مغناطيس العيون السود/ د. عدنان الظاهر


1 ـ أمام العيون
بَصَرٌ يمتدُّ ويرتدُّ
حتى ما شاءَ حلولُ الظلِّ القاني
النجوى أصداءُ
تحملها الشكوى للقاصي والداني
في اليُسرةِ والميسرِ والعُسرِ
بَصَرٌ في الرؤيةِ مِنشارُ الأبعادِ
رفّتْ أو ندّتْ أجفانُ
ثُقبُ العينينِ مراصدُ سودُ
تيهٌ في جوفِ متاهاتِ البيداءِ
الضاربُ فيها موجودٌ ـ مفقودُ
بؤرتها مِرآةُ الصيفِ الشمسي
تتفرّقُ أطيافاً تتكسّرُ أطيافا
تسحبُ للُجّةِ أفلاكا
قُربانَ عيونِ الليلِ المُنقضِّ .

2 ـ الممرّاتُ السودُ
عينٌ أمْ نهرٌ يجري
أين المجرى ؟ لا أدري
أتكوّرُ مقصومَ الظهرِ
أتمددُ بعضاً في الكلِّ
أخترقُ العدساتِ السودَ جريحا
الدربُ الضيّقُ وحدانيُّ الممشى
لا رجعةَ فيهِ للماشي
فتحةُ ما بين الشيئينِ تضيقُ رويدا
تشتدُّ العَتمةُ في رؤيا الزلزالِ
هل ثَمّةَ من أُفُقٍ مفتوحٍ يُغري
يتعقّبُ جدوى سُودِ الآثارِ
يسألُ أيّانَ طلوعُ النجمةِ أمِّ الذيلِ
بعدَ أوانِ بلوغِ محاقِ القصدِ الأقصى
هذا ميزانُ وقوفِ الهيئةِ في بُرجِ الإدلاجِ
البؤبؤ في عينِ الرائي مصباحُ
الثقبُ الأسودُ مفتاحُ دخولِ التيهِ الخالي
جلاّسُ النادي صَخَبٌ في فُوضى
الداخلُ مشلولُ
يقعى مهزوما
بين الصبوةِ والبرجِ العاجي
الخارجُ مقتولٌ حرْقا .
3 ـ الموجُ الأسودُ
شلّتني حُزمُ الموجِ الغاضبِ في لُجّةِ عينيها
تتبدّلُ حيناً حينا
تتريّثُ أحيانا
تختبرُ العائدَ من سَفَرِ الألوانِ
تتنقّلُ بين اللونِ الضاربِ واللونِ الضاري
ميدوزا في سُرّةِ نجمةِ عينيها
تقدحُ أسراراً حُمْرا
إنْ شاءتْ شبّتْ أو شاءتْ برّتْ
طُغيانُ الليلِ هواها
أفراسُ المِسكِ تجرُّ ذيولَ خُطاها .
4 ـ مغناطيسُ الطَرَفِ الآخر
لا عصرُ تَفتّحِ زهرِ الكُحلةِ في عينِ التسهيدِ
لا الراحةُ مفتاحُ
عُودُ الرندِ وقودُ غزولِ التنهيدِ
يتدلّى عبْدا
النارُ النارُ إذا شبّتْ
شبَّ الإبريزُ المصهورُ الصافي .
......
جلستْ جنبي
لم تمْسسْ خيطاً في ثوبي
دقّتْ مسماراً في البابِ .

CONVERSATION

0 comments: