لبَّيك يا نبضَ الوجود/ محمد محمد على جنيدي


لبَّيك يا نبضَ الوجودِ ونُورَهُ
لبَّيكَ يا سرَّ الفؤادِ وجهرَهُ
لبَّيك ما أشعلتَ قلباً ساهراً
ناجاك والأشواقُ توقظُ فجرَهُ
لبَّيك إنَّ النَّفسَ قد أودَى بها
سقمٌ وبات الشَّوكُ يُدمي زهرَهُ
لبَّيكَ يا اللهُ والنَّجمُ اهتدَى
وهوَى جليلاً كاشفاً أسرارَهُ
لبَّيْك والأسحارُ تُنْهي ليلةً
وتهادَى نورُ الصُّبحِ يُهْدِي تبرَهُ
لبَّيك ما أبقيتَ طيراً في الفضا
يشدُو فتشهدُني بلطفٍ شكرَهُ
لبَّيك والأزهارُ تُهدي نسمةً
لجريحِ قلبٍ يمتطي أسفارَهُ
يا ربِّ قد ساق المشيبُ سَحَابهُ
للقلبِ ما للقلبِ أخفق سيرَهُ
أشكو إليك الهمَّ في ضعفي الَّذي
أنفقتُ فيه رجا الضَّميرِ وصبرَهُ
مولاي إذ تعفو فذا علمي بكم
وبحصنِك المقهورُ يطوي قهرَهُ
يا ربِّ إن ضاق الفؤادُ بحزنِه
ومنادمي والعجزُ أصبح وزرَهُ
أنت الَّذي أرجوهُ وحدك عالمٌ
بدقائقي والعمرُ أغلق دارَهُ
يا هادياً دمعَ المنيبِ لتوبةٍ
فيها النَّجاةُ وغافراً أوزارَهُ
عبدٌ أتاكَ وقد تناثرَ عقدُهُ
يبكي لديك مُعدِّداً أعذارَهُ
مالي سواك وأنت كلُّ وَسائلي
فإلى رضاكم هبْ لقلبي ذكرَهُ
بالذَّكرِ تمحو النَّفسُ همَّ ذنوبِها
وعلى جناحِ الليلِ تلقى سرَّهُ
اللهُ يا طبَّ النُّفوسِ لعفوِكم
فجرٌ تجلَّى فاهدني أنوارَهُ
اللهُ يا مُحيِي القلوبِ بِوصلِكم
سِرُّ الهدايةِ فاروني أنهارَهُ
وانزلْ رضاكَ على الفؤادِ وحاله
من بعدِ حزنٍ قد براه وضرَّهُ
واقبلْ إنابةَ باكياً مُتعلِّقاً
بعلاك يا رحمنُ وَاصلحْ أمرَهُ

CONVERSATION

0 comments: