سجينةُ حُريّتها/ د. عدنان الظاهر

( إلى قرطبة عدنان الظاهر )
خضراءُ العينينِ
في بؤرةِ مخروطِ شعاعِ الشمسِ
تتجلّى منها أقمارُ الليلِ
ترتادُ زنازينَ مخادعها سرّا
الحجرُ الباردُ مفتاحُ الحارسِ يُحصيها أنفاسا
الأرضُ البِكرُ حرامُ
يتعاورها جهدٌ حربيٌّ جبّارُ
إنْ شاؤوا سقطَ البرجُ العالي
أو شاؤوا مرّتْ عَجَلاتُ الشرطةِ عجلى
تصرخُ بالضوءِ الأحمرِ فوقَ القاماتِ
مَنْ أيقظها من بعدِ سُباتِ شتاءِ
أوقدها جسداً في جمرةِ نارِ
مَنْ أوحى وتكلّمَ بالطبقاتِ السُفلى
هلْ فهمتها حَرْفاً حَرْفا ؟
البقعةُ خرساءُ
طوّقها صمتٌ أزليُّ النبرةِ مخنوقُ
فُكّي الأنوارَ فخلفَ البابِ جدارُ
يصرخُ حُزنكِ حزني
ودموعُ الزمنِ المتقلّبِ أحجارٌ من ماسٍ في عيني
تحفرُ في الذكرى شمعا
التاجُ الفظُّ على رأسِ القضبانِ
مَلِكٌ معطوبُ الهيكلِ مُعتلُّ 
يتطبّبُ بالذهبِ الإبريزِ المصهورِ رصاصا 
التاجُ لِمَنْ ؟
هذا التاجُ لِمنْ ؟
دربُ الأشواكِ لِمَنْ ؟
تشردُ منّي حافيةَ الأقدامِ 
عيناها في سمتِ النجمِ وفي قُطبِ الدُبِّ
يتتبعُ مسراها في دربِ حقولِ التبنِ 
السرمدُ ممشاها حتّى أقصى دقّاتِ القلبِ
حاسرةً تقدحُ كالجمرةِ عيناها 
تسعى لقراءةِ آخِرِ سَطْرٍ في سِفْرِ الحرفِ
الدُرّةُ في الكُوّةِ مصباحُ شعاعِ ظلامٍ قانِ
يتبطّنُ أجسادَ الموتى
شمعاً كافوراً مسحوقا 
كانتْ تقرأُ قرآنا 
وتزورُ مراقدَ بيتِ الأهلِ.

CONVERSATION

0 comments: