حقيقة ثوار ما يسمى بالربيع العربي/ راسم عبيدات

.... آخر صرعات وتقليعات ما يسمى ب"ثوار" الربيع العربي ،ثوار" ليبيا عبد الجليل وزبانيته يمنحون الصهيوني برنارد هليفي مواطنة شرف وجواز سفر ليبي،على ما قام به من دور وجهود في ترتيب وتنسيق أمور "الفورة" الليبية وما قدمه من دعم لها،ويسعى من خلال غاز القتل القطري لفتح سفارة لإسرائيل في ليبيا،ومن اهم إنجازات تلك "الثورة"،سيطرة غربية كاملة على النفط والغاز الليبي،وأصبح المواطن الليبي يصطف في طابور طويل من اجل تعبئة سيارته بالبنزين،والليبيين يترحمون على عهد الراحل القذافي.
وزعامات وقيادات الجيش"الحر" الكر في سوريا،ومعهم جبهة الكفرة"النصرة" طالبت اسرائيل أكثر من مرة بالتدخل من أجل اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد،ولم تكتفي برفع أعلام الانتداب الفرنسي،بل رفع العلم الإسرائيلي في اكثر من منطقة سيطرت عليها تلك العصابات،وهذا الجيش ومعهم عصابات النصرة،يعلنون ليل نهار بأنهم لن يكونوا أعداء لإسرائيل وأمريكا،وتفاخروا بإدخال الصحفيين الاسرائيليين الى داخل سوريا وإجراء المقابلات الصحفية معهم.
 وبرنارد هليفي منسق "الفورات" العربية،رتب لقادة ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج اكثر من إجتماع ولقاء.
وفي مصر الرئيس "المؤمن"مرسي" وباعتراف اسرائيل وأجهزتها الأمنية،بان التنسيق الأمني في عهده أفضل كثيراً من عهد مبارك،وحكومة مرسي تقوم بواجباتها على احسن ما يرام،حيث سمحت بتركيب مجسات تجسس في سيناء تهدد الأمن القومي المصري،لم يوافق عليها نظام مبارك أكثر الجواسيس الأمريكية إخلاصاً،وكذلك تقوم بتدمير الأنفاق وتشديد الحصار على قطاع غزة،في وقت راهنت فيه حكومة حماس،على ان يكون نظام مرسي عوناً لها لا عليها،ومرسي تغزل برئيس دولة الاحتلال شمعون بيرس ووصفه بالصديق العزيز،وأعلن التزامه باتفاقيات الغاز و"كامب ديفيد" مع اسرائيل،والتنسيق الأمني في عهده،فاق ما كان معمولاً به في عهد مبارك.
والدولة في عهده على حافة الانهيار،حيث التراجع الكبير في النمو الاقتصادي،والجنيه في ادنى مستوياته،ولم تجري أية إنجازات تذكر في ملفات البطالة والفقر والأمن وغيرها،والرئيس "المؤمن"مشغول بأخونة الدولة والسلطة،وكثيرين من طاقم الرئاسة من مستشارين ومساعدين استقالوا،ولم يبقى غير الإخوان منهم،والإنقسام الأهلي والمجتمعي في مصر بلغ درجات غير مسبوققة،وبإختصار الإخوان في سنة حكمهم الأولى،لا يوجد إنجاز وحيد يسجل لهم،بل سلسلة من الإخفاقات المتتالية،ويبدو أن إنكشاف حقيقتهم المبكرة أمام الجماهير والشعب المصري،ستعجل بسقوطهم وغير مأسوف على رحيلهم،وسيسدل الستار على حقبة سيئة في تاريخ مصر في عهدهم،والخسارة الكبيرة للانتخابات الطلابية الجامعية المصرية لحركة الإخوان،مؤشر قوي على أفول نجمهم مبكرا،ولن تسعفهم الشعارات والمزيدات العلنية في السب والشتم والعداء لأمريكا واسرائيل علناً،والتنسيق والتحالف معهما سراً.

والغنوشي منذ ان تولى حزب النهضة الحكم،وهو يعمل على قمع وتكميم الحريات ومصادرة الكثير من الحقوق الاجتماعية،وأطلق يد ما يسمى بعصابات رابطة حماية الثورة والجماعات السلفية،لكي تقوم بعمليات بلطجة وقتل واعتداءات على القوى العلمانية والتقدمية،وقاموا أيضاً بعمليات تحريض في المساجد والمنابر العامة عليها،ودعو الى تصفيتها،ولتكون النتيجة قتل العديد من المعارضين والذين كان أبرزهم المعارض القائد اليساري شكري بلعيد،ولتقترب تونس بعد عملية إغتياله من مرحلة الحرب الأهلية والتصفيات الداخلية،وتلك أجندات سياسية تمتد خارج الجغرافيا التونسية،ورائحة غاز القتل والدمار السعودي والقطري وبصماته واضحة في ذلك،فهي معينة بسيطرة قوى معينة على السلطة في تونس،حتى لو كان الأمر من باب القتل وإغراق تونس بالدماء.
تلك نماذج لما جلبته لنا كعرب ما يسمى ب"ثورات" الربيع العربي،والتي لم تكن سوى مشروعاً استعماريا تلاقت فيه مصالح دعاة الفوضى الخلاقة مع المتأسلمين الجدد من جماعات الإخوان المسلمين،الذين ثبت بالملموس مدى شهوتهم وتعطشهم للسلطة،وقدرتهمم الفائقة على التلون وتغير شكل تحالفاتهم وعلاقاتهم،بما يخدم مصالحهم في "ميكافيلية" مقيتة،وليس ادل على ذلك ما قامت به حركة حماس،التي احتضنتها سوريا،في وقت رفض قبولها المحيط العربي والإقليمي،بما في ذلك أقرب حلفاءها،فعندما شنت حرب على سوريا من قوى عربية وإقليمية ودولية تحت ذريعة ويافطة الثورة والتغير والديمقراطية،وجدت حماس نفسها تتعرض لضغوط هائلة من قبل مشيخات النفط وفي المقدمة منها قطر والسعودية،من أجل فك علاقتها التحالفية مع سوريا،وأغدقت عليها مئات ملايين الدولارات لتغيير وبيع موقفها،ولكونها تحكمها "ميكافيلية" الإخوان الملسمين،وجدت ان بريق المال والدولار،أكثر ضمانة لمصالحها،من إستمرار العلاقة والتحالف مع سوريا.
والطرف الآخر في هذا التحالف هم جماعة فقه البداوة والبترودولار والغاز الحخليجي،الموظف لقتل الشعوب وتدمير البلدان العربية،وهناك هدف واحد لهذا التحالف هو تحطيم وتفكيك المشروع القومي العربي،وإعادة تركيب الجغرافيا العربية خدمة للمشاريع الأمريكية والصهيونية والاستعمارية الغربية في المنطقة،وبما يدمر ويفتت ويحول دولها الثلاث المركزية العراق وسوريا ومصر الى دول فاشلة.
هذا ما جلبته لنا ما يسمى ب "ثُورات" الربيع العربي،مشروع إستعماري جديد،يعيد تقسيم المنطقة العربية وفق الثروات والخيرات،ويعيد المنطقة العربية الى ما قبل مئة سنة سابقة.

CONVERSATION

0 comments: