رومانس طائش/ د. عدنان الظاهر

مُقدِّمةُ الحُزنِ
القبّةُ خضراءُ
الميلُ شديدُ
النومُ ثقيلُ الوطأةِ والهمزةِ والوصلِ
الوصلُ جهودٌ غامضةٌ شتّى
تضعفُ ـ تقوى
الهجرُ مُضافُ
بقياهُ مصائبُ لا تُحصى عَدّا
الهجرُ يُعطّلُ باباً مقفولا
الهجرةُ مفتاحُ
الحزنُ بلا هجرٍ إيضاحُ
يرسو الهجرُ بمينائي
موجاتٌ تمضي مُبحرةً شرقاً تمضي غَربا
الطاقةُ في طوقِ سفينِة حفلِ حَمامِ العُرسِ
ناراً حاميةٌ تسعى قدَماً ـ رأسا
القوّةُ في الرِدةِ مثواها
فاصِلها فاروقُ
طوركِ هذا حالٌ من حالةِ أطواري
بابٌ أنتِ وأنتِ البابُ الخالي
محضُ هواءِ فراغٍ في الجوِّ المحقونِ العالي
شيءٌ عَجَبٌ أقوى منها يأتيني
يَهذي نوراً أخضرَ مكتوباً بالحبرِ
الساعةُ لا جدوى يا حبُّ
الساعةُ تقصيرُ .

سميرةُ أحزاني
مولودٌ فيها مُلتفّا
تجبُرُني عوداً صَلْبا
أعشقها مرآةً مُثلى
أتشكّلُ أشتاتاً فيها بعد التكسيرِ
أتقرّبُ لا أدنو .. أخشاها
في اللقيا حاجاتٌ مُسرِفةٌ تُغريني
حاضرُها في الغيبةِ إعلانُ
لا أدنو خَشيةَ إعدامي شَنقا
الحبُّ مصيدةُ مقهورٍ سهواً أو لهوا
يتلهّى في سهرةِ يومِ الجُمعةِ قبلَ التطهيرِ
كي لا يبقى عَبداً مثقوبَ الشُفرة مرهونا
قُرباناً لوليٍّ منذورا
يتعبدُّ للنجمةِ في بُرجِ العذراءِ
يتخبّطُ فالصحوةُ في اليقظةِ إنذارُ
يحسبها لعبةَ جرٍّ في حبلِ .
النقشُ خِتامٌ في شمعٍ مختومُ
يجمعنا ضدّانِ اللونُ الأسودُ والبحرُ المضطربُ القاني
أحزاني سُمرٌ وسميرةُ أحزاني تنأى
تتبدّلُ حالاً حالا
ظِلُّ الأولى يتباعدُ شيئاً شيئا
جاءت أخرى تعصرُ من جسدي تخديراً خَمْرا
تتعرى للملأِ الأدنى صدراً بَطناً ظهرا
تجبلُ كأساً فاضحةً بُقيا ما يُخفى
أنفاسُ الكأسِ رحيقٌ وشهيقٌ وحريقُ
حُبّكِ مضمونٌ قُرْباً ـ بُعدا
كتّابُ العدلِ شهودٌ والقاضي والحاكمُ والقاصي
العُذرُ البِكرُ قِراءةُ مَفرَشِ مَخدَعِها
الطبعُ يُناديها بالبوقِ الأقوى
تأبى ـ ترضى
تتناقضُ ردّاً صدّاً جَزْراً مَدّا .

نجوى سِينينْ
الصالةُ ملأى حتى حدِّ تخومِ الشِعرى
اللهوُ عبورُ زمان الحدِّ الأدنى
لا تغضبْ أنْ تعبرَ جسراً غَصْبا
أعبرْ قبلا
( سِينينُ ) تخافُ عبورَ الأنهارِ
سلّمها شُفرةَ مفتاحَ الجسرِ لكيلا تبقى
الوحدةُ قاتلةٌ لا تَأمنُ عُقباها
ويلٌ للقاسي الناسي
دقَّ البابَ وولّى
يقفزُ من سطحِ الفجرِ لبيتِ الجيرانِ هروبا
يسعى نحو مَصبّاتِ الأنهارِ خلافَ مساراتِ المجرى
ميزانُ الكفّةِ مقلوبٌ عَقِباً رأسا
( سِينينُ ) يقودُ فصيلَ حراسَتها تتريٌّ مملوكُ
الدبُّ القطبيُّ حِمايةُ مخدعها ليلا
النومُ ثقيلٌ في الليلِ الصيفيِّ عليها
صوتٌ يأتيني منها همْساً
لا أسمعُ شيئاً إلاّ
جَلبةَ ضغطِ المخروطِ الضوئيِّ المتدلي رأسا
يقوى لو داناني قُرْبا
نَوءاً يضربُ في بوقٍ من رعدِ .

CONVERSATION

0 comments: