حكايات الشارع الرئيسي 10/ خليل الوافي


صدفة مدهشة حين يسكن الموت بيوتنا


تغمرني دهشة مهووسة بالغضب
وانا ارفع ناظري
في زرقة الملح المفتوح
على جرح يكتنز المحيط
ودفء الرماد في الحطب
اتعبتني رتابة الصور
وشكل الحجر
في مدخل الدار
يسرق البحر زمن الانتظار
والسفن الماردة
على شط الفؤاد
ترقص اللهفة ساعة الاحتضار
امشي وحيدا
في زقاق ذاكرة
لم تقو على حمل ما تبقى
من صور وعناد قمر
لا تقوى يدي على حمل يدي
في فتح كف السلام
في وجه تعرفه رمال بحر
واثار اقدام تحدد طريقة المشي
وصورة المنفى في الغياب
يختفي الرمل المشاكس
لوقع الجريمة
حين يسدل الموج
بساطا يخفي اثار الجرح
في ملح عينيها
يسقط الدمع سفر التكوين
وماساة الفراق الطويل
في ميناء لا تركبه
سفن الغربة التائهة
في سؤال الام
وبكاء العاشقة
_اتعرفني حين امشي في البحر
لا اعرف نفسي
في كل هذا الموج الغاضب فوق صدري
احتمل المسافة
ومتاهات الاماكن التافهة
في ضوضاء المكان
اعرف خطيئتي
ودربي والوجوه الضاحكة
في اريج صبح عربي
تخضر الماسي على طرف الحكاية
يبدا الراوي
سرد اشباح ظل
ومسرح متمرد
في شوارع الاحتجاج
تنطلق قصائدي
في مزاولة مهنة الكلام
وفي القول كثير من الهزل
على نشيد الاغنيات
اعرف وجوه الاحتمالات
التي لا تعرفني حين يشتد الصراع
على باب الخليفة
يحكم الصمت على السنة الضباع
واضيع في السؤال
القريب من لهجة العتاب
تطير فراشاتي الهزيلة
في حلم ذاكرة
فقدت بريق الانتماء
اعرفك يا صاحبي
في اختلاط الصور
_اتذكر الملامح المتشابهة
لالواح اعيد نسخها
بماء السماء
امسح عن وجهي
الدهشة الاولى
لااصدق الرواية الرسمية
وتقرير يرفع الى مقابر
تنتظر موتاها
كل ليلة ترتب زمن الحكاية
يعود الموت في شكله القديم
يؤانس وحدة القتيل
في غفلة من رموش
تحلق عيونها في السماء
ةتغيب الروح في انتهاء المهزلة
يعود صمتي للوجود
يراود بذاءة القول الرديء
في خطاب يحمل كل التوقعات
ويحتمل دروب الدلالات
في نشيد هذا الوطن العنيد
يضيع الصراخ العربي
في صمت الشهيد
وتغرق جحافل القوم
على قبر الفقيد
احمل كراستي الاولى
بفرحة الولد بالوليد
ومشاركة الاهل
عيون دمع يفيض
جداول عشق طويل
الماء رهن الاعتقال
في قارورة الدمع الاصيل
احلم مثل طفل رضيع
والبسمة لا تغادر ثغرها
في اندهاش الكون
ورعشة الشجر
عند سقوط الندى
على ملمس الحجر
_اتذكرني يا صاحبي
في الزقاق الضيق
كانت رائحة المكان
توحي بان الحياة ما تزال هنا
ويطل البحر كعادته
من نافذة ميناء صغير
تحاصره عيون طفلة
تعشق
من يتبع ظلها
في رائحة الانجذاب المطرز
بالكلام والرغبة الجامحة
والصورة العارية
عن الحقيقة في بداية الفصل الاخير
من الحكاية
يعود الميناء الى مرساه
وتعود السفن
الى اوكارها في نقطة اليابسة
يلامس الماء عذب تراب
يتبادلان العناق
والغربة الحارقة
في المسافة الفاصلة
بين الموت والحياة
تقول الكلمات وحيها الاخير
وتودع زهرة الياسمين
فم العذراء في شكل السوسنة
واريج عطر ملائكي
يخطف الابصار بعيدا
عن لحظة عشق خاطفة
يسرق الهمس قبلة طائشة
على جبين من حركوا الثورة
في وجه الجلاد وبائع الجتث
في اسواق النخاسة
وتعلو اصوات القتلى
تحدث ارتباك الصورة
في مشهد وطن يحتل
من يملك الصورة ونقيضها
ويحرق ما تبقى
في وطن يحلم ان يكون
انا ....

_انتهى_

_ طنجة _ المملكة المغربية
khalil-louafi@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: