التائبين حول القبور/ جمال جاف


الليل أفعى
والطريق كالنصل
يتلوى ، يخلخل العتمة
والمنازل أوجار ذئاب
وتجاويف

قبور الدمع
نعش الفصول
أغنية عاشق ذليل
غيمة عمياء تقطع ثديها
ترمي عصابة الجبين
للهالكين الراحلين
نحو افق مدمى
للتائبين حول القبور
لأجساد تتلوى في شوك وحشي

أفرغ رأسه من غبار السنين
رابضا كالأسد الجريح
يلحس كفه المدمى
ينتظر عاصفة
تكنس الغبار

يتدحرج فوق الأنين
يكبو فوق الجبين

النهر دينصور
والعصر لقيط

الضوء تسطع قهقري
والظلام تتلاشى

الوقت خواتم الدهر
والعالم دمعة حزن
والزمن أنسياب ...

بغداد
نرد أعمى
خيزرانة مجوفه
عجوزة تمضغ التاريخ
تغرس اسنانها في الزنود

قلوب كالبراكين
وجوه تلتصق بالزلازل
ومنصور يتدلى راسه فوق الرشيد
عيناه جمرتان

خيول جامحة
يدقون حوافرهم
في ( الشين ) اللاهث خلف الشمس
وتلتف لحية القمر حول الأرض
طالبا الغفران والتدني ... !

أما من غيث
يغسل الرجس
يطهر الارحام
يرقص على الاورام

ثمة رجال
يجيشون السيوف ، والسلاسل ، والأقفال الصدئة

رقاب ، معاصم ، تتحقن
والبشر
يسيلون كالمخاط ...!

CONVERSATION

0 comments: