سيناريو محاولة إغتيال قانونية...الجزء 6/ فراس الور

خارجي :مَبْنَى قِيَادَة حِزِب التَيار الديني الحُر الوَطَني - المَعادي - بَعْدَ ساعَة مِنْ المَشْهَد السالِفْ
داخلي :يكون الوَكيل جالساً مَعْ اثْنَين مِنْ القَيِمين على ادارة الحِزْب بِمَكْتَبِهِ الفاخِرْ، و يكونوا بِنِقاش حامي الوَطيس حَوْلَ مُجْرَيات المَيْدان مُؤَخَرا و حَوْلَ ما تَنَاقَلَتْهُ الصُحُف اليوم صباحاً :

الوَكيل بِغَضَبْ عارِمْ : هَذِهِ اخْطَاء لا تُغْتَفَر!!! الشُرْطَة مَوْجودَة و لَمْ يُطَبِقوا حُكْمَ المَحْكَمَة على يُسْرا !!! لماذا!!! الفاجِرَة كانَتْ يَجِب ان تُجْلَد و تُسْجَنْ فَهذا حُكْمُ مَحْكَمَةِ شَرْعِيَة!!! لماذا لَمْ تَتَدَخًلْ الشُرْطَة لِتَنْفيذ الحُكْم!!!
المدير الأول بتردد : نَحْنُ افْتَرَضْنَا انًه سَيَتِمْ التَعامُل مَعْ الحُكْم بِكُل مَنْطِقِيَة و سَيُنَفًذْ مِثْلَهُ مِثْل سائر الأحْكَام، صُعِقْتُ حينما تَرَكَتْ الشُرْطَة يُسرا لِتَذْهَب حُرًة طَليقَة،
المدير الثاني بِغَضَبْ : هَذِهِ مُؤامَرَة ضِدْ الأحزاب الدينية مِنْ وِزارَة الداخِلِيَة!!! فُلول!!! هَذِهِ خِيَانَة عُظْمَة!!! ارْسَلْتُ رِسَالَة اعْتِراض شَديدَة الًلْهْجَة الى وَزير الداخِلِيَة شَخْصِيَا اعْتَرَضْتُ فيها على الإسْتِخْفاف بِتَطْبيق الأحْكَام الشَرْعِيَة في مصر عموما!!!
الوكيل : هذا لا يَكْفي!!! لَنْ اسْكُتْ على هَذِهِ المِهْزَلَة!!! أنا سأرْفَعُها لِفَخَامَةْ الرئيس شَخْصِياً!!! سَيَأْخُذ لنا خاطِرْ لأنًنَا مِنْ تَيَارٍ واحِدْ!!!
المدير الأول : لا تَتَسَرًعوا هَكَذا...لِنَرَى رَدًةَ فِعْل وزير الداخِلِيَة اولاً، قَدْ لا يَسْكُت على هذا الإسْتِخْفاف، فُلول ام لا فَواجِبَهُ تَطْبيق الأحْكَام،
الوكيل : و ما ادْرانا قَدْ يَكون الوَزير مُطَواطِئْ مَعْ هَذِهِ المُؤامَرَة!!! قَدْ يكون مِنْ اصْدِقَاء هَذِهِ الفَنانَة و دَبًرَ لها باب فَرار مِنْ قَبْضَةِ عَدالَة الشَرْعْ!!!
المدير الأول بنبرة حازمة : لا يَجِبْ التَسَرُع بالحُكْمِ على معالي الوزير، نَحْنُ نَعْلَم ان هذا الجِهَاز ادائُهُ ضَعيف جِدًا فَقَدْ يكون الخَطَئ الذي صَدَرَ نَتيجَة هذا الضُعْف،
المدير الثاني بِغَضَبْ : ضَعيف؟! لا أَظُنُ ذَلِكْ، إلا تَرى كَيْفَ يُطَوِقوا قَصْرَ الإتِحَادِيَة و المَيْدان في ذُرْوَةِ المُظاهَرات، لا أَظُنُ انًهُ ضَعيف بَلْ مُسَيًسْ يا اسْتَاذ، أَلَمْ تَقُل هَذِهِ الفَنانَة انْ سَلام و أمْنَ مِصْر مُرْتَبِطْ بِحُكْم الرئَيس السابِقْ؟! أَلَمْ تُؤَيِد صَديقاتُها الرئَيس السابِقْ و اعْتَرضوا على رَحيلِهْ مِنْ الحُكمْ؟ فُلول بِفُلول و لا ارى سِوَى مُؤَامَرَة كُبْرَى على الثَوْرَةِ و على حُكْمِ الأحزاب الدينية لِمِصْر،
يُجيب المدير الأول مُدافِعاً : هَذِهِ اسْتِنْتَاجات شَخْصِيَة و لَيْسَتْ عَمَلِيَة، أَلَمْ يُصَوِتوا هؤلاء الفَنانات في اسْتِفْتَاء الدُسْتور؟! قَدْ شَاركوا بإرادَة الدَوْلَة و شاركوا بِعَمَلِيَة التَصْويت فَلَوْ كانوا ضِدْ الدَوْلَةِ لما فَعلوا هذا بَلْ اشْتَركوا بِمُؤَمرات لإفْشِال الدُسْتور! و مِنْ جانِبِ اشْمَل نَحْنُ حِزْبٌ لَهُ مَقاعِدُهُ بالبَرْلَمان المِصْري! هَلْ سَنَتْرُك حُكْم البلاد و نَهْتَمْ بِمَنْ سَتُجْلَد و مَنْ سَتُسْجَنْ؟! يَجِبْ انْ يَرْتَقي ادائُنَا الى حِزْبٍ يَحْكُم جُمْهورِيَة كُبْرَى..!
الوكيل : الإسْتِخْفَاف بأَحْكَام المَحاكِم مِنْ واجِبِنا انْ نُعالِجُهُ! كَفى اسْتِهْتَار بأحْكَام شَريعَةَ الله، هَذِهِ دَوْلَة اسْلامِيَة و شَريعَة اللهِ يَجِبْ ان تُطَبًقْ بها بالحَرْفْ..!
المدير الثاني : احْسَنْت، هؤلاء مُسْلِمون و قَدْ انْحَرفوا عَنْ طَريق الحَقْ و الفَضيلَة! يَجِبْ انْ نَمْضي قُدُمًا بالدَسْتور الجَديد رُغْمَ رَفْضِ جَبْهَةِ الإنْقاذ لَهُ و الأطراف الباقِيَة لَهُ و يَجِبْ انْ نُرَسِخْ مَفْهوم الدَوْلَةِ الإسْلامِيَة بِمِصْر! يَجِبْ انْ يَكون لِمِصْر اسْتقلالِيَتُها كَدَوْلَة مُسْلِمَة و الجِهَاد في سبيل اللهِ مِنْ واجِبْ كُل مُسْلِم!
الوكيل بنبرة اهدء و لكن بحزم : سأُكَلِفُكَ بواجِبْ طَرْح مَشروع مَنْع الخُمور نِهائِيَا مِنْ مِصْر في جَلْسَة البَرلمان القادِمَة، و ايضاً قوانين الحُدود يَجِبْ انْ تُفَعًل بالكامِلْ و الحِجَاب يَجِبْ انْ يُفْرَض على كُل مَرأة مُسْلِمَة كَجُزء مِنْ قانون الدَوْلَةِ...و هُنالِكَ برنامج اقْتِصَادي لِتَشْجيع البُنوك الإسْلامِيَة فَقَطْ في مِصْر...
المُدير الأول بِنَبْرَة غاضِبَة : قِفْ عِنْدَكَ يا حَضْرِتْ الرَئيس، بُنوك اسْلامِيَة فَقَطْ؟! كَيْف سَيَقوى جِهَازُنا المَصْرفي بِهَذا الشَكْل و الذي اعْتَمَدَ على البُنوك التُجارِيَة المَحَلِيَة و العالَمِيَة بِحَسَب مَفْهوم الإقْتِصَاد العالمي، و ما مَصير الإسْتِثْمَارات الأجْنَبِيَة التي قَدْ تَجْلِب لِدَوْلَتِنَا دَخلاً قَوياً؟! ثُمً انً الدَسْتور الجَديد اتَخَذَ مِنْ مَبادئ الشَريعَة اساس لَهُ و لِتَشْريعاتِهِ فَكَيْفَ تُطَبَقْ الحُدود؟ انْتُمْ تَعْلَموا انً حُكْمَ جَلْد يُسرا كان تَعَسُفِياً و لا يَجوز اساساً اسْتِصْدارَهُ في مِصر...فَبِالتالي اسْمُه بالمَصري حُكْم نُصْ كُم، ثُمً نَحْنُ نَعيش بِزَمَنْ تَكْثُر بِهِ  البِطَالَة و الفَقْرُ و المَشَاكِل الإقْتِصادِيَة ولَنْ يُسانِدَنا بِمَسْعَانا الأزْهَر الشَريف بِتَفْعيل اي مِنْ تِلْك الحُدود! هذا مُخالِفْ لِفِقْهِ دينِنَا و فِقْهِ الدَوْلَة الإسْلامِيَة! اساساً دَوْلَتُنا وَسَطِيَة و بِتَاريخ مِصْر لَمْ تَشْهَد تَطْبيق هَذِهِ الحُدود...انْظُر مِنْ حَوْلِك فَسَترى انً فَقَطْ الدُوَل التي تَتَمَتًع بِرَخاء اقْتِصَادي تُطَبِقُها مِثْل السُعودِيَة و ايران...ثُمَ انْ تَطْبيقَها غَيْر الزامي و يَعود الى طَبيعَة المَدْرَسَة التي تَنْتَمي اليها الدَوْلَة!
المدير الثاني : لا تَنْسَى انًهُ عَليَنا انْ نُسايِسْ الدُوَل المانِحَة لِلْمُساعدات لِدَوْلَتِنَا...و هَذِهِ الخَطَوات مِنْ شأنِهَا انْ تُقَرِبْ دَعْمَهُم لِحِزْبِنا و لِدَوْلَتِنَا،
الوكيل : فَكِر بِمَصْلَحَتْ بَلَدِكْ يا حَضْرِتْ الشَيْخ سَتَرى الأُمور مِنْ زاوِيَةْ اشْمَل و اوْسَع...
المدير الأول مُتَهِماً الوَكيل و المُدير الثاني : انْتُمْ تَبيعون مِصْر لِمَنْ بالضَبْط؟ هَذِهِ خِيَانَة لِدَوْلَتِنَا، فَنَحْنُ دَوْلَة اسْلامِيَة مِنْ دون فَلْسَفَةِ الفَرْضِ، فَجوامِعُنَا مَوْجودَة و جُزْءٌ كبير مِنْ شرائِعِنَا مُفَعًلَة و نَتَزَوًجْ حَسَبِ شَرِعْ الله و يُفَضُ النِزاعات في المَحاكِمْ الشَرْعِيَة حَسَبِ الشَرْعِ ايْضاً، و الذي يُريد مِنْ ابْنَتِهِ انْ تَتَحَجًبْ فَلْيَطْلُبْ مِنْها ذَلِكَ مِنْ دونِ فَرْض قانون الدَوْلَة...لو كانَتْ هُنالِكَ عائِلَة اسْلامِيَة تَعيش بأمْريكَا فَهَلْ سَتَنْتَظِر اليَوْمَ التي تَفْرِضُ بِهِ الدَوْلَة عَليها الحِجاب؟ قَطْعاً هذا اليوم لَنْ يَأْتي و سَتَطْلُب ذَلِكَ مِنْ ابْنَتِها تِلْقَائِيَاً، ما مَصْلَحَتِكُمْ بِنَتْع مِصر بعيداً عَنْ الإرادة الدُوَلِيَة؟! اقْتِصَاد يَعْتَمِد على بُنوك اسْلامِيَة و مَنْعِ لِلْكُحول الذي قَدْ يؤثر على الحَرَكَة السِيَاحِيَة في جُمْهوريَتُنا و فرائِضْ لَمْ تَشْهَدُها مِصْر مِنْ قَبْل...انْتُم تَعْمَلون لِمَصْلَحَةٍ خارِجِيَة دون شَكْ...هَذِهِ خِيَانَة لِمِصر!ّ!!
يَقِفْ المَدير الأول و يُكْمِل صَارِخاً : يا خَوَنْ!!!
الوكيل صارخا : اخْفِضْ صَوْتَكَ، أَتَرْمي بالتُهَمْ بِصَورَة عَشوائِيَة؟! لَوْلا نُقودِهِم لمَا ثَبَتْنَا وَسَطِ هَذِهِ التَحَدِيَات!!! هؤلاء اكْبَر حَمَلَةْ رُؤوس اموال بالشَرْق، فَماذا سَيَحْصُل لَوْ سايَرناهُم؟!
الميدر الثاني : إذاً لَا تُريد ان تَتَعاوَن مَعَنا...
المُدير الأول صارخاً : لَنْ اسْلَخْ جِلْدَ مِصر لأَجْلِ النُقود! لَن ابَدِلْ واجِهَة مِصر المُتَحَضِرَة لأَجْلِ النُقود! مِصْر الثَقافَة و الفُنون و الأقْتِصَاد المُنْفَتِح على العالَمْ كُلِهِ! مِصْر اكْبَر مَحَجًا سِيَاحِياً بِمِنْطَقَةِ شَرْقِ الأوْسَط! الحُرِيَات التي لَطَالَمَا تَغَنينَا بها! ايْنَ سَيَذْهَبْ هذا مِنْ كَلامِكُم! صَدَقَ الشَيْخُ الأزْهَري عِنْدَما تَكَلًمَ على بَرْنَامِج ناس بوك التي كانَتْ تُقَدِمُهُ الدُكْتور هالة سَرْحان لِيُدافِعَ عَنْ الفَنانَة الهام شاهين فَحينِها قال...اسْلام البَداوَة!
يقف الوكيل و يرد بنبرة استياء : احْفَظْ لِسَانَكْ، ما هَذِهِ النَبْرَة يا حَضْرَة الزَميل، انْتَ لَطالَما كُنْتَ مِنْ اشْرَسِ المُدافِعين عن مَبادئ ديننا و حِزْبِنَا...
المدير الأول بحسرة و نبرة صادقة : تَقيمَكْ مَرْفوض لايْمَاني فَلَسْتَ اسْلاماً اكْثَر مني، في وَسَطِ لَيْلَةٍ تَضَايَقْتُ بِهَا مِنْ الظُروف الحالِيَة نَزَلْتُ الى الشَارِعْ اتَمَشًى تَحْتَ ضُوءِ القَمَرِ لأُرَفِهَ عَنْ نَفْسي...فَرايْتُ الشارِعَ يَكْتَظُ بالنَاس...عائِلاتٍ تَسيرُ فِيهِ لِتُرَفِهَ عَنْ انْفُسِهَا تَحْتَ ضُوءِ القَمَرِ و النُجوم...بِهِمْ النِسَاء المُحَجَبَة و غَيْرِ المُحَجَبَة...و رُبَمَا بِهِمْ المُهَنْدِسَ و القاضي و الحَداد...رُبَمَا بِهِمْ المُدَرِسَة و الفَنانَة و الموسيقي...مِلَلٌ و أمُةٌ لا إلَهَ ألًا الله مَرًتْ مِنْ جَنْبي ...رُبَمَا عَدَدُهُمْ بالمِئَات...و لِأَوًلَ مَرًةٍ بَكَيْتُ حينَهَا و مُنْذُ قِيَامِ الثَوْرَةِ...فَكُلُهُم كانوا يَسيرون سَواسِيَة تَحْتَ السَماء الذي خَلَقَها رَبُ العالمين...تارةً تَضْحَكُ عائِلَة على نُكْتَةٍ طَريفَة قالَهَا احَدُ افرادِهَا و تارةٌ تَضْحَكُ انِسَة مَعْ خَطيبِهَا رُبَمَا لأنًهُ تَغَزًلَ بِجَمَالِهَا و قال لها شِعْر رَقيق، و ثُنائي آخَر حَزين لأنًهٌ مَضى مِنْ عُمْرِ خِطْبَتِهِم ثَلاثَةْ سِنين و هُمْ غَيْر قادرين على الزَواج بِسَبَبْ مَصاريف الحَياة، و تارةٍ اسْمَعُ ضَحِكات امْ مَعْ بَنَاتِهَا...و تارةٍ ارى إمْرَأة تَبْكي و تَشْكي هَمْ فُراقَهَا عَنْ ابْنِهَا الذي رُبَمَا ذَهَبَ لِبِلاد الخَارِج لِيَكْسَبَ لُقْمَةَ العَيْشِ...هَلْ هذا الشَعْبُ البَسيط الغَلْبَان الذي تَنوا رَفْعَ الفَرائِضِ فَوْقَ رأسِهْ...هَلْ يَسْتَحِقً هذا الشَعْب الذي نَزَفَ مِنْ وِزْرِ الثَوْرَةِ انْ تَخْنِقوه بِطُقوس دَوْلَةِ الحَلال و الحَرام...الذي يَسْمَعَكُم تَصْرُخوا بِتْطَبيق الشَريعَة سَيَعْتَقِد انً مِصر زانِيَة كُبرى في سالِفْ عَصْرِها و خالِيَة مِنْ شَرْعِ الله...حَرام!!! فَدَمًرْتُم سُمْعَتِ مِصر في الشَرْقِ و الغَرب!!! افْتَحوا اعْيُنِكُم لِتَروا كَمْ الجوامِعْ المَوْجودة و كَمْ هُمْ المُصَليين بها، يا وكيل الظُلْمِ و يا مُدير تَنْفيذ اوامِرْ الظالم فَلْتَكونوا بردا و سلاماً على مِصر كَما هي سَماء الرَحْمَن التي لا تُمْطِر الًا الخَيْر على شَعْبِهِ و التي لا تَجْلِبُ الًا دِفْئَ الشَمْسَ على عَبيدِهِ، هَذِهِ السَماء التي وَسِعَتْ مارًتِ الطَريق تَحْتَها بِقَلْبٍ وسيع...فَما حاسَبَتْ الضاحِكْ على ضَحِكَاتِهِ و ما حاسَبَتْ الأُمْ الباكِيَة على ابْنِها و ما حاسَبَتْ الخُطًاب و العُشًاق على كلام الغَزَل الجَميل...
يَنْظُر الوَكيل و المُدير الثاني الى المُدير الأول لِبِضْعَةِ ثواني ثُم يَصْرُخ الوكيل : ايْنَ انْتَ مِنْ مَبادئ شَرْعِ المُسْلِمين و الإخْلاص لِحِزبِنَا، هَلْ هذا كلام يا شَيْخِ الفَضَائِل؟ اخْرُج خارج مَكْتَبي فالذي لا يُقاسِمْنَا رُؤْيَتَنا لِيْسَ لَهُ مَقْعَدٌ بَيْنَنا، في الغَدِ سَتُقَدِمْ اسْتِقالَتَكْ...هيا الى الخارِجْ...
المدير الأول : أنا مُسْلِم و انْتِمائي الحِزبي كان مَعَكُم لِغايَةْ ما نَطَقْتَها يا وكيل الظُلْم، و لَكِنْ لِمِصر حَقُ علي، كُنْتُ اريد لِحِزْبِكُم ان يكون مِصريا خالِصاً، صِدْقاً لَنْ تَحْرِمَني مِنْ الجَنًةِ فالجَنًةُ عِنْدِ الله لا عِنْدِكُم...
يَخْرُج خارج المَكْتَبْ و هُوَ بِغَضَبٍ كَبير تاركاً وَرائَهُ الوَكيل و المُدير الثاني، يَنْظُر الوَكيل الى المُدير الثاني و يَتَفاجئ بِنَظَرات التَعاطُف مرسومة على وَجْهِه، فَيَقول الوَكيل بِحَزْم ،
الوكيل بِثِقَة : لا تَجْعَلْهُ يؤثر عليك يا شَيْخ عَبْدالرَحَمن،
المدير الثاني مُحاوِلاً اسْتِرجاع رَباطَة جَأشِهْ : اظُنُ قَلْبُه اصْبَح رقيقاً و لا يَنْفَعْ لِعَمَلِ حِزْبِنا، فَحُب الجِهاد في سبيل الله اولى ان يَسْكُن بالقَلْب عِوَضَ عَنْ كلامِهِ، لا تَخَفْ...فَغَيْرُه احَقُ بِمَنْصِبِه،

*******************
خارجي :مَنْزِل الوَكيل في الزَمالِك - فَتْرَة المَسَاء
داخلي :يكون الوكيل جالِساً على طَقْمِ الجلوس في صَالَة شَقًتِهِ و تَعابير التَوَتُر و عَدَمِ الرِضَا مَرْسومَة على وَجْهِهِ، فَتارَةً يَنْظُر الى الساعَةِ بِغَضَب و تارَةٍ يَطْلُب رَقَم على هاتِفِهِ المَحْمول و يَتَذَمًر عِنْدَما لا يُجيب، يَسْأَل ذاتَهُ،
الوكيل : ايْنَ ذَهَبا فَلَمْ يُخْبِراني شَيْئاً،
و بَعْدَ مُضي دَقيقَة زَمَنِيَة و فَجْأَة نَسْمَعُ صَوْت ريحٍ عَظيمَة في الخَلْفِيَة تُلْفِتْ انْتِباهَهُ و تُصيبُه بِقليل مِنْ الرَهْبَة، و لَكِنْ سُرعان ما يَنْسَى هَذِهِ الظاهِرَة بِسَبَبْ غَضَبِهِ على غِياب زَوْجَتِهِ و ابْنَتِهِ عَنْ البَيْت،
و فَجْأَة يَفْتَح باب الشَقًةِ لِتَدْخُل زَوْجَتَهُ و اخوها الى البيت، فَيَصْرُخ بِوَجْهِهِم الوكيل لِتَرْجُف دَوْلَتْ مِنْ الخَوْف،
الوكيل : لا تَرُدين على المَحْمول و لا اخْبَرتيني سَلَفاً إنًكِ سَتَتَأخًري خارِجْ المَنْزِل فما دَهاكِ!!!
الخال : والله عالْ على هَذِهِ النَبِرَة يا كَمال، إخْفِضْ صَوْتَكَ فَصَوتِكَ يَمْلئ الطابِقْ السَكَني بالعَمَارَة،
يَصْرُخ الوَكيل : لا اُكَلِمَكَ بل اُكَلِمْ زَوْجَتي،
الخال و هُوَ يَغْلِق باب الشَقًةِ : يا هذا اخْفِضْ صَوْتَكْ، لَسْتُ وَلَدْ صَغير كي تُصَرِخَ عليً!!! مارِسْ ضَبْط النَفْس لَوْ سَمَحْت!!!
الوكيل : فَلْتَخْرُج خارِجَ بَيْتي انْ لَمْ تُعْجِبْكَ نَبْرَتي، فَلَمْ ادْعوكَ مُنْذُ الاساس،
يَسْتَفِزْ هذا الكَلام الزَوْجَة فَتَصْرُخ بِوَجْه زَوْجِها : إلْزَم آدَبَك مَعْ أخي، لَنْ اسْمَحْ لَكْ لِتُكَلِمَهُ بِهَذِهِ الًلهْجَة،
الوكيل : و ايْنَ شيرين؟! اريد انْ اكُلِمَها؟!
الخال : انها بالحِفْظِ و الصَوْن!!!
الوكيل : اسْمَعْ يا مَحمود!!! انْ لَمْ تُعِد ابْنَتي سأُقَدِمْ بِكْ بلاغ اخْتِطاف بِحَقِها!!!
الخال : مَنْ تَظُنُ نَفْسَكْ لِتُقَدِم بي بلاغ؟ اساساً سَتَفْضَح نَفْسَكَ امام النِيَابَة انً بَيْتَكَ مَليئ بالمَشاكِل و سَتَفْقِد احْتِرامَكْ و هَيْبَتُكَ بالنِيَابَة بَيْن زُملائِكَ و بالحِزْب، هَلْ سَتَشْعُر بالفَخْر إذا تَمً ادْراج ابْنَتُكَ و اسِمْ نَسَائِبَكَ في محاضِرْ القِسْم؟
تَتَغَيًر نَبَرْة الوَكيل قليلاً، فَيُديرَ ظَهْرُه لِزَوْجَتِهِ و اخوها و يَقول بِنَبْرَة حازِمَة و لَكِن بِصورَة اهدء : لَيْسَ لي بَنات، فَمُنْذُ انْ كَسَرَتْ كَلامي ابْنَتي و انا اشْعُر بِخَيْبَة الأَمَل...
الزَوْجَة : فَلْنَدْخُل الى الصَالَة...هيا...فَقُرْبَنَا مِنْ الباب سَيَفْضَح أمْرَ نِقاشَنا بَيْن الجيران،
يَتوجهوا بالشَقَةِ الفَسيحَة الى الصَالَةِ و يَجْلِسوا، فَيَسْأَل الخال كَمال،
الخال : ماذا دَهاكَ يا كَمال؟ دَوْلَتْ تَشْتَكي مِنْكَ كَثيراً و خُصوصاً بالآوِنَةِ الأخيرَة،
الوكيل بِصورَة جافَة : و مَنْ لا يَشْكي بِهَذِهِ الفَتْرَةِ العَصيبَة مِنْ بلادِنَا...
الخال : لَمْ تَفْهَم علي، دَوْلَتْ تَشْتَكي مِنْ مُعامَلَتِكَ لها يا كمال،
الوكيل : هَذِهِ اسْرار بَيني و بَيْنَ زَوْجَتي، فَمَا شَأنُكَ انْتَ،
الخال : هي اخْتي و راحَتُها تَهُمُني، لَنْ اشْعُر بِسُرور و هي تَعيش مَعَكَ و انْتَ بِهَذا المَزاج السيئ،
الوكيل : أؤكِدْ لَكْ اخْتُكَ بِخير، أنْتَ تَعْلَم كَمْ انا بِطَبْعي شَديد بالمَنْزِل،
الخال بِنَبِرَة حازِمَة و فُحولَة : هُنالِكَ مَوال لا أُحِبْ ان اسْمَعَهُ مِنْ اختي دَوْلَت، اتَعْلَم ما هو؟ انًهُ موال اخاف انْ يَضْرِبَني؟ هي لَيْسَت بِنْتٌ قاصِرَة لكي تَقوى عَليهَا بَلْ سَيِدَة مُجْتَمَع ناضِجَة و لها مَكانَتُها بِحِزْبٍ كَبير،
الوكيل بِعَصَبِيَة : حِزْبٌ يُحَرِضُها على التَحَرُر بما لا يَنْصَح بِهِ الإسْلام...
الخال : كَيْف؟ فَسِر لي هذا و هي مُلْتَزِمَة تؤدي صَلاتَها بِمَوْعِدِها و تُحافِظْ على حُب زَوْجِها و مُخْلِصَة لَهُ، آلا تَخْدُمُكَ بالمَنْزِل و تَصونُ طَلَباتُكْ...
الوكيل مُحْرَجاً : نَعَم...و لَكِنْ...و لَكِنْ...تُناقِشُني بِكُل شَيئ...اكاد لا آخُذ قراراً و تُناقِشُني بِهِ،
الخال : كيف...اعْطيني مَثَل...
الوكيل : مَثَلًا مَوْقِفْي مِنْ الفُنون...تُؤَيِد الفُنون التي تَشْتَرِكْ بِهِ فاجرات التَعري و الهلافيت الذين يَدًعون انًهُم يُمًثِلوا بلاد عَريقَة مِثْل مِصْر و لا تُؤَيِد مَوْقفي مِنْ هَذِهِ القَضِيَة،
تقاطعه الزوجة : أنا مِنْ حَقي ان يَكون لي مَوْقِفْ مِنْ تِلْكَ القَضايا، أنا لا ارى انًهُم يَصْنَعون إثْماً لكي اعْتَرِضَ طريقَهُم، هذا صِراع ثقافي بَيْنَ حُريات كانَتْ مَوْجودة في عَهْدِ الرئيس السابِقْ و التي سَمَحَتْ لَهُم بِهَذِهِ الفُنون و بَيْنَ ما تَلى وراء الثَوْرَة، و جُرأتُكُمْ التَعَسُفِيَة مَعْ يُسرا و ما كُنْتَ على وَشَكِ فِعْلُه مَعَها، ألَيْسَ عَيْبٌ، هَذِهِ امْرَأة عُمْرُها ما تَعَامَلَتْ مَعَنا و ما طَرَقَتْ بابَنَا و لَمْ تُؤْذينَا بِشَيئ، فَمَا شأنُنَا بِها...
الوكيل : هَذِهِ مُسْلِمَة و عليها التَقَيُد بِشَرْعِ اللهِ....
الخال : اهْتَمْ بِشؤون بَيْتِكِ و دَعْ الخَلْقَ للخالِقْ...يا أخي فَلْيُحاسِبْها زَوْجُها إذا هي على صَواب ام خَطَأ...لو كُل فَرْدٍ اهْتَمً بِشُؤنِهِ الخاصًة و اَكْتَفى عَنْ أذِيَةِ غَيْرِهِ لكانَتْ بِلادَنا اعْظَم بِلاد على الإطلاق...
الزَوْجَة : انا اعْلَم ما ُيضايِقُكَ، مُنْذُ انْ انْتَمَيْتُ الى حِزْب الديمقراطية المِصري و انْتَ تَهابَني...
يَضْحَك الوكيل : أنا اهابُك؟ كَفي عَنْ السَخافات...لِمَاذا اخاف مِنْ زَوْجَتي...
الزوجة : انْتَ تخافُ انْ يُصْبِح لي كَيَانِ المُسْتَقِل و شَخْصيتي المُسْتَقِلَة...انْتَ تَخاف ان ارْتَقي بالحِزْب و اُصْبِح بِقَدْرِ نَجاحَكْ لِذَلِكَ تَسْعَى لِتَرويضي بالشِدَة لِتُقْنِع نَفْسُك انًكَ مازِلْتَ زَوْجي و سَيِدْ عليً...
الخال : رُبَمَا انْتِ صائِبَة يا اخْتي...فالإسْلام لا يَعْتَرِض المَرأة العامِلَة إطْلاقاً...
الزوجة : انْتَ تُريدُني انْ اكونَ بإسْتِمْرار تابِعَة لَكْ في كُل شيئ و لا انْطِقْ بتاتاً الًا تَحْت امْرِك...لا صَوْتَ لي و رأي لي بِشَيئ...
الخال : لا هذا كَثير...ماذا حَصَلَ مَعَكْ يا كَمال...ما هُوَ سِرُك؟
الوكيل بِخَيْبَة أمَل : انْتُم لا تَفْهَموا الحُلُم الذي لَدي...دَوْلَة اسْلامِيَة يَتَقَيًد الكُل بِشَرْعَ الله بها...لماذا لا يُريدوا تَطْبيق شَريعَة الله كامِلَة و ايْنَ ذَهَبَ حُبُ المُسْلمين لِشَريعَتَهُم...أنا لا افْهَم كَيْف يكونوا هَؤُلاء الفَنانين مُسْلِمين و يُمَثلوا مَنَاظِر بِهَا جُرْئَة على التِلْفَاز...أنا لا اتَفَهًمْ كَيْف يَتَعروا و هُمْ يُمَثِلوا مِصْر في المِهْرَجانات العالَمِيَة بِهَذا الشَكْل المُشينْ...و انا لا افْهَمْ كَيْفَ زَوْجَتي تناقِشُني بِقَراراتي داخل المَنْزِل...و كَيْف تُسَجِل ابْنَتي...بِغَيْر ارادَتي...تُسَجِلْ بالفُنون بالكُلِيَة و هي المَادَة التي اكْرَهُهَا و اشْعُر انها تُهين سُمْعًتَنَا بالخارِجْ و الداخِلْ...أنا اعيش حَالَة خَيْبَةِ أمَلَ كامِلَة بِسَبَبْ حَالَة السِكِتْزوفرينية التي تَعيشُها ارادة الشَارِعْ المِصري بِهَذا الخُصوص...فَتَيَار ليبرالي يُريدُ شَدْ بلادي الى المَدَنِيَة و يَرْفُض الدُستور الجُديد و ارادَة احْزابَنا التي تُنادي بِحَق هَيْمَنَةِ الدَوْلَةِ الإسْلامِيَة سياسياً و اجْتِماعياً، هُنالِكَ تَجارُب ناجِحَة بِهَذا الخُصوص بِبُلدان اسْلامِيَة ثانية فَلِمَاذا تَكون مِصْر مُخْتَلِفَة عَنْهَا، لِمَاذا هَذِهِ الغُرْبَة عَنْ الأَسْلَمَةِ في عَهْدِنَا...هُنالِكَ ضُغوطاتٍ لِحَل المَشاكِل الإقْتِصادِيَة ايْضاً، و وَضْعي بالبَيْت لا يُريحني مِنْ هَذِهِ الضُغوطات...ما هو الحال...يا دَوْلَت وفري لي الراحَة بالمَنْزِل...أنا اموت مَوْت بَطيئاً مِنْ الضُغوطات و الغَيرَة على مَصْلَحَةْ الحِزْب الذي انْتَمي اليه...
الخال : هل حالَةْ الإحْتِقان التي تَعيشُها الحَلْ؟ يا كَمال انْتَ تَسْعى لِفَرْض دَوْلَة اسْلامِيَة كامِلَة بِعَهْدِ غَيْرِ عَهْدِها، المُناسِبْ لِلْدُوَل الثانية لَيْسَ مُناسِب لِمِصْر...مِصْر وَزْنُها بِثَقافَتِها و فُنونها...اكْبَر رابِطْ رَبَطَ مِصْر مَعْ البُلدان العَرَبِيَة و الغَرْبِيَة هي فُنونها...و لَوْلا انْفِتاح بِلادِنَا عَلى الشَرْق و الغَرْب لما شَهِدَتْ هَذِهِ الثَقَافَةُ و الفُنون هَذِهِ العَمْلَقَة...المِصْريون مُشْبَعون بِروح المَدَنِيَة بِعَكْسِك...هُمْ لا يُشارِكوك حِلْمِكَ يا كمال لِذَلِكَ لا تَسْتَطيع فَرْض سِيَاسَة حِزْبِكَ عَليهِم...و هم اساساً مُهْتَمين بِلُقْمَةِ العَيْش اكْثَر في هَذِهِ الايام...هذا مِنْ جانِبْ...أما زَوْجَتُكَ فإنٍها شَريكَة حياتِكْ و هي مُثَقًفَة لِتُناقِشَك بِقراراتِكَ، هي لَيْسَتْ قاصِرْ و حياتِها مَرْبوطَة مَعَكْ فَمِنْ حَقِها ان تَسْأَلَكْ بِمَا يَتَعَلًقْ بِقَرارات البَيْت...لا تعيش بهذا الإحْتِقان يا كَمال...كَما انً ابْنَتُكَ مِنْ حَقِها ان تَخْتَار التَخَصُص التي تَشْعُر انًها سَتُبْدِع بِهِ...
الزوجة : رُبما صُوَر الفَنانَة يُسْرا التي تُعَلِقَها على حائِطْ غُرْفَتِها تُزْعِج كَمال بَعْضَ الشَيئ...كَمال يَشْعُر انً شيرين مُتَأَثِرَة بِمْشوار يُسرا الفني، و كُلًما كُنْتُ اسْأَلُه إذا كان هذا السَبَب وراء كُرْهِ لِيُسرا و الفُنون بِحَقيقَة الأمْرَ ام انً تَطْبيق الشَريعَة هُوَ اللغُز...لا يُجيبُني...
الوكيل : انْتُم تعامِلونَني و كأنًنَي مريض و تُريدونَ تَشْخيص الحَالَةِ المَرَضِيَة التي لدي...كفا فلا اسْتَطيع التَحَمُل اكْثَر مِنْ هذا...فالْتُسَجِل شيرين بالمَادَة التي تُريد فَهِيَ حُرًة طَليقَة لِتَفْعَل ما تَشَاء لَكِنْ واللهِ لِسَانُها لَنْ يُخاطِب لِساني بَتاتاً...و اما انْتِ يا دَوْلَتْ فَشُكرا على هَذِهِ المُحاكَمَة الَلطيفَة...انْتِ زَوْجَتي و مِنْ حَقي ان تُطيعيني بِبَعْضِ الأمور التي اشْعُر اًنها لا تُناسِب بَيْتي...أنا اشْعُر انً انْتِمائُكِ لِلْحِزْب يَجْرِفُكِ الى مُعارَضَتي و مُسَائَلَتي كثيراً،
الزوجة : تَصَرًف صَحْ يا كَمال...أنا لا ارى انً وِجْهَات نَظَرُك بالنِسْبَة الى مِصْر هي الصَائِبَة...اسْلَمَتْ مِصر بالكامِلْ بِهَذا الشَكْل يُضايِقُني...أنا لا اشْعُر ان زوجي يَنْتَمي الى حِزْب يُريد مَصْلَحَة مِصر...هَلْ اسْلَمَتْ الدَوْلَة سياسيا سَيَجْعَل مِصْر اكْثَر اسلاماً؟
الوكيل بِصُراخ و نُفور : يا دَوْلَتْ الرَحْمَة مِنْ هذا الحوار...انْتِ تَضَعيني بِقَفَص الإتِهام و لا تُشارِكيني حُلُمي السياسي...عُموماً انا مُتْعَب و اشْعُر بأنني اريد ان اتَمَشَى قليلاً...سَنُكْمِل حَديثَنا فيما بَعْد، عَنْ اذْنِكُم،
يَتَوَقًفْ الوَكيل عِنْدَ الباب عِنْدَ سَماعِهِ صَوْت النُوء يَرْتَفِع رويدا رويدا لِيَصِل الى ذُرْوَةً تُشْبِه صَوْت إمْرِأة تَصْرُخ...يَلْتَفِتوا الجَمْع الى نوافِذْ بَيْتَهُم ليروا بَعْضاً مِنْ صواعِقْ البَرْق تَلْمَع في الخارِجْ ثُمً تًهْدء الريح...يَخْرُج الوَكيل غاضِباً لِيَبْقى الخال و اخْتِه جالسين في مكانهم...
و بَعْدَ دَقيقَة صَمْتٍ تَسْأل الزَوْجَة الخال : هل سَمِعْتَ؟
الخال : كانَ يُشْبِه صَوْتَ صُراخ إمْرأة تَتَألم رُبما...
الزوجة : هَلْ هُنالِكَ نوء بِهَذِهِ القُوَة...أم ماذا سَمِعْنَا مُنْذُ قليل بالضَبْط؟

CONVERSATION

0 comments: