المعلقة السينية الحديثة للشاعر مفيد نبزو


كتب الشاعر السوري مفيد نبزو قصيدته السينية التي بدأها يوم الجمعة
بتاريخ 22 - - 10 - 2010 - وهذه بعض أبياتها علما ً بأنها لما تنته
بعد :
1- على أطلال من نهوى ندوسُ ونبكي واقفينَ متى الجلوسُ ؟!
2- كفى يا أمتي لا الدمعُ يجدي ولا يجدي التبسُّمُ والعبوسُ
3 – لنا ماض ٍ وأيامٌ توّلتْ وغبراءٌ وداحسُ والبسوسُ
4 – فلا تسألْ متى التاريخُ يحكي بنصر ِالعُرْب ِ إن حميَ الوطيس ُ
5 – وأيامٌ لتشهدُ كيف كنا نسوسُ الملكَ أفضلَ ما نسوسُ
6 - فلا وصفُ الظعائن ِيا خليلي ينجينا ، ولا حربٌ ضروسُ
7 – أنشربُ من بني عبس ٍ كؤوساً أتروي غَّلتي تلك الكؤوسُ ؟!
8 – أنبقى في تذكرها سُكارى إذا ُذكرت ْ لترتعشُ الرؤوس ُ
9 – نموتُ مع الحياة بكلِّ يوم ٍ ومن رمس ِالحياة لنا رموسُ
10 – وعبدُ الموت شيطانٌ دميمٌ وذئبٌ غادرٌ نهم ٌ ألوسُ * 1*.
11 – إذا ما انسلَّ لا الجبارُ يسطو ولا ملكٌ يدومُ ولا رئيس ُ
12 –ونجمُ العبد في الدنيا سعودٌ ونجم الحرِّ في الدنيا نحوسُ
13 – برأس العقل نحلُ الشهد يفنى ويعمرُ في رؤوس الطيش ِسوس ُ
14 – كذا والعمرُ أيامٌ عجالى فلا سبتٌ يدوم ولا خميسُ
15 – كذلك زار عبدُ الموت كسرى أنوشروانَ فانحلَّ الخميس ُ *2 *
16 – وكم حوريةٍ عذراءَ أشهى إلى قلبي إذا خطرت ْ تميسُ
17 - رماها الموتُ في واد ٍسحيق وضاع َ الجوهرُ الدرُّ النفيس ُ
18 – فيا وحشَ الردى تبَّا ً لعمر ٍ ُيقدَّرُ في محافلنا الخسيس ُ
19 – وإنَّ الحقَّ سخريةٌ وهزءٌ إذا ما دافعت ْ عنهُ التيوس ُ
20 – أنا يا أمتي طيرٌ حبيسٌ فكيفَ يغرِّد ُ الطيرُ الحبيسُ ؟!
21 – ذئابٌ للجريمة في حمانا لها في كلِّ مذأبة طقوس ُ
22 – وعرسٌ مهرهُ الغالي دماءٌ سيدفعُ عُمَرهُ الأغلى العريس ُ
23 – لنا في القدس يا وطني عروسٌ متى تزهو بطرحتها العروسُ ؟!
24 – ومنا الأوفياءُ بكلِّ عهدٍ ومنا الخائنُ الوغدُ الدسيس ُ
25 – ومنا للغد المأمول قومٌ كرامٌ في المعالي لن يجوسوا *3 *
26 – لنا التاريخُ كم أعطى عظاتٍ دروساً هل تُعِّلمُنا الدروسُ
27 – يقاس المرءُ في فعلٍ جليلٍ وغيرهُ لا يقاسُ ولا يقيسُ
28 – ومن يفقرهُ في الدنيا شعورٌ فلا تغنيهِ في الدنيا الفلوسُ
29 – وأشجارٌ بلا ثمرٍ وظلٍّ ستقطعها من الجذر الفؤوسُ
30 – فلا تندبْ على حظ ٍّ تعيس ٍ لأن العمرَ باطنهُ تعيس ُ
31 – ولا تغترَّ في وفر ٍ وفير ٍ لأن الوفرَ فائضهُ بخيسُ
32 – حياة المرءِ ُملكٌ للأماني فكلُّ تجارة ٍ ولها مكوسُ *4 *
33 - زمانٌ طبعهُ يخفي النوايا ويسرقُ عمرنا إن لا يخيسُ * 5*
34 – فمن ينفخْ على الجمرات ِحقداً ليشعلها سيحرقهُ النسيسُ
35 – ولا جدوى بإقناع ٍ ورأي ٍ أيُقنَعُ جاهلٌ بغلٌ شَموس ُ
36 – وكلبٌ مؤنسٌ ليصون ودِّي ولا خلٌّ تمُّلقهُ لحوس ُ
37 – وظبيٌ خائفٌ يرتاعُ قربي ولا ظبيٌ بمأمنهِ كنوسُ * 6*
38 - فلي نفسٌ إذا مرَّتْ رئامٌ ونفسي شعلةٌ كانتْ تنوسُ
39 – لتضرمُ نارها في القلبِ عطراً لأن خيالَ من أهوى أنيسُ
40 – ولي في روضة الشهباء ريمٌ تقاسَمَها من الروح ِالرسيسُ *7*
41 – تمِّيزُ غادتي وجناتُ وردٍ إذا قبَّلتها نفسي نفوسُ
42 – وما جدوى الورودُ الحمرُ إذ ما أمتِّعُ ناظريَّ ولا أبوسُ
43 –وخصرٌ أهيفٌ ، وعيونُ ريمٍ إذا رفَّتْ ففي عقلي مسيسُ
44 – وثغرٌ نكهة ٌ بالمسك فاها وجفنٌ فاترٌ جفنٌ نعوس ُ
45 – فعاطفتي الينابيع العذارى وإحساسي يهامسهُ الحسيسُ * 8*
46 – ولي في وحشتي ليلٌ سحيمٌ وصوتُ الشعر ِلي خلٌّ جليسُ
47 – فبعضُ الناس ترشقني سهاماً وبعضُ الناس قدَّامي تروسُ
48 – أناسٌ بيننا غزلان برٍّ ولكن أكثرُ الناس النموسُ
49 – طيورُ القمح موسيقى وعزفٌ فصهْ ، واسمعْ إذا نقرت ْجروسُ 9
50 – ووردٌ حولنا من كل زهر ٍ فلا تأبهْ إذا نطقَ النَّفوسُ 10
51 – أمير حولهُ سربُ العذارى نجومُ الليل ترنو ، وهي شوسُ
52 – هنا قدموس أوروبا بأرضي وروح الشرق ِ مولدها يبوسُ 11
53 – فهل من أمةٍ في الأرض تبكي على أمس ٍ وقد مرَّتْ أموسُ
54 – كأنَّ أبي وأمي لستُ منهم ْ وجنسي ماله أبداً جنوسُ
55 – وكلُّ الذنب ِ يا طسمٌ خراجٌ يفرُّ بعيد سرقته ِ جديس ُ12
56 – كفانا يا بني قومي كفانا يعزُّ لنا من الماضي الدريسُ
57 – هجاءٌ ثمَّ مدحٌ أو رثاءٌ وتشبيبٌ وشعرٌ طلطميس ُ
58 – إذا الشعراء ما غذوا نفوساً ولا ذوقاً، فشاعرهم طويسُ 13
59 – ألا يا أمتي التمزيق ُعارٌ ولمُّ الشمل ِ جوهرنا الرئيسُ
60 – فما من قوة إلا وتفنى وثوبُ العزِّ مهترئ لبيسُ
61 – ونوبلُ للسلام ولا سلامٌ وأرقامٌ تحِّطمها غينيس ُ 14
62 –وللإسكندر انحلَّتْ جيوشٌ وظلُّ الشمس ِ ظل َّ ديوجينيس . 15
الهوامش :
1 – ألوس : مخاتل ومخادع .
2 – الخميس : الجيش المخمس .
3 – لن يجوسوا : لن يترددوا في المعالي .
4 – مكوس : ضرائب مفردها ضريبة .
5 – يخيس : يفسد .
6 – كنوس : بيت الظبي .
7 – الرسيس : بقية الروح .
8 – الحسيس :الإدراك بالحواس والصوت المخفي .
9 – جروس : صوت مناقير الطيور وهي تنقر الحَبَّ والقمح .
10 – النَّفوس : الحسود .
11 – يبوس : من أسماء القدس الشريف .
12 – جديس :هو أخ طسم وهو سارق خراج الملك ،ولما هرب ولم تقبض عليه
الشرطة عوقب أخوه طسم وسجن حتى يدفع خراج الملك الذي سرقه أخوه جديس .
13 – طويس : مغن ضرب به المثل بالشؤم فقيل أشأم من طويس .
14 – غينيس : الموسوعة العالمية لتحطيم الأرقام القياسية .
15 – ديوجينيس : فيلسوف إغريقي كان قانعا ً زاهدا ً يحمل مصباحا ً ويسير
في السوق وقت الظهيرة يفتش عن الإنسان . عاش بين عامي 403- 323 ق .م .
الإسكندر :الإسكندر المقدوني ابن ملك مقدونية الذي اشتهر بفتوحاته ،
وكانت غايته أن يمزج الثقافة اليونانية بالثقافة الفارسية فلم يفلح إذ
أدركه الموت بين عامي 356 - 323 ق.م .
قال الإسكندر لديوجينيس: إنني زاحف الآن على بلاد العجم وسأفتح الممالك ،
وأقطع الصحارى ، وأعبر البحار ، وأدك الجبال ، إنني أريد أن أفتح الممالك
المملوءة بالذهب وعظام العاج ، والأبنية الشاهقة .
إنني أريد هذه الممالك المشرقة بالفن والتصوير ، ألم يكن هذا مغريا ً؟.
ألم تكن السعادة في مثل هذا ؟ تمن َّ يا ديوجينيس تمن َّ.
أجابه ديوجينيس : الآن أيها الملك لا أتمنى شيئاً إنما أريد أن تتحول عني
قليلا ً لتترك لي شعاعاً من أشعة الشمس .

CONVERSATION

0 comments: