مجلة (المواكب) ودورها الثقافي/ شاكر فريد حسن

     
             
تأسست مجلة "المواكب" الشهرية الثقافية والادبية الفكرية سنة 1984 في مدينة الناصرة، وذلك كمشروع ثقافي يستهدف النهوض بالواقع الثقافي العربي الفلسطيني، والرقي بالأدب المحلي الفلسطيني في اسرائيل. وقد بادر الى تأسيسها الشاعر والأديب الراحل فوزي عبدالـلـه( 1942ـ 1988) مع مجموعة من الكتاب والمثقفين والمتأدبين والمنتجين الثقافيين الفلسطينيين.  
وتكونت هيئة تحرير المجلة في البداية من فوزي عبداللـه (محرراً) وحنا أبو حنا ود. سامي مرعي في التحرير. وبعد وفاة مؤسسها فوزي عبداللـه تولى رئاسة التحرير الشاعر جمال قعوار، الذي رحل عن عالمنا مؤخراً ،  في حين تسلم الشاعر حنا ابراهيم مدير التحرير ، وعطاللـه جبر سكرتير التحرير. أما هيئة تحرير المجلة فضمت ناجي ظاهر وماجد عليان وحسين مهنا وادمون شحادة ومحمود دسوقي والهام دويري تابري وشوقية عروق ونمر نمر .
وكانت هيئة تحرير المجلة أنشأت افتتاحية في العدد المزدوج (آذار ـ نيسان) من السنة الأولى قالت فيها : " ان اصدار "المواكب"لها الكثير من الأبعاد ، وكانت أسرة التحرير وأصدقاؤها على بينة من الجهد والسعي المنتظر ، ولكننا رأينا في اصدار "المواكب" رسالة ومن يؤمن بالرسالة فلا بد أن يسعى ويضحي. فكان سفرنا كل أسبوع الى مدننا وقرانا، الى كل ابناء شعبنا لنوصل اليهم المواكب ونستأنس بالرأي ونضمن المسيرة".
ثم تضيف:" ان "المواكب" جاءت لتطرح قيمة جديدة في حياتنا الفكرية والثقافية عامة ، وهي تشجع الحوار الفكري والأدبي مهما تشعبت مناحيه ومنطلقاته ، على أساس من الموضوعية والاتزان والعمق. ويبدو أن البعض حسب ان التصريح عن هذا الهدف لم يكن سوى شعار لا يتجسد او يتحقق . ان مثل هذا الشك دليل على ان هناك ظاهرة مرضية في حياتنا الثقافية ، ولا بد من التاكيد هنا مرة أخرى اننا نرحب ـ بل نشجع بحماس كل حوار فكري وان تكن الآراء مما لا نوفق عليه ، فالحياة الثقافية التي ينعدم فيها الحوار الصريح ولا تجد المنابر الحرة التي تنشر الرأي ـ ولو عليهاـ لا بد أن تصاب بالعقم والتسطيح".
واعتنت "المواكب" بنشر الفنون الادبية والابداعات المختلفة في الشعر والقصة والخاطرة . واهتمت بالأبحاث الادبية والتاريخية والتربوية والدراسات الاكاديمية، وشجعت النقد الأدبي والبحث العلمي ، واحتضنت الأقلام وأصحاب المواهب الجديدة الناشئة وساعدت على تنمية مواهبها . 
وقد نشرت العديد من الأبحاث والدراسات والتراجم عن الاعلام الفلسطينية في الأدب والفكر والنضال والشهادة ، وخصصت المحاور عنها، واعادت نشر بعض نتاجها الأدبي وتراثها الفكري .فنشرت لهب القصيد لذكرى الشاعر عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) ، والتربية والهوية لذكرى المفكر الفلسطيني الدكتور سامي مرعي ، وشهيد القضية لذكرى المناضل فهد القواسمي شهيد القرار الفلسطيني المستقل ، والتجديد والرومانسية  للشاعر فوزي عبداللـه وهو دراسة في شعرابراهيم ناجي . كذلك كرست "المواكب" ملفات خاصة في اعدادها لذكرى سميرة عزام وراشد حسين وعبد الرحيم محمود وسامي مرعي وفوزي عبداللـه وحبيب شويري وغيرهم. وكرمت أيضاً عدداً من شعرائنا وكتابنا ومبدعينا الفلسطينيين منهم : القاص محمد نفاع والشاعرة نداء خوري والقاص سليم أنقر وسواهم.
ومن الذين نشروا انتاجهم الادبي والفكري والبحثي والتربوي على صفحات "المواكب" نذكر : جورج قنازع وسامي جرايسي وجمال قعوار وفوزي عبداللـه وحنا ابو حنا وفهد ابو خضرة وفاروق مواسي وميشيل حداد وشفيق حبيب وادمون شحادة وناجي ظاهر وسليم خوري وامين خير الدين ومحمد علي سعيد ونظير شمالي وابراهيم طه وعبد الرحيم عراقي وطه محمد علي وفتحي القاسم وسعاد قرمان واحمد سلامة ومحمد علوش ومسعد محمد خلد وشفيق قبلان ومنيب فهد الحاج واحمد سلامة ومغيد ضبداوي وحاتم جوعيةوكاتب هذه السطور  وسواهم .
وأخيراً ، مجلة "المواكب " شكلت منبراً ثقافياً ونضالياً ومشعلاً فكرياً ، وأدت دوراً مهماً في تنشيط الحياة الثقافية الفلسطينية واثراء أدبنا وثقافتنا بالنتاجات والمعالجات الثقافية ،بجوانبها الاجتماعية والسياسية والفكرية المتنوعة. 
                                                 

CONVERSATION

0 comments: