لعلك تتذكر يا رئيس الوزراء فتردع أصابع سلطتك ووزارتك؟/ كريم مرزة الأسدي

المظلومية والشعور بالمظلومية ، والشعراء ، وقصائد ومقاطع من قصائدي تقض المضاجع  

1 - أجّـجْ دمــــاءَكَ ما تعيشُ مُحاربا 
لا يســـــمعُ الدّهرُ الأصمُ مُــعاتبا
 اقــــــــحمْ بحزم ٍ لا يُثنـّى عزمُـهُ 
إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصاحبــا
لا يستقيمُ مــــــع الزّمــــان ِ تردّدٌ 
فالصبرُ حجَة ُ مـــنْ تعوّدَ خائبـــا

** المظلومية والشعور بالمظلومية ، والشاعر واللاشاعر ..!!
نشرتُ أربع صور شخصية لكاتب هذه السطورأخذت لي في مغتربي بمدينة أتلانتا الأمريكية حيث منزلي مع زوجي وأولادي ، والصور تعطي الكثير عن معالم شخصيتها من نواحٍ ، ثم للنشر دوافع أخرى يفهمها مَن يفهمُ ! وأرفقت الصور ببعض قصائدي أو مقطوعات ، ومنها مقطوعة نظمتها في الحال ارتجالاً ، مع بعض ما أردت توصيله للسيد رئيس الوزراء والمسؤولين في زمن حرج يمرّ فيه  عراقنا الحبيب ، إذ لا أمن ولا أمان ، ولا ثقافة ، ولا زراعة ، ولا صناعة ... وكلّ الأمور متشابكة مع بعضها البعض كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر ، فهذا الخلل الأمني الواضح الجلي للعيان ، ومئات الضحايا يوميا بلا انقطاع
 ، فيعطينا دلالة واضحة جزماً هنالك خلل في النواحي الثقافية والتعليمية والصحية والصناعية والزراعية ، ومن يغمض عينيه يكن كالنعامة.
ليس بالضرورة كل الناس تعرف هذا الخلل ، ومن البديهي ليس  كل من يعرف يحسّ ، والإحساس متنوع ، فإذن ليس كل المظلومين الذين يعرفون أنهم مظلمون ، يحسون ويصرخون ، فالمظلومية شيء ، والإحساس بالمظلومية شيء آخر ، فيذهب الأولون للصبر الجميل ، والحقيقة هم عاجزون ، خائفون ، لا يفقهون مستقبل الأوطان ، وحق الأجيال ، لذلك  قلت في أحد أشطر أبياتي السابقة ( والصبر حجّ مَنْ تعوّد خائبا) ، ولا توجد أي علاقة بين الحالة المادية والمنزلة الاجتماعية ، والثقافة الأكاديمية أو الحياتية ، والإحساس الصارخ المؤجج للشورات ، وتصخيح مسار الأمم ، ومستقبل أجيالها ، ولكن نجدها جلية واضحة لدى المفكرين الثوار ، و الشعراء الكبا ، لذا يقال الشعراء لسان حال الأمم ،  ومن قادة ثوراتهن ، والله الموفق لكل خير ، وإليكم ما كتبت مع الصور من كلمة للسيد رئيس الوزراء لا، والقصائد والمقاطع :   

2 - 
لا تراني واحــداً ، تحتَ لســـانـي  
أمّةٌ ،ذرّاتـــها صـــاغتْ كيــانــــي
هل نسيت يا أبا إسراء - السيد رئيس الوزاء المحترم - تركت كلّ الدنيا بما فيهم جماعتك ،
والأحزاب الإسلامية الأخرى ، وسلمتني ديوان جدك المرحوم (محسن أبو المحاسن ) النسخة الأصلية ، لكي أنقحها لك وأحققها ، وفي لحظة استلام النسخة ، ومجرد نظرة خاطفة ،كنت قد مزجت بين قصيدتين من بحرين مختلفين ، ولهما الروي نفسه ، والقافية ذاتها ، ونبهتك واندهشت وصعقت ، ألم تشترِ - يا سيدي الكريم - عشرين نسخة من ديواني الثاني (حصاد أيام وأيام ) .. ولا أكمل ...؟ مَن مثلي بعد خمسين عاماً من النضال والتدريس وخدمة أجيال العرب من المغرب حتى العراق ، ومحارب من بلدٍ إلى بلد ، ويأتي اليوم ليحاربني أزلام نظامكم ، ويوجهون أخس القوم وأجهلهم لهز طود من أطواد العرب ، يا جبل ما يهزّك ريح ، على كل حال :
ليس الغبيّ بسيدٍ في قومهِ *** لكن سيد قومهِ المتغابي !!
لا تراني واحــداً ، تحتَ لســـانـي
أمّةٌ ،ذرّاتـــها صـــاغتْ كيــانــي
لغةُ الضّادِ وربّي قــــــــد حبانــي
سرّها المكنون في حسن المعاني
فتجلّتْ روعةً منـــها منها بيـــاني

بانســيابٍ وشجــــونٍ وافتنـــــــانِ

ياعراقٌ أنــــــتَ ينبـــوع المعانـــي

طيبكُ الغافي ولا طعـــــمُ الجنــــان
********************
علـّلاني ما دهـــــاني عــــــلّلاني

غربــــــةٌ النفسِ ، بلادي للهوانِ

صدرُ أمّي وثراها أرضعــــــــــاني

جذوةَ الحبّ ، ضميرَ المتفانـــــــي

أنا طبعي للعلا أنّـــــى تــــــــــراني

بمديـــــــــحٍ أو هجاني من هجاني

رشفةٌ من ذي ( اللمى) لا بالمـــدانِ (1)

إنّما القتــــــــلُ وتدميــــــر المباني

ياعراقٌ أنــــــتَ ينبـــوع المعانـــي

طيبكُ الغافــي ولا طعـــــمُ الجنــــان

3 - القصيدة التي هزّت مضاجعهم قي الأسبوع الذي اسموه بغداد عاصمة للثقافة العربية :على السريع من (البسيط) :كريم مرزة الاسدي 
هدْهدْ بشـعركَ مــــا أهــــــــدتْ ليالينا
أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغــــــــــانينا !!
وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍوما سطـَرتْ
أقـلامُـــها للنهى والذّكـــر ِتبْيينـــــــــا

كــــــــــأنَّ بغدادَ مــــا كانــتْ بحاضرة ٍ 
ولا الرشيدً، ولا المـــــأمونَ ماضينا(1)

فـ ( دار حكمتِها ) تاهــــتْ نواجــــزُها
بـحاضراتٍ تعرّتْ مــــــن مآسيــــــــنا

إنـــّي أعرّي زماناً بَيْعــــهُ أفـــــقٌ
للحالمينََ بنهـــبٍ مـــن أراضينا

إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ الـعودِ داعبها
توهّمتْ ، فــزهتْ زهـــوَ المُغنـّينا

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفــــــلتْ قمماً
مـــن العلوم ، ونخلاتٍ لــــــوادينا

لا تعذل ِ القـــومَ نسياناً ، فيومهمو
نهْب الصراع ، فمـا يدريكَ يدرينا !

يا أيّها النجــفُ الأعلى إذا جهلوا
ميراثكَ الثـّر َّ، والغرَّ الميامينا (2)

ما بالهم رقدوا عن أنفس ٍنهضتْ
يومَ النضال ِ، وما كانت شياطينا

الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ ،ومـا نجبتْ
واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســـلاطينا

شــاد (المعرّي) بشدو ٍحين قينتهُ
في(دار سابورَ)، قد لاقتْ معرّينا (3)
** 
يا منبعَ الشعر ِ: أيــامٌ ستــطوينا
ويسخرَالدّهر ممّن كــان يُزرينــا

إنْ أنـسَ لاأنس تاريخـاً مررتُ بـهِ
قد هدَّ عود ،وهل تـُنسى عوادينا ؟!

 " أينَ الرضا والرضا من قبلهِ وأبــو 
موسى، وأين ِ عليّ ٌ " من معالينا ؟(4)

وأينَ(جوهرُنا)(الصافي) (رصَافِيَهُ)
و(نازكُ)الشـّعر ِ(للسيّابِ) تـُهدينا (5)

هــذا العراقُ ، مضت أســـــلافهُ كِبراً
وللأواخــــر ِمـا سنـّتْ أوَاليــــــــــنا

نخطو على خطواتِ الذاتِ نـُنكرهـــا
ونـــزرع الدربَ ريحاناً ونسرينــــــا

فإنْ ترامى جوارٌ بــــاحَ ساحتنـــا
بالأفكِ ، مـا قصّرتْ يومـاً مرامينا

دقـّتْ بساعاتها النيـــران راهبـــة ً
أهلَ الدّيار ِ ، وجــرَّ الجلفُ سكّينا

هذا جنيناهُ من كبواتِ أعصـــرنا
لا يدركُ المــــرءُ دانينا وعالينا

هبِ الرماحَ العوالي في الدّجى قصباً
جنب الصفائح،هلْ خابَ الرجــا فينا؟!

إنَّ السلاحَ سلاحُ الروح ِ نحملــهُ
والعزم ِ والعزِّ والعليـــا عناوينا
**
عـــذرا لبغدادَ ، إنْ أقلامنا كشــفتْ
غسقَ الظلام ِ،فما يشــجيكِ يشجينا

بغدادُ يا بســمة َ التاريخ ِ راغمــةً ً
أنفَ الأنوفِ ، ولا تمحي الدواوينا

إذا تعالى صـراخُ الطبل ِ من أنفٍ
لا يطــرقُ الصّكّ ُ أسماعاً ليثنينا

مذ ْ أنْ فطمنا نذرنا للعـراق دمــاً
وقد هرمــنا ، فكانَ الدَّيْنَ والدِّينا

إنْ قيلَ: مَنْ أمجد الأوطان أولها ؟
دلـّتْ أصابعها الدنـــيا لواديــــنا

نحنُ الأباةُ ، ولا رأسٌ يطــاولنا
حتـّى نقـولَ ، يقولُ الدّهرُ : آمينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرشيد ويلحقه المأمون بالعطف ، قد يأتي بالرفع غلى الأبتداء ، والو التي قبله للاستئناف ، وقد الرشيد بالنصب على أساس أنه معطوف على بغداد , وقد يأتي على أضعف الاحتمالات الرشيد حركته الأخيرة الكسرة ، وذلك بعطفه على حاضرة 
 إشارة إلى إلغاء مشروع النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية (2)
 (3) إشارة إلى بيت أبي العلاء المعري ، وطربه لسماع صوت مغنية في (دار سابور ) عند زيارته لبغداد : 
وغنت لنا في دار سابور قينة *** من الورق مطراب الأصائل ميهال
 (4) تضمين لبيت السيد محمود الحبوبي عند رثائه للشيخ محمد رضا الشبيبي (ت 1965 م) ، وفي لبيت أيضاً إشارة للشيوخ محمد رضا المظفر ومحمد علي اليعقوبي ( أبو موسى ) وعلي الشرقي ، وتوفوا قبله ، وقد تجاهلتهم وسائل الإعلام ، ومؤسسات الثقافة ، والتاريخ يعيد نفسه وبيت الحبوبي أين الرضا والرضا من قبله وأبو **** موسى ، وأين عليّ ٌ ذلك العلمُ
 (5) الجواهري تعرض للسجن بالثلاثينات(1937م) أيام انقلاب بكري ، وتجرع الغربة منذ ( 1956م ، 1960م ...) ، حتى مات بعيداً عن عن وطنه في دمشق (1997م) ، الصافي عاش الغربة في إيران ، ثم سوريا ، وأخيرابعد إصابته بطلقة طائشة في عينه بلبنان ، رجع للعراق عام (1976م) ، وتوفي في وطنه بعدها بسنتين ، إذ قضى خمسين عاماً مغترباً ، والرصافي قضى أواخر عمره بائعا لسكاير غازي ، وضمته غرفة دون ستارة تقيه حر صيف بغداد القائض ( ت سنة 1945 م ) ، ونازك الملائكة عاشت أواخر عمرها في بيروت أولا ثم في القاهرة مكتئبة منذ 1990م حتى 2007م ) ، ومأساة السياب معروفة ، تغرّب وهاجر وتمرض حتى توفي في الكويت في المستشفى الأميري سنة (1964م) , ودف في البصرة في يوم جمعة كئيب ، حيث طردت عائلته من بيتها المعقلي التابع لمصلحة الموانئ .. ما دونت حسب ذاكرتي بعجالة ، فعذراً عن السهو إن وقع . 

4 -  -  - يا أبا إسراء ، السيد رئيس وزراء العراق المحترم ، اوقفْ أصابع حكومتك وسلطتك عن محاربتي :
وتجاهلُ الشـــعراءِ ظلمُهُ باسلٌ*** يمضي الزمانُ ونورهمْ يتوضــــحُ

إذْ يكشفونَ إلى الأواخر ِ ما جرى**أو همْ لســانُ الدّهر ِ وهو الأفصحُ

لغةٌ أطوّعها كبعض ِ أنــاملـــي *** أنــــّى أشــــــاءُ وأيُّ قـــول ٍ يملـــحُ

إنـّي من البلدِ الذي قـــــد شُرّفتْ *** فيهِ العظـــــــامُ وكلُّ نبــــــــتٍ يُفلحُ

5 - هذا أنا لا كما يريد الآخرون ، ارتجالاً من الرمل التام المحذوف
صورتي تُنبئكم هـــذا أنــــا

أســـداً رغم المطــايا والخنا

لا أرى ذلاً وإنْ جــــــاء الفنـا

سيــــــــداً أبقـــــــــى عراقيا هنــا

عربياً فـــــي شمــــــــوخي والمنى

CONVERSATION

0 comments: