جبهة "الأبواق الناعمة" .. والبرلمان القادم/ مجدى نجيب وهبة

** عقب نكبة 25 يناير 2011 .. ظهرت أسماء عديدة وجبهات كثيرة ، تحالفوا مع بعضهم ، وضد بعضهم .. وعندما خطف الغراب الكعكة وطار .. تضامنوا مع بعضهم وأطلقوا على أنفسهم "جبهة الإنقاذ الوطنى" .. فلم يكن لهم هدف إلا الحصول على قطعة من الكعكة والجاتوه الذى إستولى عليه "غربان الإخوان" .. ولم يتركوا حتى الفتات للأخرين !!! ...
** لذلك فقدوا مصداقيتهم .. وسقطت عنهم الأقنعة .. وزعموا أنهم يتحدثون بإسم الشعب .. ولكن الواقع إنهم يتحدثون إلا بإسم أنفسهم .. والشعب ليس له أى علاقة بهذه الجبهة !!! .. وتحقيقا لهذه الأهداف ، فقد قررت الجبهة تغيير إسمها إلى جبهة "الأبواق الناعمة" !!..
** منذ بضعة أيام .. وكالعادة عقب أى أحداث .. اعلنت جبهة "الأبواق الناعمة" عن عقد مؤتمر صحفى هام وعاجل للرد على الحملة الشرسة على القضاء من جماعة الإخوان المتأسلمين ، ورئيس الجماعة.. لمحاولة أخونة القضاء المصرى !! ..
** يبدأ المؤتمر مثل ألاف المؤتمرات ، بموسيقى تصويرية لمارشات عسكرية ، وفرقة حسب الله الموسيقية .. وهرولة كل وسائل الإعلام .. وفى النهاية نكتشف المثل القائل "تمخض الأسد فولد فأرا" ..
** يبدأ المؤتمر بظهور أعضاء الجبهة على خشبة المسرح .. وأمامهم كاميرات الإعلام .. يقودهم المناضل الحنجورى أ. "سامح عاشور" ، نقيب المحامين .. وبجواره صاحب الإبتسامة اللامعة السيد "حمدين صباحى" .. وبتاع الفراولة "د. "محمد البرادعى" .. وصاحب مقولة "حبة فوق وحبة تحت" ، السيد "عمرو موسى" .. وصاحب شعار "وأنا مالى ماكنت فى حالى" ، د. "محمد أبو الغار" .. والسيد البدوى رئيس حزب الوفد .. وهكذا تجتمع جبهة الأبواق الناعمة والتى تبدأ بالبيان الحنجورى للتنديد والشجب والتحذير .. ثم يتطرق البيان إلى شئ أخر ، وهو الرد على بعض الإتهامات التى طالت الجبهة ، بخوضهم الإنتخابات البرلمانية القادمة ..
** ويبدأ البيان بتذكير السادة الحضور .. إن من أهداف هذه الشائعات المغرضة هو ضرب الجبهة ، وإحداث الوقيعة بينها وبين الشعب .. وهى بالفعل ستخوض الإنتخابات بشرط توافر الضمانات والشروط بتعيين حكومة مستقلة لضمان عملية الإنتخابات .. وإقالة النائب العام لضمان حيادة العملية الإنتخابية .. ويختتم البيان بالكلمة المعروفة "حمى الله مصر وشعبها" ... وبالطبع تصفيق حاد من الحضور الذين لا يتعدى عددهم 20 فردا ..
** هذا هو ملخص أخر بيان لجبهة "الأبواق الناعمة" .. ونعود للوراء قليلا لمعرفة ما حدث من هذه الجبهة نفسها .. فعندما أصدر "محمد مرسى العياط" الإعلان الدستورى المعيب ، قامت الدنيا ولم تقعد .. وأعلنت جبهة الأبواق الناعمة ، وبالتحديد المناضل "سامح عاشور" .. وقال "إنه لا يمكن إجراء إنتخابات برلمانية إلا بعد إسقاط هذا الدستور الباطل ، الذى أصرت الجماعة على تمريره بالإرهاب والبلطجة .. بينما كان الرئيس يحاصر المحكمة الدستورية العليا بميليشياته ، ويمنع قضاتها من أداء عملهم .. الكل شاهد ورأى دستور يفرض على مصر وعلى الشعب المصرى بدون أى إستفتاءات .. بل فرض بالبلطجة .. وهنا أعلن الأخ المناضل "سامح عاشور" أن محمد مرسى العياط لم يعد رئيسا لمصر بعد أن فقد شرعيته ، وهو ما أعلنه د. "محمد البرادعى" ، وهو ما أعلنه الشارع المصرى ... فماذا حدث بعد ذلك ، وماذا تغير أيها المنافقون والكذابون حتى تدعون لخوض الإنتخابات البرلمانية لو تغير رئيس الوزراء ، أو تبدلت الحكومة ، أو توافرت الضمانات الكافية .. أى ضمانات أيها الكذابون تدعون لها وأنتم تعلمون أن الدستور باطل ، وأن شرعية الرئيس باطلة ، وأن مجلس الشورى باطل ... هل تم إلغاء الإعلان الدستورى المكبل الذى وضعه الرئيس الذى فقد شرعيته كرئيسا لمصر .. هل تم إلغاء كل ما ترتب على هذا الإعلان المعيب ، والذى لم يحدث فى أى دولة فى العالم ... هل تم محاكمة من حاصروا المحكمة الدستورية العليا لفرض قانون الغاب على هذا الشعب ... أعتقد أنه لم يحدث أى شئ من ذلك إطلاقا .. بل أن الفسق والفجور عاد بالبعض للحديث عن الإنتخابات البرلمانية .. على أن تدار فى وجود بعض الضمانات ..
** وحتى لو إفترضنا أن المعارضة إستطاعت أن تحصل على 88 مقعدا داخل البرلمان ، وهذا لن يحدث أبدا .. فهل تعتقدوا أنه سيكون لكم أصوات داخل برلمان "قندهار" .. هل وصلت السذاجة والتفاهة ببعض التافهين أن يبحثون عن مصالحهم ، ويغرروا بالشعب بإسم جبهة الخراب الوطنى ..
** هل يعقل أن يظل الشعب صامتا على الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" ، لجبهة "الأبواق الناعمة" ، حتى ترضى بما يقدم لها وتخوض الإنتخابات .. من قال لكم أنكم تمثلون الشعب ؟ .. لا البرادعى يمثل الشعب ، ولا سامح عاشور يمثل الشعب ، ولا حمدين صباحى يمثل الشعب ، ولا د."محمد أبو الغار" يمثل الشعب .. ولا السيد البدوى يمثل الشعب !!!
** الشعب لا يمثل إلا نفسه بعد أن سقطت كل الأقنعة الزائفة عن هذه الوجوه السوداء .. هل يعقل أن تطالب جبهة الأبواق الناعمة ، بخوض الإنتخابات فى ظل وجود الرئيس "محمد مرسى العياط" ، حتى لو تبدلت الحكومة ، وحتى لو تم حل مجلس الشورى ، وحتى لو أغلق مكتب الإرشاد ، وحتى لو أعلن محمد مرسى نفسه إستنكاره لكل الأحداث التى حدثت ضد القضاء والشرطة والجيش ، وطلب السماح والغفران من الشعب المصرى على أن يظل فى منصبه .. فهل يمكن أن يؤتمن الثعبان ورأسه تدور وتتحرك !!..
** هناك موضوع أخر يثير الغثيان .. مما يحدث على أرض مصر .. فيبدو أن الجميع أصبح يتاجر فى الوطن .. هل يعقل أن تخرج علينا سيدة قبطية تنتمى لجبهة إخوانية أطلقت عليها "جبهة الضمير" .. فى برنامج "صباح جديد" على قناة "أون تى فى" والذى يذاع يوميا فى الصباح .. وهى ترفض إدانة من هاجموا الكاتدرائية ، وترفض إدانة جماعة الإخوان المسلمين ، وترفض الهجوم على أخونة الدولة ، وتظل تبدى إشمئزازها من كل المعارضين .. لدرجة أن المذيعة سألتها ، هل أنتى بالفعل مسيحية .. ألم تكن تكفى هذه الكلمة لأن تخجل هذه السيدة القبطية من نفسها ، وتنسحب من هذه الجبهة العار .. التى ليس لها ضمير ولا أى شئ ..
** هذا هو نموذج أخر ، يتعرض له الوطن .. فالإخوان يلعبون على كل المحاور ، ونحن لا نستفيد من الدروس .. فالجميع يبيعون فى الوطن ، وهناك من ينتقد عمل وزارة الداخلية وتواطئها مع الإخوان ضد الشعب .. وهناك من يشيد بدور الشرطة فى حفظ الأمن والدفاع عن الوطن .. ولكن الحقيقة التى نراها أمام أعيننا أن الشرطة تسحل وتضرب المتظاهرين وتطاردهم بالمدرعات وتطلق عليهم الرصاص الحى والخرطوش .. والحقيقة أن مصر تحولت إلى بالوظة ، الداخل مفقود والخارج مولود !!... فالقضاء أصبح فى خطر والنائب العام يحرك جميع الدعاوى ضد الشعب .. ولا شئ يردعه ..
** لا أستطيع أن أصف أى إنسان يطالب بخوض الإنتخابات البرلمانية القادمة تحت أى مزاعم إلا بالكذاب والأفاق والمضلل ، وإنه لا يسعى إلا لمصلحته فقط .. وأكرر ، مصلحته لا غير .. بينما يضحك على المغيبين والبلهاء ببعض الشعارات الكاذبة والخادعة .. إتقوا الله فى مصر أيها الأغبياء .. فلم يعد هناك لا جبهة إنقاذ وطنى ، ولا جبهة هباب وطنى .. والطريق الوحيد هو الكف عن هذه المهاترات والفوضى والظهور الإعلامى .. فالوطن يحتضر ولا أمل إلا نبذ الذات والنزول إلى الشارع ، والإلتحام بالشعب لقيادة المظاهرات ومطالبة الجيش بالتدخل الفورى ..
** وأكرر .. مطالبة الجيش وليس مطالبة بعض القيادات العسكرية التى لم نعد نعرف لها أى هوية .. هل هى تكتف الشعب والوطن كما تفعل الداخلية .. الحقيقة نحن فى زمن المسخ .. زمن فقدنا فيه الكثير ومازلنا ننزف دماء ودموع ... بينما القواد أوباما يتراقص ويهلل .. ويفتعل بعض الأحداث الإرهابية فى أمريكا التى تتم من تدبيره مثل أحداث بوسطن ، حتى يلهى الشعب الأمريكى ويحرك الشارع الأمريكى ضد الإرهاب ، الذى هو صانعه .. والذى هو زعيمه ..  فقد حقق أكثر وأكثر وأكثر مما كان يحلم به .. ويجب علينا أن نقدمه إلى محكمة العدل الدولية للقصاص منه فيما أحدثه من تدمير وخراب لكل منطقة الشرق الأوسط ...
** فهل نفيق قبل فوات الأوان .. أم نظل مغيبين نلهو ونتراقص ونراقب المليونيات الفاشينكية .. والوطن يضيع ويتساقط كأوراق الشجر فى فصل الخريف .. والقضاء على حافة السقوط ليس من فعل من هم خارج القضاء ، بل من القضاة أنفسهم .. فهناك العديد من الساقطين والمنحرفين والفاشلين الذين يسعون لإسقاط مصر .. اللهم إحفظ هذا الوطن من كل سوء !!!!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: