحظات تهزه الذكرى
يهرول لأعتابنا مطرقا

أنا من بالارتقاء للعلا
امتطي أهداب الشمس محلقة

أورق السنا واعشوشب
والسوسن وجلنار نما
عطر ومسك وعنبر عبق
اندلقت النجوم بالضياء
دجى الأعماق زال وتبدد
 

يَا مَنْ
جيادك للثأر أُسْرِجَت
قلوبنا أَسْرَجْنَاهَا سندا
غصة غرغرت بالأفواه
شعشع النجم
نشر بصيص الأضواء
حَزَرَ الوجه
بالوحنة تزحلق
سراديب الوحل تُغْرِق المنى
دعلج الليل
حين قلنا هلل الضياء
توحَّشَ الجوف للنزال
الخيل تصهل
والثأر بالساحات
شحد النصل والقنا
أرض الوغى
وصرير الْمَنِيَّة أرجف
الهُجَاهِجُ المُقَنَّع
وَشْوَشَ لغلمانه
أَنِ كرِّي ! على العدا
وتحاملوا علينا والدروع مُدَجَّجَة
حَزَرَ أنَّنَا سنفزع
وللدبر نوليهم كالظليم
يتوارى عن الورى
إذا لاح الخطر وأحدق
اَلْهِزْبَرُ الأشْرَسُ
لا يهاب المنايا
والصدر مُدَرَّع
امتشق سلاح الصبر
المجد مطمع
خُلِقْنا للحروب
والجياد الأصيلة
في الهيجاء تظهر
الرهج علا عباب السماء
الأحداق تسمرت تلهث
الأعناق اشرأبت تشمخ
تصبو لسقي السيوف والقنا
من رحيق قاني أحمر
تبا لكل من بالغدر صوب الخنجر
امتطينا المحال
نرنو لرسم التاريخ الممجد
ارتدينا الاباء والكبرياء
أطلقنا العنان بالنداء
التمرد والتحدي
سنبلة زرعناها شتيلة
نمت وأورفت الظلال
والنور سينتشر وهجا

سلا \\ المغرب