مشايخ العار وفتاوي الانتحار/ سعيد ب. علم الدين

القلب ينزف أمام هذا الارهاب الدموي الاسلامي السني والشيعي التكفيري المتطرف والمتمادي في سوريا بالتحديد في غيه وضلاله، وجهله وغبائه، وإفكه ونفاقه، وتناحره وانتحاره، وكفره وتكفيره، وإيغاله في سفك الدماء العزيزة وقتل الأبرياء بطريقة وحشية بربرية دنيئة لا علاقة لها بالانسانية، والى درجة مخجلة ومقرفة ومقززة ومرعبة ومروعة ومدمرة للآخرين والذات نعجز عن وصفها والتعبير عنها بالكلمات. 
أخبارنا اليومية المزعجة للأذن البشرية ومن كل الدول الاسلامية تتصدر فضائيات وصحف العالم. فألف مبروك لملالي الفتنة والدمار ولما حققوه من نجاحات في هذا المجال، ولما يسمى امة اسلامية تحولت الى ماضٍ وآثار. ونادرا اليوم ان نجد دولة اسلامية لا تتخبط بالمشاكل. عدا تركيا العلمانية التي قطعت حبل الوريد مع الماضي والتخلف والخزعبلات وثرثرة المشايخ على المنابر على يد قائدها التاريخي العظيم اتاتورك. وأيضا دول الخليج العربي التي انتهجت سياسة حكيمة جدا وناجحة لم تقطع مع الماضي ومتلائمة مع العصر. ايضا الممالك العربية وضعها مستقر افضل بمئات المرات لما يسمى جمهوريات عربية واسلامية قمعية استبدادية ركيكة ومتخلفة دكتاتورية مريضة هي كلها قنابل موقوتة وممكن ان تنفجر في اي لحظة. ومن هذا المنطلق استطاعت جمهورية الملالي الظلامية بقنبلتها الذرية، المرعبة لنا قبل اسرائيل، وأفكارها الشيطانية وسياستها العدوانية أن تنقل صراعاتها الداخلية وبخبث الى دول الجوار العربية من خلال مخابراتها وإذكائها للفتن الطائفية المشتعلة او تحت الرماد بدعم كبير بالمال والسلاح واكبر بالحقد والشعارات المذهبية للمجموعات الشيعية الموالية لها والتي تحولت الى خنجر في قلب لبنان والعراق وسوريا واليمن. لا نقصد هنا ابدا الشيعة العرب وهم كثر المحبون لأهلهم والمخلصون لأوطانهم والذين يتألمون مثلنا واكثر مما تفعله ملالي الحقد والظلم من اجرام. وبينما كانت الملالي ترفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل كانت تعمل خفية على موت لبنان والعراق وسوريا واليمن. وشعارها الغير معلن اليوم هو الموت للسعودية الموت لدول الخليج العربي. ولن تفلح لأنها وكل أذنابها على باطل ويعملون عكس المسيرة البشرية وتطور التاريخ. واتوقع هنا ان يحدث في ايران ما حل بالاتحاد السوفيتي الذي زال عن الخارطة.
لقد ضجر العالم منا ويريد اتقاء شرنا فقط. هو لم يعد يكترث لمآسينا التي بمعظمها من صنع ايدينا ويتفرج علينا اليوم ساخرا ومتعجبا، من ما آلت إليه أوضاع " خير أمة أخرجت للناس". 
هل حقا نحن خير أمة أخرجت للناس ام نحن أمة قد فقدت المشاعر الانسانية والاحساس؟ وبسهولة يتحول الشاب المسلم الى ارهابي متطرف رافضا ملذات الحياة مقبلا بسرور على موت رخيص للقاء حوريات هن اضغاث احلام. ولا وجود لهن الا في ثرثرات مشايخ الجهل والعار وملالي الفتنة والدمار. 
وماذا عن مشايخ الحروب والتهديد بقطع الأيدي والألسن والرؤوس وقطعها فعلا دون رادع اخلاقي؟ 
لقد خجلت من افعالكم حتى القبائل الافريقية البدائية التي تسير كعادتها بلا خجل عراة في الغابات وانتم اليوم بافعالكم التي ترتكبونها، تفعلونها بلا خجل عراة امام كل المجتمعات.
لقد اسقط هؤلاء البرابرة الجدد بممارساتهم الشاذة وافعالهم المرفوضة كل القيم والمبادئ والاخلاق الاسلامية التي يثرثرون بها صباح مساء.
ولأول أشعر بالخوف على الثورة السورية الجبارة وتضحيات هذا الشعب العظيم في الحصول على حريته واستعادة كرامته من ابشع نظام مخابراتي شرير ظالم هو نظام عصابات آل أسد . لقد نجح هذا النظام بدعم روسي ايراني الى تشويه الثورة السورية عبر جماعات اسلامية دموية لا علاقة لها بالثورة ولا بطموحات واحلام وتضحيات الشعب السوري.
ولكني ما زلت على ثقة ويقين بأن تضحيات الشعب السوري لن تذهب هدرا وثورته الطاهرة ستنتصر على كل القتلة والمجرمين الأنجاس الملوثة ايديهم بدماء الابرياء. 
ملالي ايران تلعب مع العالم بدهاء وتقرع الطبول، وعندما تصل الى حافة الهاوية تنعطف بذكاء ولا تدخل في المجهول كما فعل صدام الذي يتحمل برعونته وغروره ومقامراته واستبداده وظلمه وحروبه الفاشلة وهزائمه الموصوفة المسؤولية الكبرى لما حل ويحل بنا من كوارث ومآس وبلاء لملالي الظلام الباع الطويل في تأجيجها حقدا علينا وعلى اي تقدم ديمقرطي لمجتمعاتنا.
الارهاب الاسلامي اصبح سمة عصرنا وماركة مسجلة باسمنا يتفاقم وينتشر، رغم فشله الذريع في تحقيق اي هدف، ولن يستطيع تحقيق هدفا ما سوى الموت الرخيص وقتل الأطفال والنساء بفتاوي مشايخ الحقد والجهل والخبث والغباء. حيث يتم غسل دماغ المسلم المتطرف المحدود بحلاوة الوعود وممارسة الجنس وشرب الخمرة في الجنة بلا حدود وتحويله بهكذا تراهات وخزعبلات من انسان عاقل فاعل الى جاهل فاشل بحزام ناسف وسيارة مفخخة وقنبلة متفجرة وساطور وسكين. 
فلا انتحاريي القاعدة القاعدين على أقفيتهم فكريا وتحت اقفيتهم انسانيا لجموا امريكا وحرروا جزيرة العرب من العلوج، على العكس هاجت كياجوج وماجوج وازدادت شراسة وردت لهم الصاع صاعين باحتلال العراق وافغانستان . وهي تلاحقهم في كل مكان بطائرات من دون طيار، وهم يفرون أمامها مذعورين مبعثرين مشردين هائمين على غير هدى يتساقطون هنا وهناك كالعصافير الصغار. واخرجت القائد بن لادن من مخبئه الحصين وأذاقته لذة الموت بعد ان تلذذ بما فيه الكفاية بنسائه الكثر والقته وحيدا في البحر. كما اخرجت من قبله صدام الذي ذاق لذة الاعدام بعد ان اعدم بظلمه وبطشه الآلاف.
ولا انتحاري حماس اعادوا شبرا من فلسطين على العكس ساهموا بتعطيل السلام وتقسيم فلسطين وتخريب قضية الشعب الفلسطيني، وردا عليهم انتخب الناخب الاسرائيلي اليمين المتطرف والمتشدد في سياسة الاستيطان ورفض الدولة الفلسطينية جملة وتفصيلا.
ولا انتحاريي العراق دحروا الامريكان واوقفوا التغلغل الإيراني في الشأن العراقي على العكس، نشروا الفوضى وقتلو الابرياء، وامريكا ما زالت في العراق ضمن اتفاقية امنية. وملالي ايران استطاعت الهيمنة على السياسة العراقية الى درجة ان العراق اليوم هو ذنب تابع لايران.
ولا انتحاريي طالبان دحرو الامريكان واوقفو مسيرة الدولة الأفغانية. 
والمضحك هنا ان مشايخ الجهل والغباء والحروب يبعثون المغرر بهم من الشباب الى الانتحار ويختبئون هم في الجحور كالجرذان. فأسامة بن لادن حرم محمد عطا وفرقته الانتحارية من التمتع بملذات الحياة وارسلهم الى الموت والمجهول. اما هو فقد اختبأ لسنوات في جحره يتلذذ بملذات الحياة بمشاهدة الافلام الاباحية الشاذة وممارسة ذلك مع نسائه. اما ابنه عمر بن لادن فيتلذذ بالحياة الرغيدة مع زوجته الانكليزية، بينما الانتحاري اللبناني ابن الجراح ذهب الى الموت والمجهول تاركا الجامعة والمستقبل والعذاب لأهله المفجوعين. 
فكل مشايخ الحروب وفتاوي الانتحار يرسلون المنتحر الى الموت مدمرين حياته ومتسببين بتدمير حياة الآخرين. وهم ونسائهم يتمتعون بملذات الحياة ويرسلون ابنائهم وبناتهم لبناء المستقبل الزاهر والدراسة في جامعات الغرب الكافر.
الحياة اصلا تصبح فكرتها سخيفة وبلا طعم عندما ننهيها بانتحار. الحياة هي تحد مستمر لا بل كلها تحديات لا ينتصر فيها الا الواقف شامخا في وجه الاعصار. والشجاعة والرجولة هي في العلم وفن القتال والانتصار على الاعداء وجها لوجه وليس في فن الاختباء كما يفعل مشايخ العار وتحويل الجسد الى اشلاء كما يفعل مسلمو الانتحار. 
واذا كانت قصة الحوريات صحيحة، فلماذا يختبئ حسن نصر الله يا للعار خلف الشاشة منذ عام 2006 خوفا على حياته من اسرائيل، بدل ان يظهر بطلا متحديا الموت طالبا الشهادة للقاء الحوريات؟
نصر الله يرسل الشباب الى الموت، ويتابع التمتع بملذت الحياة في مخبئه المحصن. ظهوره الأخير على العلن وباطمئنان أكد رضا اسرائيل عليه بعد ان زج بشبابه لقتال الشعب السوري المظلوم المسكين وليس تحرير مزارع شبعا والقدس والى ما بعد بعد حيفا وباقي فلسطين.
قديما كان القائد يقود المعارك ويقاتل في الصفوف الأولى وينتصر بفخر او يسقط بشرف. هتلر انتحر مع عشيقته ايفا بروان بشرف كي لا تتعرض كرامته للاهانة من قبل العدو ويقبض عليه في مخبئه ليخرج مهزوما ذليلا كما فعل صدام حسين. وايضا القائد الفينيقي العظيم هنيبعل انتحر بفخر كي لا يهان من قبل العدو. فاين قيادات الاسلاميين المهزومة والمرعوبة والمختبئة كالجرذان من هؤلاء؟ 
أما كان أشرف لإبن لادن ان يقتل في ساحات القتال على ان يخرجوه من بيته جثة بلا بنطال؟ 
أما كان أشرف لصدام ان ينتحر بطلا برصاصة على ان يخرج جبانا ذليلا مكسور الجناح؟ 


CONVERSATION

0 comments: