هل القضاء ينصف المرأة أم يعاقبها؟/ نهى صبح

إذا ذهبنا في جولة إلى أحد المحاكم الشرعية  سنشاهد حشد من الفتيات يأتين ليأخذن النفقة التي حكم لهن بها القاضي الشرعي ،و البعض الأخر ينتظر أن يصدر قرار بقضاياهن ،وهؤلاء السيدات أغلبهن فتيات في مقتبل العمر.

في حديثي مع إحداهن عن سبب حضورها إلى المحكمة فقالت لي أنها بعد إنفصالها عن زوجها اضطرت أن ترفع قضية نفقة فهي تعيش في منزل والدها و هي أيضاً بحاجة إلى المصروف ،و عادةً الأهل "يادوب يكفو حالهم لحتى يصرفو على أفراد أسرتهم ،خلي الطابق مستور " .

تقول لي هذه الفتاة أن القاضي حكم لها بالطلاق لكنه لم يحكم لها باستلام المؤخر كاملاً لأن الزوج أو طليقها لايملك المال الكافي ليدفع المؤخر فحكم القاضي بتقسيط المبلغ على أشهر "لا يملك المال ليدفع المؤخر ويملك المال ليتزوج بامرأة أخرى  "معادلة غريبة .

سألتها هل يستحق المبلغ ساعات الانتظار التي تقضيها في المحكمة ،فتدهشني بأن النفقة التي حكم بها القاضي لها هي ثلاثون ديناراً و مثلها لإبنها ،وفي ظل الغلاء الفاحش هل تكفي الثلاثون ديناراً ،و أريد أن أسأل هذا القاضي على أي أساس حكم بهذا المبلغ على أساس أنه يعيش في سويسرا و نحن نعيش في الأردن أي أنه لا يعرف ظروف البلد ،هل الفرد في بلدنا ينفق في الشهر ثلاثون ديناراً أي بمعدل دينار يومياً ،و مصروف الطفل الرضيع أو حتى الطفل الكبير هل ينفق في اليوم ديناراً واحداً ؟هل هذا منطقي أم نكافئ الرجال على إهانتهم و إذائهم لبناتنا و نعاقب الفتاة لعدم تقبلها الإهانة و سكوتها .

و هل يعلم أحد منكم ياسادة ياكرام المعاناة التي تواجهها هؤلاء النساء عندما يقدمن على رفع النفقة

فتاة أخرى بقيت معلقة لا هي مطلقة و لا هي أساساً تزوجت كانت فقط مخطوبة ومكتوبٌ كتابها ،على شاب لم يرضى أن ينهي المسألة و يطلق الفتاة ،لجأت للقضاء حتى تحصل على حريتها ولا أعلم لماذا كان القضاء بطيئاً في هذه القضية ظلت معلقة لمدة أربع سنوات حتى قرر الشاب الزواج بأخرى فرضي بالصلح و انتهت المسألة ،هل خسر هذا الشاب شيء؟ كل الذي دفعه أخذه كأنه كان يدخره لوقت و يسترده في الوقت المناسب ،الفتاة ضاع من عمرها أربع سنوات و لم تحصل على أي تعويض ،ولمن يسأل أين ضمير هذا الشاب فأبشركم أن هناك العديد من الشباب معدومين الضميرفي بلدنا الحبيب.

و حتى تواكب السيدات الغلاء المعيشي فيُحكم لها بست دنانير كل سنة يطلب من هذه السيدة أن ترفع قضية جديدة بمعاناة جديدة مع مصاريف طوابع و رسوم و أتعاب محاماة.

سأعود للقضاء و سأطرح سؤالاً هاماً هل القضاء ينصف المرأة ؟لو فكرت المرأة أن تنفصل عن زوجها لأي سبب كان فإن القضاء يكون أول من يعاقبها على قرارها هذا ،بالمقابل يقدم التسهيلات للشباب و الرجال ليتمادو في مسرحية المشاكل الزوجية التي نادراً ما يكون الزوج هو الضحية ، فلا يوجد إمرأة تطلب الطلاق عبثاً دون أسباب ،دائما السبب الرئيسي زوج يفتعل المشاكل .

فالمرأة يجب أن ترى خيانة زوجها و تسكت لأنها مشاكل عادية فهي "من طبيعة الرجل أن يعيش نزواته "،هذه لاتعتبر مشكلة تطلب عليها الطلاق ،ما دام ينفق عليها و على بيته إذاً يجب أن تصبر .

أما إن ضربها و أهانها و كانت أخلاقه سيئة فيجب أن تتهجد بالليل و تدعو له في سكون الليل تطلب له الهداية ،وتصبر" إن الله مع الصابرين "

أو تتمرد وتطلب الطلاق وهنا ياسادة ياكرام يأتي دور القضاء في تلقينها درساً لن تنساه يطلب منها أن تحضر ما يثبت أنه موظف لو كان موظفاً و كشف براتبه  و تقديم هذه الاراق حتى يتسنى للقاضي بالحكم لها ،و يجب أن تقوم بتسليم القرار له شخصياً حتى يقوم بالتوقيع على استلامة حتى يتم اقتطاع المبلغ من راتبه

" ولفة ودورة" حتى تستلم مبلغ النفقة  .

أنا طرحت موضوع و سأنهي حديثي بكلمة أوجهها لكل زوج دفع بزوجته لتطلب الطلاق ،و أنا على يقين بأن كل زوجة تطلب الطلاق تندم بعد ذلك ليس لانها تريد العودة لحياتها الزوجية بل للمعاناة التي تواجهها بعد الطلاق ،أقول له أن يتقي الله و لازلنا في عشر المغفرة قد يغفر الله لمن عاد عن خطئه ،فكل الزوجات كن منعمات في منازل أبائهن ،لماذا يأتي هذا الرجل ليذلها ،لماذا لايحترم كلمته عندما مد يده بيد والدها و عاهده أن يصون ابنته و يرعاها ،لماذا يدفعها لتذهب في دوامة المحاكم و القضايا لتلاقي ماتلاقيه من المعاناة .

CONVERSATION

0 comments: