العلمانية والمهمة القذرة/ محمد محمد علي جنيدي

كثر اللغط ببلدنا مصر.. ومن أمثال ذلك أن تستخدم البوق الإعلامية للترويج عن العلمانية بجهالة شديدة ليس لها حدود، فتجد المروجين لها يستخدمون عبارة ( إن مصر علمانية بالفطرة )، ولو أنهم نظروا نظرة في قرآن هذا الدين لوجدوه يوجز توصيف الفطرة في قوله الحق ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) صدق الله العظيم. (30) سورة الروم.
وشعب مصر هو شعبٌ في عمومه مسلم وقد منّ الله عليه بفطرة هذا الدين القيم، أما الذين يريدون الإنقضاض على جوهر هذا الدين - بعلمانيتهم - والتي لا تعمل إلا من أجل هدمه، فإننا نتحداهم ولو اجتمعوا مهما اشتد عودهم وعظمت قوتهم وتنوعت وتعددت أساليب الترويج لعلمانيتهم أن يفلحوا في تبديل وتبديد ما أرساه الله في قلوب أبنائه، فإننا نعرف أن معظم عصاة المسلمين في مصر يقترفون المعاصي وهم يعلمون أنها معاصي ويرجون منها توبة، أما أن تقول لهم مثلا أن الشذوذ الجنسي حرية شخصية، وأنه ينبغي على المجتمع إباحة الزنا، وأن على المجتمع أن يُخرج الدين من عباءة التشريع بل وأنه يجب عزله تماما عن العمل السياسي والإقتصادي والإجتماعي وغير ذلك، وإقصاره فقط على السلوك الشخصي للإنسان كاستخدامة لفرشة الأسنان وماكينة الحلاقة وأدواته الشخصية، هذا كله عبث وهراء ولن يستطيعون بلوغ مأربهم ولو أنفقوا ملء الأرض ذهبا لإنجازه.
إن الفارق بين الدين الإسلامي وسائر الأديان السماوية - هو - أنه الدين الوحيد فيما بينهم الذي بوسعه أن يقيم منهجا شاملا أمنا للحياة بجميع تنوعاتها دون إخلال بمصالح الآخرين وشرائعهم ومعتقداتهم الدينية، ومن هنا بلغ الخوف من هذا الدين مداه، فوقفوا له بالمرصاد وعند كل ناصية لاصطياده. 
إن شواهد الواقع أمامنا تأكد أن هذا دورهم وتلك مهمتهم، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كرهوا أولئك المغرضون.

m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: