ما زادني قولُ المديح جميلا/ د. نوري الوائلي



ما زادني قولُ المديح جميلا = أو هزني نقدُ العذول جفيلا

فأنا أبن يعرب قد ملكت زمامها = قولا يطوفُ على القلوب نزيلا

كالنار فكري والوشاة وقودها = تعلو بحرق الحاقدين أثيلا

ما صدّ ضوء الشمس سودَ سحابهم = أو نال سهم الحاسدين نبيلا

شعري وان قصرت معالم سحره = يبقى بدنيا المبدعين أصيلا

قولي يطلّ على المراكب أنجما = ويحيل موج العاصفات ذلولا

يبقى يعانق في النفوس جميلها = ويكون فيها للصلاح دليلا

ما كان قولي للتقي مشوشا = أو كان في قلب الأديب دخيلا

ما كان قولي للجهالة منبتا = أو كان في لبس الكلام حليلا

ما ضر شعري ان يكون لصدقه = نثرا يشع دلالة وقبولا

يستل من عبق الرحيق عسالة = ويديرها للظامئين سبيلا

يشفي المواجع حين بات شفاءها = موت يمن على العليل جميلا

ما ضر طول الشعر يفرع للهدى = ويدق صوب العاليات طبولا

ما ضر طول الشعر يعلو يرتقي = ويفيض في لبناته التفصيلا

ينمو كأشجار ظليل ظلها = ما كان يرجو للكريم وصولا

قد صاغ قلبي واللسان محاكيا = حكماً تحاور رضعاً وكهولا

لا تأملن من الحكيم سفاهة = تهدي السراب وتغزلُ التضليلا

توحي الرذائل للجهول مناسكا = توحي العواء الى الهلوع هديلا

ان كان قولي حكمة , لا ترتجي = زيغ الكلام مرواغا معسولا

ما كان فرقان السماء بلاغة = أو كان شعرا يحسن التأويلا

بل كان هديا بالحروف معنونا = قد جاوزت في سبكها المعقولا

نهج البلاغة هل حوى في لبّه = شعرا وكان بشعره المسلولا ؟

بل كان حرفا في البلاغة آية = لم يأت منه العالمون مثيلا

سبحان من خلق اللغات ونطقها = وأتاحها للعالمين سبيلا

CONVERSATION

0 comments: