أنشودة الحبيب/ د. نوري الوائلي


هلّ الخلودُ فغابَ النجمُ والقمرُ
وأستبين الليلُ كالأسحار ينفجرُ
مخضرّةُ العين ما فيها وإنْ نعست
 إلا البريق ومنها للدجى بصرُ
الضوءُ يعلو من الوجنات مبتهجا
 والخدُ فيها كرمان إذا عصروا
لا الغيم يحجبها , لا الليل يعتمها
 والشمسُ منها بعز الظهر تنحسرُ
بيضاءُ مكنونةٌ , حمراءُ طلعتها
 شقراءُ كالشمس عند العصر تستعرُ
فواحةٌ من نسيم البحر هالتها
 والعطرُ منها كعطر الزهر ينتشرُ
الياسمينُ بها والزعفرانُ لها
 والنورُ منها به العميانُ تنبهرُ
الروحُ فيها كطير فرّ من قفص
والسحرُ فيها كصخر النبع ينفطرُ
كلّ الجواهر عند الظفرمُضلمة
 وكلّ خاس ببطن الكفّ مزدهرُ
ما كنتُ احسبها من شدّ بهجتها
 إلا خيالا من الاحلام يعتصرُ
حوراءُ في البيت لا تجري لزينتها
 هل زهرةُ البان يُزهي عودها الشذرُ؟
انّي اليها كأرض الخصب قاحلة
 من مُقلتيها كأن الغيث ينهمرُ
يا مهجة الروح وهل للروح من ولع
 إلا بعين فداها في الدجى القمرُ
أنت الزهورُ فخضراءُ مياسمها
 والكأسُ أحمرُ والتزْهيرُ والثمرُ
مَنْ لي سواك ارى لله قدرته
 أنت الحسانُ وأنت البشرُ والخضِرُ
يا مهجة الروح يا أنشودة عبقت
 في كلّ نبض به الأشواق تستترُ
مَنْ لي سواها وعيني لا تفارقها
كالأمّ يتبعها من ودها الصِغرُ
لا قلب عندي فقلبي بين أضلعها
 قلبان فيها بصدر صاغهُ القدرُ
في كلّ يوم أنادي هل لها مثل
 فاحتارت الجنُ والبيداءُ والحضرُ
ما يُسعد النفسَ أو يُندي مشاعرها
يعني الجمال , ومنه يُبهر النظرُ
أمّلت نفسي بنعماء الزواج بها
والدينُ يكملُ والايمانُ يزدهرُ
خيرُ المتاع زواجٌ لا يصاحبه
 غدر الحبيب وفيه الودُ والظفرُ

CONVERSATION

0 comments: